ألغاز وطلاسم وتساؤلات في جريمة فيصل.. هل أخفى المتهم بقتل الأم وأطفالها الثلاثة الحقيقة في اعترافاته.. وهل تشهد القضية مفاجآت جديدة؟
جريمة فيصل، مازالت الجريمة البشعة التى شهدتها منطقة اللبينى فى فيصل بمحافظة الجيزة، والتى راحت ضحيتها أم وأطفالها الثلاثة، على يد مالك محل مستلزمات بيطرية، تلقى بظلالها الكئيبة على الكثيرين من المصريين، الذين أصابتهم صدمة شديدة من هول تلك المأساة الإنسانية، خصوصا وأن الضحايا أطفال فى عمر الزهور.
مع بدء التحقيقات وتداول معلومات عن أسباب ودوافع الجريمة وطريقة تنفيذها، ظهرت حالة من الجدل الكبير بين مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض صب جام غضبه على الأم الضحية التي ارتبطت بعلاقة غير شرعية مع الجاني، وكانت سببا فى موت أطفالها الثلاثة.. والبعض الآخر لم يقتنع برواية المتهم التي أدلى بها أمام جهات التحقيق، والتى أكد فيها أنه أقدم على جريمته بسبب خيانة عشيقته له مع آخرين، ويرى هؤلاء أن أحداث الجريمة الحقيقية لم تتكشف بعد.
اقرأ أيضا:
خيانة تحولت إلى مذبحة.. تفاصيل ليلة قتل أسرة اللبيني كاملة بالسم
الداخلية تكشف لغز جريمة طفلي اللبيني
وهناك فريق ثالث قدم مجموعة تساؤلات اعتبرها ألغازا وطلاسم فى تلك الواقعة، ومن بينها: "لماذا تصطحب زوجة خائنة أولادها الثلاثة معها إلى شقة عشيقها خصوصا وأن الأطفال كبار ومدركين لما يحدث؟ ولماذا يقدم عشيق على قتل عشيقته المتزوجة وأطفالها؟.
وبعيدا عن حالة الجدل الدائرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تواصل الجهات المختصة تحقيقاتها المكثفة فى تلك الجريمة، وفى هذا الإطار انتدبت النيابة العامة خبراء الأدلة الجنائية، للانتقال إلى محل المستلزمات البيطرية المملوك للمتهم، والشقة المستأجرة التى كان يقيم فيها والتى شهدت وقائع تسميم الأم، بحثا عن أى أدلة جديدة لضمها إلى ملف التحقيقات، كما حصلت الجهات المختصة على عينات من المادة السامة التي استخدمها القاتل فى جريمته.. وفى وقت سابق قررت النيابة حبس المتهم على ذمة التحقيق، واصطحابه إلى الأماكن التى شهدت أحداث الجريمة، لإعادة تمثيلها وإجراء معاينة تصويرية دقيقة لما حدث، مع تجديد حبسه على ذمة التحقيق.. وفى السطور التالية نرصد كافة تفاصيل جريمة فيصل كما جاءت فى التحقيقات الأولية.
جريمة فى مدخل عقار اللبيني
الجريمة بدأت بمشهد غير معتاد.. ولد وبنت فاقدي الوعي ملقيان فى مدخل أحد عقارات منطقة اللبيني بحي الهرم فى محافظة الجيزة، وسرعان ما اكتشف الأهالي وفاة الولد فيما تصارع البنت الموت.. أحد الجيران سارع بالاتصال بشرطة النجدة والإسعاف، وما هى إلا دقائق معدودة حتى امتلأت المنطقة برجال الشرطة الذين فرضوا كردونا أمنيا حول مكان الواقعة، وبعد إجراء المعاينات المبدئية، انطلقت سيارة الإسعاف حاملة جثمان الولد المتوفي، والبنت المصابة إلى المستشفى، وهناك تم إيداع الجثمان المشرحة، وإدخال المصابة غرفة الرعاية المركزة فى محاولة لإنقاذها من الموت الذي يزحف رويدا رويدا على جسدها النحيل.
طالع أيضا:
أول قرار من النيابة في حادث مقتل أطفال اللبيني ووالدتهم
خلافات أسرية انتهت بجريمة قتل
الأجهزة الأمنية فى الجيزة، لم تُضع وقتا وبدأت من فورها فى جمع المعلومات وإجراء التحريات المكثفة لكشف ملابسات الحادث، وتوصلت إلى أن الطفلين شقيقين؛ الولد اسمه "سيف" عمره 13 عاما، والبنت اسمها "جنى" وعمرها 11 عاما.
استدعى رجال الأمن والد الطفلين وتعرف على جثمان نجله المتوفى، وعلى ابنته الراقدة فى غيبوبة داخل العناية المركزة، وفى أقواله أمام جهات التحقيق المختصة، أكد أن زوجته تركت منزل الزوجية برفقة أطفالهما الثلاثة، سيف وجنى، والابن الأصغر مصطفى البالغ من العمر 6 سنوات، منذ أكثر من شهر، بدعوى زيارة أهلها.
الأب أضاف أنه اكتشف بعد ذلك أن الزوجة والأبناء لم يذهبوا إلى منزل أسرتها، فبدأ رحلة البحث عن أسرته إلى أن فوجئ بالعثور على طفليه سيف ميتا، وجنى مصابة.
لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضا:
أسرة ضحايا حادث اللبيني تتسلم جثامين الأطفال الثلاثة ووالدتهم
حبس المتهم بقتل أطفال اللبيني الثلاثة ووالدتهم
مقطع فيديو يقود المباحث إلى المتهم
كثف رجال البحث الجنائي، جهودهم للتوصل إلى المزيد من المعلومات التي قد تؤدي إلى كشف لغز الجريمة، وتبين أن هناك خلافات حادة ومتكررة بين الزوجين، وكثيرا ما تنشب بينهما المشاجرات.. فى هذه الأثناء تلقى رجال المباحث تقريرا عن كاميرات المراقبة الموجودة فى محيط العقار الذى عثر على الطفلين أمامه، وأظهرت إحدى اللقطات "توك توك" يتوقف أمام العقار وينزل منه شخص، ثم يحمل جثمان الطفل سيف ويلقيه فى مدخل العقار، وبعد ذلك يحمل شقيقته الطفلة جنى ويلقيها بجوار جثمان شقيقها، ثم يستقل التوك ويهرب من المنطقة.
ركز فريق البحث جهوده لتحديد مركبة التوك توك على وجه الدقة ومعرفة قائدها ومستقلها فى ذلك التوقيت، وبالفعل نجحت جهود فريق البحث فى التوصل إلى صاحب التوك توك، وعند مواجهته بمقطع الفيديو المأخوذ من كاميرا المراقبة، أقر بأن صاحب محل لتجارة الأدوات والأدوية البيطرية، طلب منه الذهاب معه لنقل الطفلين إلى العقار الذى عثر عليهما أمامه، وأنه لا علاقة له بالجريمة ولم يكن على علم بما يجرى.
شاهد مقطع الفيديو من هنـــــا
وبناء على أقوال سائق التوك، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتوجهت قوة من رجال المباحث إلى محل إقامة صاحب محل الأدوية البيطرية، واصطحبته إلى قسم الشرطة.. وأثناء مناقشته حول علاقته بالواقعة، ومواجهته بمقطع الفيديو الذى يظهر فيه حاملا جثمان الطفل سيف، انهار واعترف بارتكاب الجريمة وسرد تفاصيل تقترب فى غرابتها من حد الخيال.
قصة العلاقة غير الشرعية بين المتهم والأم
المتهم قال فى اعترافاته: "منذ نحو 3 أشهر تعرفت على الأم بحكم ترددها على المحل الذى امتلكه، وسرعان ما ربطت بيني وبينها علاقة غير شرعية، وحتى تكون تلك العلاقة بعيدة عن العيون، استأجرت شقة، واتخذت منها مسرحا للقاءاتنا.. ومؤخرا فوجئت بها تتصل بي وتخبرني بأنها تركت منزل الزوجية مع صغارها، وطلبت مني أن تقيم فى الشقة لفترة.. وافقت على طلبها، وجاءت مع أولادها الثلاثة".
وأضاف المتهم فى اعترافاته أنه اكتشف أن الأم على علاقة بآخرين وأنها تخونه أيضا كما تخون زوجها، فتملكته حالة من الغضب وقرر التخلص منها.
الموت فى كوب عصير.. وخدعة المستشفى
وفى رده على سؤال المحققين عن كيفية تنفيذ جريمته قال: "بحكم عملي فى مجال الأدوية البيطرية، أحضرت مادة سامة ووضعتها فى كوب عصير وقدمته للأم، وكان ذلك يوم 21 أكتوبر الحالي، وعندما ظهرت عليها أعراض التسمم، نقلتها إلى المستشفى وادعيت أنها زوجتي وقدمت بيانات وهمية للمسئولين هناك، وتركتها وانصرفت وأخبرت الأبناء بأنها محتجزة فى المستشفى للعلاج، ثم علمت أنها توفيت فى وقت لاحق".
اغتيال البراءة فى نزهة بالجيزة
وعندما سأله المحقق عن أسباب وطريقة تخلصه من الصغار أجاب: "بعد وفاة الأم وقعت فى حيرة من أمري، وخشيت أن يتساءل الصغار عن أمهم فلا أجد إجابة مقنعة وينكشف أمري خصوصا وأنهم يعلمون أن والدتهم كانت معي فى الفترة الأخيرة، وهنا سيطر الشيطان على ذهني وقررت التخلص منهم جميعا بنفس طريقة التخلص من أمهم.. اتفقت معهم على الخروج فى نزهة لتخفيف حزنهم على مرض والدتهم، وأعددت عصيرا مسموما كى أقدمه لهم أثناء التنزه، وبالفعل شرب سيف وجنى العصير، بينما رفض الابن الأصغر مصطفى تناوله وانخرط فى بكاء شديد طلبا لأمه.. شعر الشقيقان سيف وجنى بحالة من الإعياء نتيجة لبدء مفعول السم فى جسديهما، وعندما اشتدت الأعراض وبدآ يغيبان عن الوعي، عدت بهم إلى الشقة، ثم خطرت لى فكرة التخلص من الطفل الصغير عن طريق إغراقه فى ترعة بدائرة الهرم، فاصطحبته منفردا وأغرقته فى المياه، ثم عدت إلى الشقة وأخذت الطفلين الآخرين فى توك توك وألقيتهما أمام عقار بمنطقة اللبيني فى فيصل وكان ذلك يوم الجمعة 24 أكتوبر الحالي".
جد الأطفال الضحايا: زوجة ابنى شريفة
هذه كانت رواية المتهم عن الجريمة وفقا لما جاء فى التحريات والتحقيقات الأولية.
أما أسرة المجني عليهم، فقد كان لهم رأى آخر، والبداية كانت مع والد زوج الأم القتيلة جد الأطفال الضحايا، والذي نفى أن تكون زوجة ابنه الراحلة سيئة السلوك كما زعم المتهم، وشدد على أنها ملتزمة أخلاقيا ودينيا ومنتقبة، وتحرص على الصلاة فى أوقاتها، كما تحرص على تحفيظ أولادها القرآن وتشجعهم على الصلاة فى أوقاتها.
الجد أكد أن اعترافات المتهم ما هى إلا محض افتراء على زوجة ابنه ولا أساس لها من الصحة، وأنه حاول تبرير جريمته بهذه الإدعاءات الباطلة.
الزوج: زوجتى الراحلة متدينة ولم أشك يوما فى سلوكها
زوج الضحية، والد الأطفال الثلاثة، أكد هو الآخر أن أم أولاده كانت مثالا للزوجة الصالحة الصابرة، موضحا: "عاشت معي 15 سنة على الحلوة والمرة.. وتحملت صعاب الحياة بصبر كبير".
الزوج أكد أيضا أنه طوال سنوات زواجهما لم ير منها ما يدفعه للشك فى سلوكها، فهى منتقبة بإرادتها حافظة للقرآن، ونفى تماما ما تردد عن وجود خلافات بينهما بسبب شكه فى سلوكها، مشددا على تمسكه ببراءتها مما نسب إليها، وأنه لن يتهاون فى الحصول على حقها وحق أولاده وفقا للقانون.
لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضا:
والد ضحايا جريمة الهرم يروى تفاصيل حياته مع زوجته قبل تركها المنزل
بقى أن نؤكد على أن التفاصيل الواردة فى هذا الموضوع، جاءت وفقا لما تم تداوله عن تفاصيل التحقيقات التى تجريها الجهات المختصة، ولم تصدر أية جهة رسمية بيانا تفصيليا عن الجريمة حتى الآن، وربما تشهد الأيام المقبلة مفاجآت تقلب الموازين فى تلك الجريمة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
