رئيس التحرير
عصام كامل

مئوية روز اليوسف.. فاطمة تكشف كواليس الفكرة.. العدد الأول من المجلة صدر في مثل هذا اليوم.. وهؤلاء النجوم تألقوا على صفحاتها

السيدة روزا اليوسف
السيدة روزا اليوسف
18 حجم الخط

 فى مثل هذا اليوم 26 أكتوبر عام 1925 أصدرت السيدة فاطمة اليوسف أول عدد من مجلة  روز اليوسف ، التى كانت وستظل مدرسة تلمع فيها الأقلام الشابة، وتخرج منها الوجوه الجديدة الناجحة. 

ترجع السيدة فاطمة اليوسف نجاح مجلة روز اليوسف واستمرارها فى الصدور فتقول: وحين أفكر في السبب الذي أضفى على مجلة روز اليوسف هذه الصفة البارزة لا أجد سببا أقوى من الحرية، الحرية التي كانت دار روز اليوسف دائما تعالج بها المسائل العامة، والحرية التي كانت تعطيها لمحرريها، وليس غريبا أن تدعو روز اليوسف إلى الحرية الصحيحة في كل عهد، وأن تلقى من جراء ذلك الاضطهاد من كل يد.


وأضافت فاطمة اليوسف: جاءت فكرة إصدار مجلة روز اليوسف فى جلسة اصدقاء فى محل كساب الحلوانى، وتطرق الحديث إلى حاجتنا إلى صحافة فنية محترمة ونقد فني سليم يقف في وجه موجة المجلات التي تعيش على حساب الفن. لمعت في رأسى فكرة إصدار مجلة فنية، وأفضيت بالفكرة إلى أصدقائي، وتوصلنا إلى أن تكلفة الاصدار من 12 الى 20 جنيها وقلت للأصدقاء لم لا نسميها روز اليوسف وهو الاسم الفنى لى على المسرح، وانفضت الجلسة وفى الصباح ذهبت لأكتب طلب رخصة اصدار من وزارة الداخلية.

 

محمد التابعى أول المحررين 

وتابعت: كان أول محرر اتصلت به روز اليوسف هو محمد التابعى الذى ظن أن السيدة روزا تدبر له مقلبا، لكنها اتخذت شقة فى شارع جلال فى منزل كان يملكه ورثة الشاعر احمد شوقى، وصدرت المجلة فى مثل ذلك اليوم عام 1925 ليخرج الباعة فى الشارع ينادون روز اليوسف روز اليوسف.

التابعى يهنء روز اليوسف بالعدد الاول 
التابعى يهنء روز اليوسف بالعدد الاول 

فى مجلة روز اليوسف أكتوبر عام 1956 كتب الكاتب الصحفى محمد التابعى ـــ رحل عام 1976 ـــ  مقالا تحت عنوان (صحافتنا بين الأمس واليوم) قال فيه: صدر العدد الأول من روز اليوسف فى 26 أكتوبر 1925 وأذكر أن المجلات التى كانت فى السوق بترتيب قدمها فى هذا الوقت: اللطائف المصورة لصاحبها اسكندر مكاريوس، “ النيل والحسان”  لصاحبها فرج سليمان فؤاد، المصور التى صدرت قبل روزاليوسف بشهور قليلة.

 

صحف ما قبل روز اليوسف 

كل هذه المجلات ماعدا الكشكول لم تكن صحافة رأى أو صحافة خبر، فالحسان كما يدل اسمها كانت عبارة عن مجموعة من صور حسان من الفتيات الجميلات العاريات، ومجلة النيل كانت تعنى بأخبار التمثيل والمسائل الشخصية، واللطائف المصورة كانت تنشر أخبار من كل نوع الا السياسة، والمصور كانت تبذل همة مشكورة فى نشر صور الحوادث الداخلية والخارجية وفيها مقالة بقلم زميلنا الصحفى فكرى اباظة يتناول بأسلوبه الرشيق جميع الموضوعات إلا السياسة، وكانت الكشكول المجلة السياسية الوحيدة التى تناصر كل حزب مادام معاديا للوفد فكانت مجلة الرأى والخبر الوحيدة لكنها ضد حاجة واحدة هو الوفد.

مجلة أدبية فنية اجتماعية 

وخرجت روز اليوسف مجلة أدبية فنية اجتماعية في 16 صفحة وتباع بقرش صاغ واحد، ولم يمض عليها عام إلا ودخلت فى غمار السياسة ووقفت فى وجه مجلة الكشكول ونجحت نجاحا فاق الحدود، كانت مجلة رأى وخبر فكانت فيها المقالة والصورة الكاريكاتيرية.

 

مكرم عبيد يخبئها لأن صاحبتها امرأة 

ارتفع رقم توزيع روز اليوسف فبلغت 40 ألفا عام 1928 تعتمد على التوزيع فقط بدون اعلانات بالرغم من انها تحمل لأول مرة اسم سيدة وسيدة معروفة حتى أن مكرم باشا عبيد قال لى ذات مرة: أنا مداوم على قراءة روز اليوسف لكنى استحى من قراءتها أمام الناس فيضعها داخل جريدة يومية ليقرأها.

صاروخان أكبر راتب

كان أكبر راتب فى المحررين 15 جنيها للرسام صاروخان وبقية المحررين من 6 إلى 12 جنيها ويومية العامل 15 قرشا وكان إيجار إدارة المجلة ستة جنيهات لشقة بالدور الأول بقصر النيل.

السيدة روزا اليوسف وأبناءها 
السيدة روزا اليوسف وأبناءها 

أما صحافة اليوم، فقد أصبحت تعتمد أولًا وقبل كل شيء على الإعلانات. وارتفعت الرواتب، فأصبح مرتب رئيس التحرير مائة جنيه فما فوق، وأقل محرر ما بين 10 و 25 جنيهًا. وارتفعت أثمان الورق، حيث كان الطن بثمانية جنيهات، أما الآن (عام 1956)، فقد وصل إلى ثمانين جنيهًا. وزادت تكاليف الإدارة، وعرفت الصحافة التخصص. فالمحرر السياسي غير المخبر الصحفي، أو المترجم، أو من يقوم بتوضيب الصفحات، أو سكرتارية التحرير. فتحية إلى الست روز اليوسف التي تغلبت عزيمتها على كل شيء. 


بعد سنوات من إصدار مجلة "روز اليوسف" وفى عام 1980 كتب الصحفى صلاح حافظ مقالا قال فيه: "يبدأ اليوم العام السادس والخمسين من عمر هذه المجلة، ولم يحدث طوال هذا العمر المديد أن تمتعت روزا اليوسف بأى استقرار سواء في شكلها أو أقلامها أو قيادتها أو توزيعها أو حتى سياستها، الشيء الوحيد الذي كان ولا يزال ثابتًا في كل عهودها هو الرسالة التي اختارتها وهى رسالة التنوير، كانت دائما مع العلم ضد الخرافة، ومع الجديد على حساب القديم، وفى صف المستقبل الذي لم تبزغ شمسه.. ولأن الحياة لا تكف عن التطور فقد كان محالا أن تستقر روز اليوسف على هذا الحال.

الكاتب صلاح حافظ 
الكاتب صلاح حافظ 

وأضاف "حافظ": "لقد اختارت السيدة روز اليوسف للمجلة رسالتها في التنوير؛ لأن عقيدتها كانت أن الحاضر أفضل من الماضى وأن المستقبل سيأتى أفضل مما هو الآن، فكانت تتحمس دائمًا للقلم الجديد والريشة الجديدة والفكرة الجديدة، حتى أصبحت مدرسة الصحافة المصرية بالرغم من أنها لم تكن صحفية.

ممثلة مسرحية نابغة 

واستطرد: كانت فنانة، نعم، ممثلة مسرحية نابغة، لكنها مولعة بالقراءة، وآمنت بمهنة الصحافة واحترمتها، فوظفت ذكاءها وقدراتها في خدمتها. كانت عاشقة للصحافة، مؤمنة برسالتها، وفي سبيلها هانت عليها كل تضحية، فنجحت في إصدار مجلة قيل يوم صدورها إنها مجرد نزوة لصاحبتها. في اعتقادي أن هذا الدرس يفيدنا ونحن نتأهل لإعادة صياغة الصحافة المصرية في قانون جديد، خاصة أن النقد الشائع لتجربة الصحافة بعد الثورة هو أن القائمين عليها غير صحفيين في المجلس الأعلى للصحافة. وهناك رأي بأن تكون الأغلبية في المجلس للصحفيين. فهل هذه نظرية صائبة؟ وأقول: إن المشكلة هي أن الذين اختارتهم الدولة في الماضي لقيادة الصحافة من خارج أبنائها كانوا كارهين لها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية