رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى وفاته، الشيخ عبد الحليم محمود من فلاح بسيط إلى إمام للتجديد والتصوف

الشيخ عبد الحليم
الشيخ عبد الحليم محمود
18 حجم الخط

 امتاز الشيخ عبد الحليم محمود ، بتواضعه ونهجه المعتدل، نشأ فلاحًا بسيطًا، وتتلمذ في الأزهر قبل أن ينال شهادة الدكتوراه من السوربون، ترك إرثًا علميًّا زاخرًا يُقارب مئة مؤلَّف ما بين تأليف وتحقيق وترجمة، وعُرف بالزهد الشديد، وتقلّد مشيخة الأزهر، وكان له مواقف جريئة في الدفاع عن مكانته، حيث رحل في مثل هذا اليوم عام 1978.

وفي ذكرى رحيله، يستعرض الشيخ عبد الحليم محمود أهم محطات حياته في كتابه “هذه حياتي”.

يروي الشيخ عبد الحليم محمود في كتابه "هذه هي حياتي والحمد لله" بداياته قائلًا: “نشأت في بيت ميسور الحال بقرية السلام التابعة لمركز بلبيس. كان والدي تقيًّا حريصًا على الالتزام الديني، وقد درس في الأزهر على يد علماء كبار، أبرزهم الشيخ محمد عبده. لا أذكر من طفولتي سوى لحظات عشتها مع أطفال القرية في الكُتّاب، حيث أتممت حفظ القرآن الكريم. وبسبب صغر سني، التحقت بعده بالمدرسة الأولية، حتى صرت مؤهلًا للالتحاق بالأزهر، فاصطحبني والدي إلى القاهرة وسجّلني فيه”.

موقف جرئ فى سن صغير

وتابع: “في أول يوم لبدء الدراسة ارتفع صوت المؤذن لصلاة الظهر ـ عندما حان وقته ـ في خشوع وجلال، تأهبنا للصلاة وتخلف بعض الطلبة عن القيام بها فأخذت خيرزانة المراقب لتؤدي واجبها نحو المتقاعدين عن الصلاة ”. 

الشيخ الامام عبد الحليم محمود 
الشيخ الامام عبد الحليم محمود 

وأضاف: “في السنة الثالثة انتقلنا من المسجد الذي ألفنا الدراسة فيه وعشقناها ــ الأزهر الشريف ــ إلى معهد الزقازيق الذي أنشئ ليكون فرعا للأزهر بالشرقية ، وفي معهد الزقازيق بدأ اتصالنا بالصحافة، حيث بدأنا نقرأ الصحف، وكنا إذ ذاك نقتصر على صحيفة واحدة تقريبا هي صحيفة الأخبار التي كان يصدرها أمين الرافعي، وكان صدرها مفتوحا لعلماء الدين، يجدون فيه متنفسا لكل ما يجيش بصدورهم من آراء وأفكار، وكنا نحن طلبة نسعد بقراءة المقالات الدينية”.

قراءة فى مختلف العلوم والفنون 

وأكمل: “انتهت السنة الثالثة بمعهد الزقازيق ثم الرابعة به أيضا، وقد حصلت على معلومات في مختلف العلوم والفنون تفوق المعلومات العادية لنظائري الطلاب، وكانت نظم الأزهر حينذاك تتيح للطالب بالسنة الأولى الثانوية أن يتقدم مباشرة لامتحان الشهادة الثانوية من الخارج وفكرت في الأمر فكرت أن أفصل نفسي من الأزهر، وأن أتقدم في آخر العام من الخارج لامتحان الشهادة الثانوية، وكان العزم والتصميم، دخلت الامتحان ونجحت، وعدت من جديد إلى القاهرة في المسجد الشريف الأزهر، ومكثت في الدراسة أربع سنوات، كنت في أثنائها متصلا اتصالا كبيرا بالجو الثقافي في الأزهر وخارج الأزهر”.

 

شخصيات تتلمذ على أياديها 

 وقال: “كان من بين مدرسي القسم العالي بالأزهر عديد من الشخصيات اللامعة في العلم والمنزل: الشيخ محمود شلتوت والشيخ سليمان نوار والدكتور محمد عبد الله داز والدكتور محمد عبد اللطيف دراز والشيخ الزنكلوني والشيخ محمد مصطفى المراغي والشيخ مصطفى عبد الرازق”.

دراسة بالسوربون خمس سنوات 

وأشار في كتابه إلى سفره لفرنسا قائلا: “كان خاتمة الدراسة العالية بالقاهرة امتحان العالمية ونجحت والحمد لله، وكان والدي يحب أن يراني مدرسا بالأزهر لكنه فوجئ برغبتي في السفر إلى فرنسا لإتمام دراستي في جامعاتها، بدأت الدراسة في فرنسا منذ سنة 1932 على نفقتي الخاصة، ودام الأمر كذلك إلى 1938، حيث ألحقت بالبعثة الأزهرية وكنت قد فرغت من الليسانس تقريبا وبدأت أفكر في رسالة الدكتوراه عن التصوف الإسلامي ”.

الشيخ عبد الحليم محمود 
الشيخ عبد الحليم محمود 

وبين أنه عندما عاد إلى مصر بعد حصوله على الدكتوراة من السوربون تم تعيينه عضوا بمجمع البحوث الإسلامية ثم أمينًا عامًا له، فوكيلًا للأزهر ثم وزيرا للأوقاف وشؤون الأزهر، إلى أن صار شيخا للأزهر.

للشيخ الإمام الراحل عبد الحليم محمود أكثر من 60 مؤلفا في التصوف والفلسفة، بعضها بالفرنسية، من أشهر كتبه: أوروبا والإسلام، التوحيد الخالص، الإسلام والعقل، أسرار العبادات في الإسلام، التفكير الفلسفي في الإسلام، القرآن والنبي، المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي، الفيلسوف المسلم،التصوف عند ابن سينا، الإسلام والشيوعية، دلائل النبوة ومعجزات الرسول، منهج الاصلاح الاسلامة فى المجتمع، موقف الاسلام من الفن والعلم وفلسفة، وأخيرا كتابه " هذه هى حياتى والحمد لله " وهو عبارة عن مذكراته التى خطها بيده.

 

فهم القرآن وتدبر معانيه 

 وكانت للشيخ الإمام دعوة دائمة لفهم القرآن وتدبر معانيه فكان يقول: “كان سيدنا النبى يقرأ القرآن باستمرار ويعرضه مع جبريل، والقراءة المثلى تكون بالفهم والتدبر، حتى يتفتح له معانى مستمرة متجددة باستمرار، فكان الصحابة يتحلون بالقرآن حين يقرأونه، فإذا قرأوا أية عن الصدق فكانوا يتحلون بالصدق”.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية