رئيس التحرير
عصام كامل

حيلة شيطانية للهروب من العدالة.. كيف كشف رجال المباحث جريمة الزاوية الحمراء؟.. المتهم حمل الضحية لأهله وادعى تعرضه لحادث.. مناظرة الجثمان بداية حل اللغز.. والشهود تفضح مخطط الصديق الخائن

محكمة
محكمة
18 حجم الخط

شهدت الزاوية الحمراء، جريمة مروعة هزت المنطقة، بعدما تحولت صداقة استمرت لسنوات طويلة إلى مأساة بشعة، بعدما دفع أحد الأصدقاء حياته ثمنًا لثقة عمياء منحها لصديقه الذي خان الأمانة وقتله. 

في محاولة يائسة للتغطية على جريمته، حمل الجاني جثة الضحية على تروسيكل خاص به وتوجه إلى منزل الأسرة مدعيًا أنه عثر على صديقه غارقًا في دمائه بعد حادث سير.

القضية التي كشفتها أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة، وتحديدًا قسم شرطة الزاوية الحمراء، بدأت حين تلقت المستشفى البلاغ بخصوص شاب مصاب بطعنات متعددة، وتوفي قبل وصوله إليها، وتبين من التحقيقات أن الجريمة لم تكن حادثة سير، بل جريمة قتل متعمدة.

المباحث تجمع خيوط الجريمة لكشف الجاني

على الفور، انتقل ضابط المباحث وبرفقته قوة أمنية إلى مستشفى الزاوية الحمراء، حيث تم تحرير محضر بالواقعة بعد أن قام بالمعاينة الأولية لجثة الضحية، وبسؤاله للطبيب الذي أجرى الكشف على الجثة، أفاد الأخير بأن الوفاة نتيجة طعنات قاتلة، وليس بسبب حادث سيارة كما ادعى الجاني.

بدأ ضابط المباحث في جمع خيوط الجريمة، محاولًا تتبع كل تفصيل يمكن أن يقوده إلى الجاني. وفي تلك اللحظات، تم إخطار نيابة شمال القاهرة الكلية بالواقعة، فانتقل محقق من النيابة إلى المستشفى، حيث بدأ التحقيق بشكل رسمي. 

بدأ المحقق وضابط المباحث في تنسيق الجهود لاستكمال التحقيقات، وبحث الأدلة والشهادات لكشف هوية الجاني وتفاصيل الجريمة.

مناظرة الجثمان تكشف مفاجأة 

عقب المعاينة الأولية للجثة، اكتشفت النيابة وجود طعنات في البطن واليدين، بالإضافة إلى خرابيش متنوعة على جسد الضحية، مما أكد على أن الحادث لم يكن مجرد حادث سير كما زعم الجاني، بل كان جريمة قتل مدبرة. 

وعليه، بدأ ضابط المباحث في التفكير العميق حول تفاصيل القضية، ليقرر النزول إلى الشارع لجمع التحريات ومحاولة الوصول إلى خيوط جديدة تكشف الجاني.

أثناء إجراء التحريات، قدم أهل الضحية أول خيط حيوي في القضية. حيث ذكروا أنه بينما كانوا في المنزل، طرق صديق ابنهم الباب، وعندما خرجوا، وجدوه يقف بجانب تروسيكل محملًا عليه نجلهم الذي كانت دماؤه تتساقط منه.

وادعى الجاني، وهو صديق الضحية، أنه عثر عليه في الشارع بعد أن صدمته سيارة، وطلب منهم الإسراع به إلى المستشفى.

لكن عند وصولهم إلى المستشفى، أكد الطبيب أن الضحية فارق الحياة منذ ساعتين بسبب تعرضه للطعن، وليس بسبب حادث سير كما ادعى صديقه. 

هذه الشهادات فتحت أبواب التحقيقات، وجعلت ضابط المباحث يبدأ في جمع مزيد من الأدلة من خلال تحرياته الميدانية.

كانت الخطوة التالية التي قام بها ضابط المباحث هي زيارة الشارع والمنطقة التي يعيش فيها كل من الجاني والمجني عليه، حيث بدأ في استجواب الجيران والشهود الذين قد يكون لديهم معلومات إضافية تساهم في حل لغز الجريمة.

 

التحريات تكشف غموض الجريمة 

بإجراء التحريات وسؤال الشهود، كشفت أقوالهم عن تفاصيل جديدة ومهمة حول آخر ساعات قضاها المجني عليه قبل وفاته.

أكد الشهود أن الضحية كان بصحبة صديقه في أحد الأزقة الهادئة، بعيدًا عن أعين المارة، حيث كانا يجلسان معًا في وقت العصر، حوالي الخامسة مساءً، يدخنان السجائر ويتسامران.

ثم أضاف الشهود أنهم في تمام الساعة التاسعة مساءً سمعوا أصوات صراخ وبكاء ونواح صادر من أحد منازل المنطقة. 

وعندما توجهوا لمتابعة الأصوات، فوجئوا بأحد الصديقين يصرخ قائلًا: "الحقوا يا ناس، لقيته ميت... عربية خبطته". 

في البداية، لم يساورهم الشك في أن الحادث كان مجرد تصادم مع سيارة، خاصة أن الصديقين كانا مقربين للغاية ويعملان معًا في التجارة.

لكن المفاجأة كانت كبيرة عندما اكتشفوا أن وفاة الضحية لم تكن نتيجة حادث سير كما ادعى الجاني، بل كانت نتيجة طعنات قاتلة باستخدام سلاح أبيض. 

هذا التحول في الأحداث جعل الشهود يعيدون التفكير في كل ما حدث، ليؤكدوا أن ما وقع كان جريمة قتل متعمدة وليس حادثًا عرضيًا.

التحقيقات بدأت تكشف عن مزيد من الألغاز، مما دفع ضابط المباحث إلى إعادة النظر في كل التفاصيل والبحث عن الدوافع الحقيقية وراء الجريمة.

روايات غير منطقية للمتهم بقتل صديقه

توجه ضابط المباحث إلى نيابة شمال القاهرة الكلية، حيث أطلع وكيل النيابة المكلف بالتحقيق على تفاصيل الواقعة ونص تحرياته وأقوال الشهود. 

وفي تلك الأثناء، كان المحقق أصدر قرارًا بتصريح دفن الجثة بعد الانتهاء من إعداد تقرير الصفة التشريحية الذي أظهر تفاصيل الإصابات التي أودت بحياة المجني عليه.

بعد مناقشة تفاصيل القضية، جلس الضابط ووكيل النيابة معًا، وقررا إرسال استفسار للطبيب الشرعي لطلب المزيد من المعلومات حول الجثة والإصابات التي تعرض لها الضحية. 

في رده، أفاد الطبيب الشرعي بأن المجني عليه قتل بطعنة نافذة في البطن أحدثت تهتكًا في الطحال والكبد، مما أدى إلى نزيف داخلي حاد، كما أشار إلى وجود جروح في اليدين، مما يدل على أن ما حدث كان نتيجة مشاجرة عنيفة.

ربط وكيل النيابة بين نتائج التحريات، وأقوال الشهود، وشهادات أهل الضحية، وما ذكره الطبيب الشرعي، فتوصل إلى أن القتل لم يكن حادث سير كما ادعى الجاني، بل كان جريمة قتل متعمدة، بناءً على ذلك، أصدر أمرًا بالقبض على صديق الضحية.

في وقت لاحق، خرجت مأمورية من مباحث قسم شرطة الزاوية الحمراء، وتوجهت إلى مكان سكن الجاني حيث تم القبض عليه، ثم تم نقله إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.

في بداية التحقيق، أنكر المتهم تمامًا ما نسب إليه من اتهامات، مدعيًا أنه كان حزينًا للغاية على وفاة صديقه. 

استمر في كذبه، وادعى أنه شاهد سيارة تصدم صديقه أثناء عبورهما الشارع، ولم يستطع فعل شيء، وواصل روايته بأنه حمله على التروسيكل وذهب به إلى منزل الأسرة ليتم التعامل مع الموقف.

لكن التحقيقات كانت تتكشف أكثر، وبدا أن الجاني يحاول تغطية جريمته بتقديم روايات غير منطقية.

المتهم ينهار ويعترف بجريمته 

واجهت النيابة المتهم بأقوال الشهود وتقرير الطب الشرعي الذي أكد أن وفاة المجني عليه كانت نتيجة جريمة قتل، وليس حادث سير كما زعم المتهم. ومع استمرار التحقيقات وتضييق الخناق عليه، انهار المتهم واعترف بتفاصيل جريمته، والتي وصفها بالغدر.

وقال المتهم إنه وصديقه بينهما خلافات مالية على أعمال بينهما وساروا إلى مكان بعيد، وجلسا لتسويته سويا إلا ان محاولة حل الخلاف تطورت إلى مشادة كلامية ثم مشاجرة تعدى فيها كل منهما على الآخر بالضرب، ثم استل المتهم سلاحا أبيضا من بين طيات ملابسه وطعن الضحية حتى سقط غارقا في دمائه.

أشار المتهم إلى أنه، في محاولة للتهرب من جريمته وإخفاء معالمها، قام بحمل جثة صديقه على تروسيكل خاص به، ثم توجه إلى منزل أسرة المجني عليه، وطرق الباب، ليخبرهم بأنه عثر على صديقه غارقًا في دمائه بعد أن صدمته سيارة، بذلك، حاول أن يبعد الشبهة عنه ويخفي حقيقة ما حدث.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية