رئيس التحرير
عصام كامل

من جحيم غزة إلى شرم الشيخ، كيف أعادت مصر ترتيب أوراق الشرق الأوسط؟

السيسي وترامب، فيتو
السيسي وترامب، فيتو
18 حجم الخط

فيما انشغل العالم بتتبع دخان المعارك في غزة، كانت القاهرة تنسج خيوط اتفاق جديد يعيدها إلى موقعها الأصيل كصاحبة الكلمة الفصل في معادلة الحرب والسلام بقمة شرم الشيخ.

وتشهد القمة حضورًا مكثفًا من القوى الإقليمية والدولية، لاسيما ليست مجرد جولة دبلوماسية عابرة، بل تتويجًا لتحول مصري واضح من دور "الوسيط الأمني" إلى "الضامن السياسي"، بما يعيد صياغة موقعها داخل توازنات الشرق الأوسط.

قوة اتصالات القاهرة

منذ الأسابيع الأولى للتصعيد، أدارت القاهرة اتصالات متوازية مع تل أبيب وحركة حماس وواشنطن، في مسار يسبق عادة أي اتفاق كبير.

وبحسب تقارير لوكالة رويترز قادت مصر سلسلة اجتماعات غير معلنة في القاهرة، شارك فيها مسؤولون أمنيون أمريكيون وإسرائيليون، جرى خلالها الاتفاق على خطوط أولى لوقف إطلاق النار، مع وضع ضمانات إنسانية تتعلق بالمساعدات والإشراف على المعابر.

لكن ما ميّز هذه الجولة هو أن القاهرة لم تكتفِ بإدارة الحوار، بل فرضت نفسها كطرف راعٍ وملتزم بتطبيق ما يتم التوصل إليه. 

كيف وصلت القاهرة إلى هذه القوة؟

هذا التحول بدأ يتبلور منذ اتفاقات وقف النار السابقة في 2021 و2023، حين اكتشفت مصر أن دور "الوسيط" وحده لم يعد كافيًا لحماية الاستقرار على حدودها الشرقية.

 دفعت القاهرة باتجاه تطوير الاتفاق الحالي ليشمل بنودًا تنفيذية وآليات متابعة بإشراف مصري مباشر، وهو ما أكده مصدر دبلوماسي عربي لحين وصف الدور المصري بأنه “انتقل من الإقناع إلى الإلزام”.

التحرك المصري جاء أيضا في لحظة ضغط مزدوج، من جهة تصاعد الغارات وتدهور الوضع الإنساني، ومن جهة أخرى رغبة واشنطن في تحقيق اختراق سياسي قبل اتساع رقعة الحرب.

حسب مصادر استخدمت القاهرة أدواتها القديمة بثوب جديد؛ إذ استثمرت شبكة اتصالاتها مع كل الأطراف، بما في ذلك الدوحة وتل أبيب، لتثبيت هدنة قابلة للبقاء.

مصادر دبلوماسية أوروبية تحدثت لـرويترز وأشارت إلى أن مصر هي من اقترحت آلية المراقبة الميدانية التي نوقشت في شرم الشيخ، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، لضمان التزام جميع الأطراف.

وفي المقابل، أبدت الإدارة الأمريكية وفقًا لتحليل واشنطن بوست ارتياحها للدور المصري باعتباره "الأكثر توازنًا" بين جميع الوسطاء، خصوصًا بعد تراجع فعالية بعض المسارات القطرية والتركية خلال الأسابيع الأخيرة

أما إسرائيل، فرغم تحفظها العلني على أي صيغة تضع القاهرة في موضع “الضامن”، فإنها قبلت عمليًا بإشراف مصري مباشر على بنود الهدنة، باعتباره الضمان الوحيد القابل للتنفيذ ميدانيًا.

وتشير تسريبات دبلوماسية نقلتها فرانس 24 إلى أن القمة أفرزت ما يمكن تسميته بـ"خريطة طريق شرم الشيخ"، وهي مسودة أولية تتضمن بنودًا للتهدئة طويلة المدى مقابل التزامات إنسانية واضحة، وإعادة فتح تدريجي للمعابر تحت إشراف مصري دولي مشترك.

في المحصلة، لم تكن شرم الشيخ مسرحًا لاتفاق فقط، بل منصة لإعادة ترتيب الأوراق في الإقليم فمصر اليوم لا تتحدث باسم أحد، لكنها تتحدث مع الجميع، وتحاول أن تجعل من دبلوماسيتها الهادئة بديلًا عن صخب السلاح.

وبينما تترقب العواصم نتائج القمة، يبقى السؤال الأكبر مطروحًا: هل يمكن للضمانة المصرية أن تصمد، أم أن الشرق الأوسط سيعيد إنتاج معادلاته القديمة؟

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية