الفريق حسين مسعود لـ«فيتو»: قضينا 17 يوما خلف خطوط العدو فى أخطر مهام حرب أكتوبر.. إسرائيل لم تتوقع وجودنا.. بدوى قادنا إلى عيون موسى.. نفذنا عملية إبرار جوي لكتيبة صاعقة على بعد 50 كيلو داخل سيناء
رغم مرور أكثر من نصف قرن على نصر أكتوبر العظيم، ما زالت بطولات الجنود المصريين تنبض بالحياة، وتُروى كأنها حدثت بالأمس، خلف خطوط العدو، وفى عمق سيناء، كُتبت ملاحم من الشجاعة والتضحية بصمت وبلا أضواء، لكنها بقيت محفورة فى ذاكرة من عاشوها.
ضمن هذه البطولات، يقف الفريق حسين مسعود، وزير الطيران الأسبق وأحد أبطال القوات الجوية خلال حرب أكتوبر، شاهدًا حيًا على واحدة من أخطر المهام التى شهدتها الحرب فى مهمة استمرت 17 يومًا خلف خطوط العدو، رافق خلالها كتيبة صاعقة، نُقلت بطائرات الهليكوبتر إلى قلب سيناء، لتنفيذ عملية نوعية تهدف إلى قطع الطريق أمام القوات المدرعة الإسرائيلية ومنعها من التقدم نحو الجبهة.
فى هذا الحوار الخاص مع «فيتو»، يفتح الفريق حسين مسعود صندوق ذكرياته، ويروى تفاصيل لم تُنشر من قبل، منها إسقاط طائرته، وانضمامه إلى قوات الصاعقة على الأرض، والمفاجأة الكبرى التى هزّت العدو اغتيال قائد القوات المدرعة الإسرائيلية والاستيلاء على وثائق سرية وخرائط مهمة، فى واحدة من أكثر العمليات جرأة خلف خطوط العدو.
وإلى نص الحوار.
ارو لنا تفاصيل مشاركتك فى حرب أكتوبر.
شاركت فى حرب أكتوبر وكنت حينها نقيب مهندس فى السرب 19 للمروحيات، طائرة ميج 8 التى عملت عليها منذ تخرّجي، تحمِل الطائرة 24 مقاتلًا بالإضافة إلى طيارين وملاح ومدفعى ومهندس، كنا نعمل بالتعاون مع القوات الخاصة خلف خطوط العدو.
ما طبيعة عمل القوات الخاصة أثناء الحرب؟
القوات الخاصة تضم وحدات الصاعقة والمظلات، كنا نقوم بعمليات إبرار لنقل هذه القوات من موقع لآخر فى المناطق الجبلية والوعرة، وأحيانًا ننفذ إسقاطات جوية عند التعامل مع قوات المظلات.
النصر فى أكتوبر لم يكن سهلًا، كيف ساهم الإعداد الجيد فى هذا النصر؟
بعد نكسة 1967 بُذل جهد كبير لإعادة بناء القوات المسلحة، سواء من حيث العتاد أو الفرد المقاتل، بالإضافة إلى التدريب المكثف للضباط والجنود، تخرجت عام 1969 وانتقلت فورًا إلى التشكيلات؛ وكانت فترة الإعداد وبناء القدرات حاسمة لأنها مثّلت اختبارًا عمليًا من خلال الاحتكاك والتدريب على معارك وتوقيتات محددة، خلال تلك الفترة كانت الروح المعنوية للضباط والجنود عالية جدًّا، القوات المسلحة قامت بأعمال بطولية، وكانت تدريبات وحدات الصاعقة والمظلات تتم يوميًا وعلى مدار الساعة، وقد ألحقّت الصاعقة خسائر كبيرة بالعدو فى الأفراد والمعدات، مما جعل العدو غير آمن على أرض سيناء.
ما هى المهمة التى قمت بها خلال حرب أكتوبر؟
كنت أعمل مهندسًا فى سرب هليكوبتر، وكانت مهمتنا نقل كتيبة 143 صاعقة خلف خطوط العدو، فى سيناء هناك ثلاثة ممرات، وكنا فى الجنوب عند مدينة رأس سدر، حيث أُبرِرت الكتيبة التى كانت تضم حوالى 400 رجل فى السادس من أكتوبر الساعة 4:30 صباحًا. حملنا الكتيبة وعبرنا غرب خليج السويس إلى منطقة بير أبو جراد عند ممر رأس سدر، وكان عدد الطائرات 18 هليكوبتر. نقلنا القوات لمسافة تتراوح بين 40 و50 كيلومترًا داخل سيناء. كانت مهمة الكتيبة إعاقة تقدم القوات الإسرائيلية المدرعة، ومهمتنا نحن نقل الجنود ثم العودة.
عند بدء الحرب فى 6 أكتوبر، دفع العدو بقواته المدرعة عبر ممرات موازية لخط الجبهة، فى بداية العبور عبرت القوات المصرية القناة على مرحلتين: مشاة ثم كبرى ثم مدرعات، ولكى تتم حماية المشاة أثناء عبور الضفة الشرقية، كان يجب تعطيل المدرعات الإسرائيلية قبل وصولها لمواجهة المشاة المصريين.
كان هناك تكتيك مفاجئ تم استخدامه، وهو قيام جنود الصاعقة بحفر حفرة على جانبى الطريق للقيام بكمائن. ينتظر جنود وضباط الصاعقة مرور الدبابات، ثم يخرجون من الحفر ويواجهونها بصاروخ آر.بي.جى مباشر أو يصعدون على الدبابة لإلقاء قنبلة يدوية فى برجها. لم يكن هناك توازن بين مقاتل مسلح خفيف ودبابة مدرعة، لكن الروح المعنوية فى تلك الفترة كانت قوية للغاية وتعوضت عن الفوارق فى التسليح.
بعد إنزال قوة الصاعقة بنجاح، تعرّضت طائرتنا لقصف أصاب ذيلها مباشرةً نتيجة شدة الهجوم. لم يكن أمامنا خيار سوى الانضمام إلى قوات الصاعقة على الأرض، كما قمت- بصفتى المهندس المسئول- بتفجير الطائرة وجهاز الإشارة حتى لا يقع أى منهما فى يد العدو. انضممنا إلى الصاعقة واستطعنا التعامل مع الموقف بفضل التدريبات التى خضناها قبيل الحرب وخبرتنا فى العمل المشترك مع فرق الصاعقة.
تلقينا أوامر بالعودة فى 20 أكتوبر بعد إتمام المهمة. قضينا 17 يومًا خلف خطوط العدو؛ فى الأيام الأولى كانت المؤن قليلة، لكن رجال الصاعقة ساعدونا جزئيًا فى توفير الإمدادات.
كيف كان أداء كتيبة الصاعقة التى رافقتكم؟
كان أداء كتيبة 143 صاعقة فى غاية التميز، وقد أدت مهمتها بكفاءة عالية فى ممر رأس سدر. نفذت عملياتها بنجاح كامل، ومنعت أى مدرعة إسرائيلية من عبور الممر طوال مدة المعركة. تكريمًا لبطولاتهم، حصل اللواء سيد درويش على وسام نجمة سيناء، كما مُنح ثلاثة من ضباط الكتيبة النجمة العسكرية. الكتيبة صمدت خلف خطوط العدو لفترة طويلة، وقامت بعمليات نوعية مؤثرة للغاية.
ما أصعب يوم عشته خلال الفترة التى قضيتها خلف خطوط العدو؟
كل أيام الـ17 التى قضيناها خلف خطوط العدو كانت من أصعب أيام حياتي؛ لم نشهد لحظة راحة، وكان هناك اشتباك شبه يومى بين قوات العدو ورجال الصاعقة الأبطال.
لكن أصعب يوم مرّ علينا فعلًا كان يوم اغتيال قائد القوات المدرعة الإسرائيلية، حيث تمكن رجال الصاعقة من قتله والاستيلاء على كل الوثائق والخرائط التى كانت بحوزته، وكانت مكتوبة بالعبرية.
كان هذا اليوم بالغ الخطورة، لأن العدو لم يكن يتوقع وجودنا فى تلك المنطقة. أبلغنا القيادة على الفور، التى استجابت بسرعة وأرسلت طائرة هليكوبتر لإخلائنا، لكنها تعرّضت لقصف من العدو بعد رصدها.
فيما بعد، أُرسل إلينا دليل من البدو، قادنا إلى منطقة عيون موسى، وهناك سلّمنا الخرائط إلى القيادة، ثم عدنا بعد ذلك إلى الضفة الغربية للقناة بسلام.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
