رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا فعلت التكنولوجيا بالصحافة؟!

18 حجم الخط

التكنولوجيا أضرت بالصحافة، وأفادت القارئ.. أي أنها سلاح ذو حدين.. الحد الأول لسلاح التقدم التكنولوجي هو الإضرار البالغ بالصحافة كفن رفيع، ذي طعم يستمتع به الذائقون المغرمون بمعرفة تفاصيل الأحداث، وقراءة المقالات، واستكناه ما بين السطور.


أيضا، أضرت بالفن الصحفي من حيث إتقان ممارسيها لضروب التعبير، وأسرار اللغة، والثقافة الموسوعية، والموضوعية في التناول.. الاستسهال، طغى على الصناعة، بعد أن سهل التقدم العلمي والبحثي والتكنولوجي على ممارسي مهنة الصحافة مهماتهم في البحث والاستقصاء، والحصول على البيانات والمعلومات.. صار كل شيء في المتناول، بضغطة زر.


زمان، كان الأمر شاقا، والإنجاز عسيرا، فلم تكن المهمة سهلة، وكان التحقيق أو الحوار يستغرق أيامًا وأسابيع، وأحيانا شهورا، حتى يرى النور.. اليوم يتم ذلك في غضون سويعات.. عبر التليفون المحمول، أو الواتساب، أو ما إلى ذلك من وسائل التواصل والاتصال.


الصور، والأرقام، والخلفيات التي كنا نبذل جهد شاق في البحث عنها طويلا في الأرشيف، أو نستعين بزملاء مصورين لتوفيرها، أصبحت متوافرة من خلال محركات البحث العديدة.
 

السرعة التي تتسم بها الصحافة الرقمية الآن، زادت من حدة التنافسية، والتسابق من أجل تحقيق الانفراد، لكن هذا أثَّر بالسلب على الدقة، والمهنية، والمصداقية، والموضوعية، جعل المواقع الإلكترونية تقع في أخطاء، ساذجة أحيانا.


في الوقت ذاته، استفاد القارئ كثيرا من تقدم التكنولوجيا، فقد تنوعت قراءاته، وصار هو نفسه ينافس الصحفيين، سيما بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، فكثيرون من القراء ينشرون بوستات على "فيس بوك" تحقق مشاهدات وقراءات قد تتعدى توزيع صحف مشهورة.


وأصبحت تلك المواقع والمنصات ساحة واسعة لإظهار المواهب، وتفريغ الطاقات الإبداعية، وتنافس صانعي المحتوى فيما بينهم، حتى سبق بعضهم الكتاب المحترفين والصحفيين المنتمين لنقابة الصحفيين، في ظاهرة غريبة، لها وجهان؛ أحدهما سلبي يتمثل في ضعف الدقة وغياب المعايير، والآخر إيجابي يتمثل في تنوع المحتوى، وخلق حراك فكري ومعلوماتي، قد يجد فيه الصحفي نفسه مادة غنية للاستفادة والتحليل.

 

مواقع التواصل تعاني، بشدة، من غياب الرقابة، فليس ثّمَّ سوى الرقابة الذاتية، وسلطة الضمير الإنساني على كل ما ينشر بها، وهو ما أسفر عن نشوء عادات وتقاليع جديدة، وغريبة على مجتمعاتنا، مثل ما يحدث في بعض الأفراح، والتصرفات الرعناء للعروسين أو المعازيم، وهذه التصرفات سرعان ما تنتشر، أسرع من النار في الهشيم؛ لرغبة الكثيرين في التقليد، وركوب موجة التريند.. 

وإن كان ذلك لا يمنع من أن هناك بعض التصرفات الإيجابية، والتي تحض على الفضائل، والتصرفات السوية، تعجب البعض فيقلدها، مثال الشاب الذي منح كلبا جائعا وجبته، والطفلة التي تبرعت بثمن كيس “شيبس” لرجل فقير.. إلخ.

باختصار، التكنولوجيا قلبت موازين الصحافة، فأضرت بمكانتها كمهنة وفن، لكنها منحت القارئ قوة وحضورًا غير مسبوقين.. ويبقى التحدي في كيفية استعادة الصحافة لجوهرها، دون أن تفقد توازنها في خضم هذا التطور العاصف.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية