رئيس التحرير
عصام كامل

معركة نيقوبوليس، قصة أخطر صدام بين الشرق والغرب على أبواب أوروبا

بايزيد الأول، فيتو
بايزيد الأول، فيتو
18 حجم الخط

في أواخر القرن الرابع عشر، كانت الدولة العثمانية قد خرجت من عباءة إمارة صغيرة على أطراف الأناضول إلى قوة صاعدة تهدد قلب أوروبا، توسع العثمانيون بقيادة السلطان بايزيد الأول، ولم يكن مجرد زحف عسكري، بل كان انقلابًا في موازين القوى؛ إذ اقتربت جيوشهم من نهر الدانوب، وأصبحت بلغاريا وصربيا تحت النفوذ المباشر أو غير المباشر للعثمانيين، الأمر الذي أثار هلع العواصم الأوروبية.

سر قوة العثمانيين أمام أوروبا 

أوروبا في هذا التوقيت كانت قد أنهكتها  الحروب  الداخلية والانقسامات بين الممالك، ووجدت نفسها أمام خطر جديد مشترك فجاء النداء لتوحيد الصفوف لتصبح بمثابة "حملة صليبية متأخرة"، حيث لبّى ملك المجر سيجيسموند الدعوة، واجتمع تحت رايته فرسان من فرنسا وإنجلترا وألمانيا وإيطاليا وبولندا، في محاولة أخيرة لصد التمدد العثماني وكان المشهد استثنائيًا، أوروبا الممزقة توحدت، لا حبًا في السلام، بل خوفًا من قوة عثمانية تتقدم بلا توقف.

وعلى الجانب الآخر، كان السلطان بايزيد الأول، الملقب بـ«الصاعقة»، قد بنى جيشًا يتفوق في التنظيم والانضباط على خصومه وتعاظمت قوة الانكشارية، تلك النخبة من الجنود المشاة، والتي كانت سرًا عسكريًا لم يعرفه الغرب من قبل؛ جند يتميزون بالولاء المطلق، مدربين على القتال في صفوف مرنة، مقابل الفرسان الأوروبيين الذين اعتمدوا على الشجاعة الفردية والهجمات المباغتة، فالعثمانيون لم يكونوا أكثر عددًا بالضرورة، لكنهم كانوا أكثر تنظيمًا واحترافية.

كواليس معركة نيقوبوليس 

اندلعت معركة نيقوبوليس في سبتمبر 1396 قرب نهر الدانوب، حيث دخل الفرسان الأوروبيون بثقة مفرطة، فاندفعوا في هجوم مباشر يفتقد للتخطيط، معتقدين أن التفوق العددي كافٍ لحسم المعركة، ولكن خطة بايزيد كانت مختلفة، إذ ترك الصدارة لوحدات خفيفة تستدرج العدو، ثم أطبق بالانكشارية والفرسان العثمانيين من الجانبين، بينما كان الاحتياط ينتظر لحظة الحسم، في ساعات قليلة تحولت ثقة الأوروبيين إلى كارثة عسكرية؛ آلاف القتلى وأسر المئات من كبار النبلاء والفرسان.

يمكن القول أن انتصار نيقوبوليس لم يكن مجرد معركة ناجحة، بل لحظة فارقة، حيث فقدت أوروبا نخبتها العسكرية في ساحة واحدة، وانهارت أحلام الحملات الصليبية المتأخرة، أما العثمانيون فثبتت أقدامهم كقوة لا تهزم في البلقان، مما مهد الطريق لاحقًا لفتح القسطنطينية، تلك المعركة كشفت أن عصر الفروسية الأوروبية انتهى، وأن التنظيم والانضباط في الحرب أصبحا السلاح الحقيقي، وهو ما امتلكه العثمانيون في زمن كان فيه الغرب يبحث عن وحدة مفقودة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية