رئيس التحرير
عصام كامل

احتفالات المولد النبوى الشريف.. بين البدعة والفرحة!

18 حجم الخط

يحتفل المسلمون في شتى بقاع الأرض غدا بذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث تجمع كتب التاريخ والسير أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا وزعيمنا وقدوتنا صل الله عليه وسلم ولد فى الثانى عشر من شهر ربيع الأول فى عام الفيل سنة ٥٧١ ميلادية.. 

 

ويحتفل المسلمون بهذه الذكرى العظيمة كلٌ على طريقته الخاصة.. فئة كبيرة تحتفل بذكر الله تعالى وذكر سيرة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام من خلال إقامة الندوات وإلقاء الدروس في المساجد كما يفعل مسئولو وزارة الأوقاف خاصة في مسجدي سيدنا الحسين وستنا زينب هذه الأيام، حيث تركز هذه الدروس على السيرة العطرة لخير الأنام صل الله عليه وسلم وعن خلقه الكريم.

 
ومنهم من يحتفل بشكل آخر وبخاصة في مصر التى تشهد إحتفالات صاخبة لا مثيل لها فى أى بلد مسلم آخر، من خلال تنظيم المواكب التى تردد أناشيد عن خاتم الأنبياء والمرسلين صلي الله عليه وسلم، ويقومون بتناول حلوى المولد، وبعضهم يقوم بتوزيع اللحوم على الفقراء والمساكين، ومنهم من يغدق عليهم بالمال والسلع الغذائية وإقامة الولائم.


ولكن سيظل الإحتفال بذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم محل خلاف وجدل، حيث يرى البعض أنها نوع من البدع وليس لها أصل، وأن الرسول الكريم وصحابته لم يحتفلوا بهذا الشكل، ويؤكدون أن الرسول الكريم إحتفل بهذه الذكرى من خلال الصيام في هذا اليوم، وظل يصوم يوم الإثنين من كل أسبوع، وحين سئل صل الله عليه وسلم عن سبب صيام ذلك اليوم، قال "هذا يوم ولدت فيه".. 

 

وحسما لهذا الجدل فقد أكدت دار الإفتاء أنه مما يلتبس على البعض دعوى خلو القرون الأولى من أمثال هذه الإحتفالات، فإنه لا يكون مسوغا لمنعها، لأنه لا يشك عاقل فى فرحهم رضى الله تعالى عنهم به بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وللفرح أساليب شتى في التعبير عنه وإظهاره ولا حرج في هذه الأساليب، لأنها ليست عبادة، ولكنها مجرد فرحة بمولد خير الأنام.. 

 

وهذا الإحتفال وسيلة مباحة، وعن بُرَيدة الأسلمى رضى الله عنه قال “خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم في إحدى الغزوات وحين عاد سالما جائته جارية فقالت يا رسول الله إني قد نذرت إن عدت سالما أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى، فقال الرسول الكريم إن كنتِ نذرت ِفأضربي ”أى سمح لها".. 

 

إذًا فإن الضرب بالدف وغيره إعلانا للفرح بقدومه صلي الله عليه وسلم إلى الدنيا من مظاهر الفرح المباحة.. ولكن رغم الجدل العقيم الذى يظهر كل عام مع هذه المناسبة الجليلة فإن الصيحات علت من أجل إستغلال هذه الذكرى في التعريف بالرسول الكريم وبسيرته العطرة وسنته، ليكون ذلك أكبر رد على موجات الإساءة إلى شخصه، والتى تهب رياحهها بين الحين والآخر من جانب الأوساط الغربية الكارهة للدين الإسلامي ولشخصه العظيم صلي الله عليه وسل.
 

وأعتقد أن الإحتفالات بالصورة التى نشهدها اليوم والتى يعتبرها البعض بدعة ما هى إلا مجرد جزء من التراث الشعبي، الذى إعتاد عليه المسلمون خاصة فى مصر، خاصة عن طريق الطرق الصوفية التى يتجاوز أعدادها نحو 77 طريقة ينبثق عنها فروع بالآلاف فى شتى المحافظات، ولهم مريدون بالملايين، حيث أن هؤلاء توارثوا تلك الإحتفالات عن طريق الفاطميين فى عهد الخليفة الفاطمى المعز لدين الله سنة 969 ميلادية، وذلك فى محاولة لإرضاء الشعب المصري.. 

خاصة وأن الفاطميين كانوا ينتهجون المذهب الشيعى، حيث كانوا يرغبون في إظهار مدى تقديرهم للنبى صلي الله عليه وسلم، وكان الإحتفال يشتمل على صناعة الحلوى وتقديمها للناس وتوزيع الأموال على المحتاجين وكان المحتفلون يحملون الأوانى المحملة بالحلوى، وكانت الدولة وعلى رأسها الخليفة والوزراء والعلماء ومعهم قاضى القضاة وهم من أهل السنة يبدأون الإحتفال مع أول يوم فى شهر ربيع الأول ويتبادل المصريون الحلوى بأشكالها المختلفة.. 

وكانت زوجة الخليفة تخرج مع زوجها فى أبهى صورة، وهو المشهد الذى رسخ فى ذهن الصانع المصرى العبقري، فقام بصناعة تماثيل من الحلوى مزينة على هيئة زوجة الخليفة وهى عروسة المولد، ثم برع فى صناعة تماثيل أخرى يقصد بها الخليفة نفسه، وهو يمتطى جواده حاملا سيفا في يده كدليل على القوة والهيبة.. 

وعقب نصر أكتوبر المجيد إبتكر الصانع الموهوب فكرة جديدة، حيث تحول الفارس إلى قائد عسكرى يمتطى الحصان بدلا عن الفارس.. هذه المظاهر تعد من أبرز فصول التراث الشعبى العظيم الذي يجسد الحياة الإجتماعية في مصر على مر الزمن، ويعد جزءا أصيلا من تاريخها العريق.. وكل عام والأمة الإسلامية بخير.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية