رئيس التحرير
عصام كامل

تحول من حليف إلى خصم، تفاصيل مداهمة FBI لمنزل مستشار ترامب السابق

بولتون وترامب، فيتو
بولتون وترامب، فيتو
18 حجم الخط

تفاجأت الأوساط السياسية الأمريكية، صباح الجمعة، بخبر مداهمة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) منزل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، استنادًا إلى مذكرة تفتيش قضائية للبحث عن وثائق سرية. وأثار ذلك تساؤلات واسعة حول ما إذا كانت هذه الملاحقات تعكس حملة يشنّها الرئيس دونالد ترامب ضد خصومه السياسيين.

وبدأت المداهمة نحو الساعة السابعة صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة في منزل بولتون، بضاحية بيثيسدا الراقية في ولاية ميريلاند، وتركَّزت على استعادة مواد سرية ووثائق يُحتمل أن يكون بولتون قد احتفظ بها أو كشف عنها بشكل غير قانوني.

مداهمة منزل مستشار ترامب السابق جون بولتون

ونشر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كاش باتيل، وهو من أبرز حلفاء ترامب الذين عُيّنوا مؤخرًا، رسالةً غامضةً على منصة «إكس» بعيد انطلاق العملية، قال فيها: «لا أحد فوق القانون، عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في مهمة».

وأظهرت صور بثتها وسائل الإعلام الأمريكية انتشارًا كثيفًا لعملاء المكتب وعناصر الشرطة حول منزل بولتون، في حين أغلقت شرطة مقاطعة مونتجمري الشارع الذي يُقيم فيه. وذكرت قناة «فوكس نيوز» أن بولتون كان متعاونًا، ولم يكن قيد الاحتجاز، ولم تُوجَّه إليه أي اتهامات جنائية.

وتُشير المعلومات الأولية إلى أن بولتون، البالغ من العمر 76 عامًا، والذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الثالث لترامب بين أبريل 2018 وسبتمبر 2019، لم يتم اعتقاله أو احتجازه، ولم تُوجَّه إليه أي اتهامات حتى هذه اللحظة, كما رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق على تفاصيل العملية، مكتفيًا بالإشارة إلى أن التحقيق ما زال جاريًا.

وحسب وسائل الإعلام الأمريكية، يتركّز التحقيق حول ما إذا كان بولتون قد امتلك أو شارك معلومات حساسة بصورة غير قانونية خلال فترة عمله في البيت الأبيض في ولاية ترامب الأولى. ويشمل ذلك التدقيق في وثائق مرتبطة بتعاملاته مع ملفات السياسة الخارجية، خصوصًا بشأن إيران وأفغانستان وكوريا الشمالية؛ حيث اختلف مرارًا مع الرئيس السابق.

كما لفتت مصادر أخرى إلى الانتقادات اللاذعة التي وجّهها بولتون لسياسات ترامب، ونشره مقالات ومذكرات وصف فيها الرئيس بأنه «غير مؤهل للمنصب».

وبحسب جريدة «الشرق الأوسط»، أشار بولتون في كتابه «الغرفة التي حدث فيها كل شيء» الذي صدر في عام 2020، إلى أن ترامب يفتقر إلى المعرفة الكافية بالسياسة الخارجية، واصفًا إياه بأنه «جاهل بشكل مذهل بكيفية إدارة البيت الأبيض، فضلًا عن الحكومة الفيدرالية الضخمة». وردّ ترامب حينها بوصف بولتون بـ«المجنون» الذي كان سيدفع البلاد نحو حرب عالمية ثالثة.

وتزامنت هذه المداهمة مع تحقيقات أخرى تستهدف خصومًا سياسيين لترامب، بينها قضية احتيال عقاري تطال السيناتور الديمقراطي، آدم شيف، من كاليفورنيا، والمدعية العامة لولاية نيويورك، ليتيسيا جيمس، التي رفعت دعوى مدنية ضد ترامب وشركاته.

وجاءت المداهمة بعد أيام قليلة من انتقادات علنية وجّهها بولتون لـ سياسات ترامب الجمركية وللقمة الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، التي وصفها بأنها «خطأ دبلوماسي يُعزز موقف روسيا»، لافتا إلي أن ترامب بدا ضعيفًا في المفاوضات. وفتح ذلك الباب أمام تكهنات واسعة حول دوافع العملية، بين من عدّها انتقامًا من بولتون، ومن رآها محاولة لصرف الأنظار عن قضايا أخرى، من بينها التحقيقات المرتبطة بجيفري إبستين، وما قد تكشفه من أسرار محرجة.

من حليف إلى خصم

وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها بولتون تحقيقات مرتبطة بوثائق سرية، ففي سبتمبر 2020، وخلال ولاية ترامب الأولى، أطلقت وزارة العدل تحقيقًا جنائيًا بشأن كتابه. واتهم مسؤولون في إدارة ترامب بولتون بإدراج معلومات سرية دون تصريح، وسعت الإدارة حينها لمنع نشر الكتاب ومصادرة عائداته، بدعوى انتهاكه اتفاقيات عدم الإفصاح. لكن القضية أُسقطت في يونيو 2021 في عهد إدارة بايدن، وعدّ القرار ذا دوافع سياسية لحماية منتقدي ترامب.

وبعد عودته إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية مطلع 2025، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا بمحاسبة المسؤولين السابقين على «التدخل في الانتخابات، والكشف غير المصرّح به عن معلومات حكومية حساسة»، مشيرًا صراحةً إلى كتاب بولتون مثالًا. كما جُرّد بولتون من الامتيازات الأمنية التي يتمتع بها كبار المسؤولين السابقين.

وتدهورت علاقة ترامب ببولتون سريعًا خلال فترة ولايته الأولى، وانتهت بخروج بولتون من الإدارة في سبتمبر 2019. ويُعد بولتون من أبرز وجوه التيار المحافظ، وشغل مناصب رفيعة في إدارات الرؤساء رونالد ريجان، وجورج بوش الأب، وجورج بوش الابن (بما في ذلك منصب مندوب لدى الأمم المتحدة).

وقد اصطدم بولتون بتوجهات ترامب في ملفات كبرى، إذ دعا إلى مواقف أكثر تشددًا تجاه إيران وكوريا الشمالية، في حين فضّل ترامب إبرام صفقات. ووصف ترامب بولتون لاحقًا بأنه «محرّض على الحرب» و«غبي للغاية»، زاعمًا أنه أبقاه في الإدارة فقط بوصفه عنصر ردع. وبعد مغادرته البيت الأبيض، أصبح بولتون من أبرز منتقدي ترامب، متهمًا إياه بسوء استخدام السلطة وبانعدام الكفاءة.

من جانبه، علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلا: لا علم لي بمداهمة منزل بولتون، وسأحصل على معلومات بشأن مداهمة منزل بولتون".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية