رئيس التحرير
عصام كامل

الكاتب الساخر محمود السعدني يحكي تجاربه مع انتخابات الستينات.. وسر "السلام عليكو"

الكاتب الساخر محمود
الكاتب الساخر محمود السعدنى، فيتو
18 حجم الخط

تنطلق غدا انتخابات مجلس الشيوخ بعد أن تم التصويت بالخارج أمس وأمس الأول، وبهذه المناسبة نستعيد مقالا كتبه الكاتب الساخر محمود السعدني ــ رحل عام 2010 ـــ تحت عنوان "الناخبون الأرزقية" في مجلة "صباح الخير" عام 1968 يحكي تجربته مع الانتخابات، ويقول:

“أتمنى لو تأجلت انتخابات مجلس الأمة، إلى ما بعد تطهير مصر ونهضتها واستقرارها، وحتى يفهم الناس ما يتطلبه المجتمع في الفترة القادمة، ولكن ها هو الوزير شعراوي جمعة، وزير الداخلية يعلن عن موعد إجراء انتخابات مجلس الأمة، وهو موقف عظيم من جانب السلطة لاختيار ممثلي الأمة رغم الظروف الخطيرة التي تمر بها البلاد ليكون هؤلاء الممثلون عونا للشعب وعيونا على السلطة، ومراقبة صدور التشريعات”.

الناخبون الأرزقية 

وأضاف الكاتب محمود السعدني: أتمنى أن ينكشف الناخبون الأرزقية والجهلة والمتسلقين الذين أخذوا النيابة على أنها استرزاق، واستوظاف ومكاسب شخصية.. لكن يستطيع الناخبون أن يجعلوا من أصواتهم في المعركة القادمة سدا عاليا يمنع تسلل هؤلاء الذين يستخدمون عصبياتهم والذين يستخدمون أموالهم، ويبحثوا عن النيابة من أجل مصالحهم الشخصية والتفاخر بالنيابة.

خير ممثلي الأمة 

وتابع السعدني في مقاله: على الناخبين هذه المرة أن يمنعوا الستات اللاتي احترفن السياسة لأنها موضة العصر، وأن يسقطوا كل "دلدول" وكل تشريفاتي وكل متطلع إلى مرتبة النيابة بمجلس الأمة، وكل متشوق إلى ركوب سيارة "نصر"، وعلى الاتحاد الاشتراكي أن يقف إلى جانب المؤمنين بالاشتراكية ضد المؤمنين بالموجود والمنظرة، ومع المقاتلين من أجل تذويب الفوارق بين الطبقات ليلتحم مع جماهير شعبنا، وليدفع إلى مجلس الأمة خير أبنائه وأعظم ممثليه.

“السلام عليكو”.. البرنامج السياسي 

يقول محمود السعدني: منذ شهر وأنا أدور في دوامة جنون ساحبا أصحابي وأنصاري وإخواني وأولاد أختي وأولاد عمي، قاطعا شوارع الجيزة طولا وعرضا، رافعا يدي في حركة ميكانيكية لا طعم لها ولا نكهة، راميا السلام على كل من ألقاه حتى أصبح “السلام عليكو” هو الشعار الذي رفعه كل المرشحين وأنا منهم، وأصبح “السلام عليكو” هو البرنامج السياسي للمرشحين.. فلا أحد اهتم بتوعية الناس أو شرح قضايا الساعة.

أنا مثلا كنت أمر في الشارع، وأقتحم قهوة عامرة والحمد لله وقلت: “السلام عليكو”، وهب كل من القهوة يسلم على المرشح، وفي الوقت الذي كان فيه الجرسون يزعق على واحد بوري من أجل زبون خرمان.. وخرجت لأجد خمسة رجال على باب المقهى ومطلوب مني أن أهم عليهم وأسلم وأقبل، وإذا بي أكتشف أن الخمسة رجال ليسوا من الجيزة، وكانوا متهمين في قضية وظنونا موكب شرطة للقبض عليهم.. وما أن عرفوا أننا مرشحون للانتخابات حتى تركونا وفروا هاربين.

الراحل محمود السعدني 

كنت شديد الكسوف وأنا أصافح ناسا لم أصافحهم من قبل، وأحضن ناسا لم أحضنهم من قبل.. والسبب أن هناك رجلين هما إبراهيم نافع وحسين بدران، هما الذين جرجروني إلى هذا الطريق بعد أن أكدا لي أن الانتخابات ينجح فيها الرجل حريف الانتخابات، وأن الانتخابات مثل الكومي تحتاج إلى من يقش بالواد ويأكل العشرة الطيبة قبل أن يلطشها منه خصمه.

أربع مهام في حياة السعدني 

كانت تجربة الانتخابات رابع تجربة مهمة في حياتي.. التجربة الأولى كانت الحرب العالمية الثانية، والثانية كانت معركة السويس عام 1956 والثالثة كانت في السجن، والانتخابات هي الأخيرة والمهمة.

الجماهير ترتاح للرجل الصادق 

ويختتم محمود السعدني مقاله بقوله: قد اكتشفت أن قيادة الجماهير ليست من داخل المكاتب، أو بالكتابة في الصحافة، لكن بالحياة مع الناس في الشارع، واكتشفت أن الجماهير ترتاح للرجل الطيب والرجل الصادق، وأنها تعطف على الرجل الغلبان.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية