آفة الجدل (2)
عزيزي القارى لازال الحديث عن آفة الجدل والجدال بغير علم مستمر، ونقول إن الجِدال هو المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة، وأصله من جدلت الحبل، أي أحكمت فتله ومنه الجدال، فكأن المْتَجَادِلَين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه، وقيل الأصل في الجدال هو الصراع وإسقاط الإنسان صاحبه على الجدالة، وهي الأرض الصلبة.
والجَدَل هو اللدد في الخصومة والقدرة عليها، وجادله أي خاصمه، مجادلة وجدالًا، والجدل هو مقابلة الحجة بالحجة؛ والمجادلة هي المناظرة والمخاصمة، والجدالُ هو الخصومة؛ سمي بذلك لشدته، والجدل: دفع المرء خصمه عن إفساد قوله: بحجة، أو شبهة، أو يقصد به تصحيح كلامه، وقيل أيضًا الجدال هو عبارة عن مراء يتعلَّق بإظهار المذاهب وتقريرها.
والجدال وزنه فعال من المجادلة، وهي مشتقة من الجَدْلِ وهو الفتل، ومنه زمام مجدول، وقيل هي مشتقة من الجدالة التي هي الأرض، والمِراء في اللغة يعنى الجدال، والتماري والمماراة تعنى المجادلة على مذهب الشكِّ والريبة، ويقال للمناظرة مماراة.
وقيل أنَّ المراء هو كثرة الملاحاة للشخص لبيان غلطه وإفحامه، والباعث على ذلك الترفع، والمراء هو طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه، من غير أن يرتبط به غرض سوى تحقير الغير..
وفي الختام إليك عزيزي القارئ بعض أقوال الأئمة والصالحين والحكماء في خطورة الجدل بغير علم والتحذير منه: قال ابن عمر رضي الله عنهما: ولن يصيب رجل حقيقة الإيمان حتى يترك المراء، وهو يعلم أنَّه صادق، ويترك الكذب في المزاحة.. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: من استحقاق حقيقة الإيمان ترك المراء، والمرء صادق.
ورُوي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنَّه قال: إذا أحببت أخًا فلا تماره.. وقال أبو الدرداء: كفى بك إثمًا أن لا تزال مماريًا.. وقال مالك بن أنس: المراء يقسِّي القلوب، ويُورث الضغائن.. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا تمارِ أخاك؛ فإنَّ المراء لا تفهم حكمته، ولا تُؤمَن غائلته.
وقال عمر بن عبد العزيز: قد أفلح من عُصم من المراء والغضب والطمع.. وقال الأوزاعي: إذا أراد الله بقوم شرًّا ألزمهم الجدل، ومنعهم العمل.. وقال ابن أبي ليلى: لا تمار أخاك؛ فإنَّه لا يأتي بخير.. وقال أيضًا: لا أُماري أخي إما أن أغضبه، وإما أكذبه..
وقال بلال بن سعد: إذا رأيت الرجل لجوجًا مماريًا معجبًا برأيه فقد تمت خسارته.. وقال الشافعي: المراء في العلم يقسي القلوب، ويورث الضغائن.. وقال لقمان: يا بنيَّ، من لا يملك لسانه يندم، ومن يكثر المراء يشتم، ومن يصاحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يصاحب الصالح يغنم.. وقال أيضًا: يا بني، من قصر في الخصومة خصم، ومن بالغ فيها أثم، فقل الحق ولو على نفسك، فلا تبال من غضب.
وأخيرا أخبرنا سعيد بن عامر عن إسماعيل بن إبراهيم عن يونس قال كتب إلي ميمون بن مهران: إيَّاك والخصومة والجدال في الدين، ولا تجادلنَّ عالـمًا ولا جاهلًا. أما العالم فإنَّه يخزن عنك علمه، ولا يبالي ما صنعت، وأما الجاهل فإنه يخشن بصدرك، ولا يطيعك.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
