رئيس التحرير
عصام كامل

حرق كنائس نعم كباريهات لا


عندما نستخدم كلمة نار الكراهية..لا نقصد أي تعبير أدبى أو مجازى أو مبالغة وصفية.. بل هي حقيقة تاريخية مؤكدة فالإخوان المسلمون ومنذ نشأتهم عام 1928 وهم ينشرون ثقافة الكراهية والتعصب والحقد وهو الأمر الذي كتب عنه محذرا من خطورته خاصة في الأرياف سلامة موسى في جريدة "مصر اليومية".. هذه الكراهية التي تجسدت في أبشع صورها عام 1952 حيث قاموا بحرق الأقباط في مدينة السويس –قبل عيد الميلاد – وألقوا بجثثهم مشتعلة في الكنيسة الأمر الذي استفز نظير جيد – البابا شنودة فيما بعد لأن الحادث كان جديدا وغريبا على المجتمع المصرى فكتب في العدد الأول والثانى من مجلة "مدارس الأحد" مقاله الشهير هدية العيد تعليقًا على حرق الإخوان المسلمين للأقباط وهم أحيـــاء وتعليق أجســـادهم في الخطاطيـــف الحديديـــة المدببة التي يعلق عليها "الجزارين" الحيوانات المذبوحة، وطاف المسلمون بجثث الأقباط في شوارع وطرقات مدينة السويس وفى النهاية ألقوهم في كنيسة وأشعلوا النار فيها، ذنبهم أنهم مسيحيون، والمسيحى كافر في عقيدتهم والله أمر بقتل الكفار المشركين.

وقد حدثت هذه الحادثة أيام الحكم الملكى.. أي أنه لا فرق في اضطهاد المسلمين للأقباط بين الحكم الملكى والحكم الجمهورى.. حيث عادت الجماعة وقد تفرعت عنها جماعات عنف أخرى مثل الجهاد والجماعة الإسلامية ونشطت عندما سمح السادات لهم بالعمل السياسي وقاموا بعمليات إجرمية ضد الأقباط منها حادثة الخانكة عام 1976 حيث تم حرق الكنيسة بمنطقة الخانكة والهجوم على الأقباط وأيضا حادثة الزاوية الحمراء في الثمانينيات التي ذهب ضحيتها نحو 80 قبطيا وفى عصر مبارك تعددت العمليات الإرهابية ضد الأقباط والسياح حيث تم قتل نحو 20 قبطيا في ديروط وصنبو وثلاثة أقباط في الهجوم على دير المحرق و7 شباب داخل كنيسة مارجرجس بالفكرية أبو قرقاص.. وصولا لإطلاق النار على الأقباط ليلة عيد الميلاد 2010 في نجع حمادى والتي ذهب ضحيتها أيضا 7 أقباط أثناء خروجهم من الكنيسة وتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية..الأمر الذي يتكرر حاليا بإطلاق النار على الخارجين من الكنائس بدون تمييز.. كما حدث مع أقباط رفح في سيناء وقرية دلجا بالمنيا وطهطا في سوهاج وأقباط بنى أحمد بالمنيا والطفلة جيسى بولس عيسى 10 سنوات أثناء خروجها من الكنيسة الإنجيلية بعين شمس بعد انتهاء مدارس الأحد وهى وحيدة والديها.. والملاحظ أن القتل داخل أو خارج الكنائس أمر مكرر في تاريخ إرهاب الإسلام السياسي والذي يؤكد على كفر المسيحيين وعدم تهنئتهم في أعيادهم وعدم اتخاذ أصدقاء منهم أو زيارتهم في كنائسهم حيث تم تشبيه الكنائس ببيوت الدعارة وأندية القمار.

ثانيا – لا نجد في تاريخ العمليات الإرهابية للإسلام السياسي أي عملية تمت في مصر ضد الكباريهات أو أندية القمار في وقت ازدهار عمليات العنف ورغم الوعظ ضد هذه الأماكن إلا أن إشعال نار الكراهية ضدها لم يأخذ أي شكل عملى كما حدث كثيرا مع الأقباط.

ثالثا – يمثل القتل أمام وداخل الكنائس ترجمة مباشرة للكراهية المكانية والقتل على الهوية معا.. فيكفى أن تكون موجودا بجوار كنيسة لتقتل بلا سبب إلا التواجد لا فرق إن كنت طفلا أو مسنا أو شابا.. بل وذهب جندى مسلم كان يحرس كنيسة نجع حمادى ضحية لهذا الإرهاب.
نقلا عن جريدة "فيتو"
الجريدة الرسمية