الموت في أكياس الدقيق.. الاحتلال الإسرائيلي يخبئ "الكبتاجون" في عبوات الغذاء المقدمة للفلسطينيين.. ومنظمة أوروبية تتهم مؤسسة "غزة الإنسانية" بارتكاب جرائم حرب
اتهمت منظمة أوروبية مؤسسة "غزة الإنسانية" بارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وطالب بفتح تحقيق عاجل بهذا الشأن.
جاء ذلك بعد أن كشفت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” عن قضية خطيرة تمثلت في العثور على كميات من المخدرات داخل شحنات الطحين الموجهة كمساعدات إنسانية عبر مؤسسة أمريكية.
وهذه الحادثة تثبت، مجددا، استغلال الحرب لتفكيك المجتمع الفلسطيني من الداخل، وتنذر بعواقب اجتماعية ونفسية وخيمة قد تهدد الأمن المجتمعي، وتزيد من معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الأزمة الإنسانية الخانقة التي يعيشها القطاع.

وأصدرت الهيئة ورقة موقف مفصلة بعنوان “المخدرات في أكياس الطحين.. أداة لتفكك المجتمع ونشر الفوضى”، من إعداد المحامية رنا هديب، مديرة دائرة الأبحاث والسياسات في الهيئة الدولية "حشد"، حيث تم اكتشاف كمية كبيرة من مادة "الكبتاجون" داخل أكياس الطحين التي كانت قد تم توريدها عبر مؤسسة أمريكية تعمل ضمن سلسلة الإمداد الإنساني لغزة.
هذه الحادثة التي تم الكشف عنها في يوليو 2025، تمثلت في الكشف عن عبوات صغيرة من الكبتاجون كانت مخبأة بعناية داخل أكياس الطحين (الدقيق)، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول الهدف الحقيقي من وراء هذا التهريب، والجهات المتورطة فيه.
“الكبتاجون”
“الكبتاجون” هو أحد المخدرات الخطيرة التي تؤثر بشكل مدمّر على الجهاز العصبي، وتسبب سلوكًا عدوانيًا، بالإضافة إلى آثار صحية خطيرة تشمل الهلوسة، والاكتئاب، والانهيار العصبي.

ورغم أن هذا المخدر غالبًا ما يُستخدم لأغراض عسكرية في بعض الأنظمة القمعية، فإن تهريبه في مساعدات غذائية موجهة إلى شعب محاصر يواجه أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية.
هذه المادة تمثل أداة ممنهجة لتفكيك المجتمع الفلسطيني، لاسيما في استهداف الشباب الذي يعد عصب المجتمع الفلسطيني وأمله في المستقبل.
تقييد وصول المساعدات الإنسانية
في الورقة نفسها، تمت الإشارة إلى الحصار الممنهج الذي فرضته إسرائيل على غزة منذ بداية الحرب، حيث تم تقييد وصول المساعدات الإنسانية بشكل كبير. هذه السياسة أدت إلى عرقلة وصول المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء والماء، وفرضت ضغوطًا هائلة على المدنيين في القطاع.
في الوقت نفسه، أدى هذا التضييق إلى إحلال مؤسسات بديلة، من بينها المؤسسة الأمريكية التي تم تسويقها كبديل لإدخال المساعدات الغذائية، في ظل غياب رقابة فعالة، مما أثار الشكوك حول دور هذه المؤسسات في تمرير مواد مشبوهة ضمن المساعدات.
مواد مخدرة في الشحنات الغذائية
يأتي اكتشاف المواد المخدرة في هذه الشحنات الغذائية في سياق سياسي واجتماعي بالغ التعقيد، يعكس محاولات منظمة لتفكيك النسيج المجتمعي الفلسطيني.
وفي هذا السياق، تم استغلال المساعدات الإنسانية ليس فقط كأداة لتخفيف المعاناة ولكن أيضًا كأداة للتدخلات السياسية والاجتماعية التي تهدف إلى خلق حالة من الفوضى داخل المجتمع الفلسطيني.
على المستوى الدولي، تعتبر الحادثة انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية، بما في ذلك اتفاقيات جنيف الرابعة التي تفرض على قوة الاحتلال ضمان توفير الغذاء والدواء للسكان المدنيين.
كما تشكل هذه الحادثة خرقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات، التي تُجَرّم تهريب المخدرات عبر وسائل مدنية وإنسانية.
على المستوى الفلسطيني، تطرقت الهيئة إلى قانون العقوبات الفلسطيني الذي يُعاقب بالحبس المؤبد أو الإعدام على تهريب المخدرات في حالات الطوارئ أو الأزمات.
"مؤسسة غزة الخيرية"
يعود تأسيس "مؤسسة غزة الخيرية" إلى منتدى غير رسمي عُقِد في تل أبيب في ديسمبر 2023، يضم ضباط احتياط ورجال أعمال ومستشارين مقربين من الحكومة الإسرائيلية.
استهدف ذلك المنتدى إيجاد بديل لمؤسسات الأمم المتحدة في توزيع المساعدات داخل قطاع غزة.

وتم التواصل لاحقًا مع فيليب رايلي، ضابط سابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA)، لقيادة المشروع. وفي فبراير 2025، تأسست المؤسسة رسميًا في جنيف بدعم مباشر من الحكومة الأمريكية، وبدأت عملياتها في مايو من العام نفسه، تحت غطاء "الإغاثة الإنسانية".
وعلى الرغم من عدم امتلاكها لأي سجل سابق في العمل الإنساني، حصلت المؤسسة على تمويلات خارجية تجاوزت عشرين ألف فرنك سويسري، وعيّنت طاقمًا إداريًا من شخصيات لها خلفيات عسكرية وأمنية واضحة، أبرزهم: جيك وود، المدير التنفيذي، جندي سابق في المارينز.. ديفيد بيرك، مدير العمليات، من فريق “روبيكون”.. جون أكري، رئيس البعثة، مسؤول سابق في USAID.
بالإضافة إلى مجلس استشاري يضم جنرالات أمريكيين ومسؤولين سابقين في الأمم المتحدة.
من العمل الإنساني إلى القتل الميداني
ورغم الادعاءات بأن هذه المراكز "مناطق إنسانية مدعومة"، تكشف التقارير أن الواقع مختلف تمامًا. المعروف أن النقاط موزعة على عدة مناطق في قطاع غزة، منها: رفح.. شمال غزة.. شارع الطينة.. نيتساريم.. زيكيم.
وبينما كانت هذه المناطق مُصنفة "إنسانية"، فإنها على أرض الواقع تخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، وتتبع منظومة أمنية صارمة تحوّلت إلى أدوات قتل مباشر.
ومنذ افتتاح مراكز التوزيع في 27 مايو 2025 وحتى 1 يوليو 2025، سقط ما لا يقل عن 972 شهيدًا، وأكثر من 4,278 إصابة، بفعل استهداف المدنيين أثناء تجمعهم للحصول على المساعدات.
حبوب الكبتاجون في الأغذية
الدكتور أشرف الشرقاوي، خبير الشئون العربية - الإسرائيلية، وأستاذ العلوم السياسية، يقول: شكا كثير من الفلسطينيين من أن الاحتلال يضيف متعمدا حبوب الكبتاجون المخدرة المسببة للإدمان في الأغذية المقدمة للفلسطينيين.
المسألة ليست مجرد تخبئة لمادة مخدرة بهدف الاتجار مثلا، فأحوال الفلسطينيين لا تسمح حتى للمدمنين بشراء مواد مخدرة. ولكن المسألة ترتبط بمحاولة تغييب عقول وارادة شعب. فمن يحصلون على المعونات الغذائية - إذا نجوا من المقتلة الإسرائيلية الأمريكية المرتبطة بطوابير المعونة- لا يدركون أن أكياس الطحين التي تلقوها بها مادة مخدرة ثقيلة تتسبب في غياب القدرة على التفكير باتزان بل وتجعل البعض يشعر أنه خائر القوة.
التمهيد لعملية طرد جديدة
ويضيف د. أشرف الشرقاوي: يأتي هذا في اعتقادي في اطار التمهيد لمحاولة القيام بعملية طرد جديدة للفلسطينيين الى خارج حدود غزة. حتى الآن ظل الفلسطينيون يعارضون الرحيل بقوة مهما كانت الضغوط التي يتعرضون لها.
أما في ظل استهلاكهم لهذا المخدر كجزء من وجبتهم اليومية فحتى بعد أن يتوقفوا عن استهلاكه ستكون عندهم أعراض انسحابية تجعلهم غير قادرين على التفكير العقلاني ومنعدمي الإرادة بما قد يجعل من تعرض منهم لهذا المخدر يستجيب لمحاولات الترحيل. وهذا أحد الأسباب التي تسقط الشرعية عن آلية توزيع المعونات الاسرائيلية الامريكية التي لا تكتفي بإطلاق النار على طالبي المعونة وقتل بعضهم بل وتخدر وتسقط إرادة من يتمكن منهم من الحصول على المعونات الغذائية.

أسعار فلكية للفاكهة
ومن زاوية أخرى، يؤكد أيمن ابوعيشة المحامي من داخل غزة، قائلا: هناك فواكه كالمانجو والموز والتفاح، تتوافر، ولكن بأسعار فلكية.. مثلا كيلو المانجو سعره 200 شيكل نقدي، يعني ما يعادل 100 دولار إذا ما أضفنا إليها عمولة السيولة.. يعني لا يستطيع شراؤها إلا اللصوص والحرامية وتجار الحرب.
وفي السياق، تقدمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية تطالب بفتح تحقيق عاجل في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تُتهم بها مؤسسة "غزة الإنسانية" وشركات أمنية متعاقدة معها، خلال الفترة من 27 مايو وحتى اليوم.
مراكز المساعدات نقاط قتل ممنهج وتجويع جماعي
الشكوى مدعّمة بأدلة وشهادات وصور أقمار صناعية تكشف أن مراكز توزيع المساعدات شُيّدت كنقاط قتل ممنهج وتجويع جماعي، لا كمرافق إغاثة.
الشكوى تتهم مسؤولي "غزة الإنسانية" بتعطيل الإغاثة والتسبب في وفيات مدنيين، وبتجاهل المسؤولية وتبرير المجازر تحت غطاء سياسي إقليمي ودولي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
