بعد فوزه بجائزة النيل للمبدعين العرب، من هو سليمان منصور وقصة لوحته "جمل المحامل"

أعلن المجلس الأعلى للثقافة برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، عن الفائزين بجائزة النيل للمبدعين المصريين والعرب لعام 2025، وحصد جائزة النيل للمبدعين العرب الفنان التشكيلي الفلسطيني الكبير سليمان أنيس منصور.

ويعد التشكيلي الفلسطيني أحد ريشات المقاومة الصامدة الذي طالما رسم ملامح الأوضاع الفلسطينية بألوانه، فلم يكن سليمان مجرد رسام، بل مؤرخًا بصريًا وثق الألم والأمل، والصراع من أجل  العودة، من بين أعماله الخالدة، تبرز لوحة "جمل المحامل" كشهادة حية على عبقرية فنية استطاعت أن يعبر عن قضية شعب بأكمله على قطعة قماش. 

الفنان الفلسطيني سليمان منصور

ولد سليمان أنيس منصور في فلسطين عام 1947م، وعاش جزءًا كبيرًا من حياته شاهدًا على النكبة والتهجير والصراع المستمر، هذه التجارب المريرة لم تدفعه إلى اليأس، بل صقلت روحه الفنية ووجهت ريشته نحو قضايا شعبه، فتخرج من أكاديمية الفنون الجميلة، وبدأ مسيرته الفنية التي لم تنفصل يومًا عن واقعه السياسي والاجتماعي.

تميزت أعمال منصور بالتنوع في الأساليب والتقنيات، إلا أن جوهرها ظل واحدًا، وهو التعبير عن الهوية الفلسطينية، المقاومة، التمسك بالأرض، وحق العودة، وكان فنه مرآة تعكس معاناة الفلسطيني، ولكنه أيضًا نافذة تطل على صموده الأسطوري وقدرته على التشبث بالأمل.

"جمل المحامل" ترسم معالم المعاناة الفلسطينية

تعتبر لوحة "جمل المحامل" أو "العتال الفلسطيني" إحدى أشهر وأعمق أعمال سليمان  أنيس منصور، وربما تكون اللوحة الأكثر تجسيدًا للوضع الفلسطيني في فن أنيس، فتبرز اللوحة عتالًا يحمل على ظهره القدس مربوطة بحبل الشقاء، ولكن اللوحة دمرت في غارة أمريكية على ليبيا عام 1986، لكنّه أعاد رسمها مرة أخرى عام 2014، ولاقت لوحة “جمل المحامل” ترحيبًا محليًا كبيرًا، قبل انتشارها على الصعيد العالمي، حيث طبعت على شكل ملصقات سنة 1975 وعُلّقت في المنازل والأماكن العامة في  أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأعاد الفنان التشكيلي رسم لوحته الشهيرة "جمل المحامل"، مضيفًا إليها تعديلات جوهرية وتحولات تعكس الواقع الفلسطيني الراهن، ومطلقًا عليها اسم "جمل المحامل 2" حيث تُعد اللوحة الجديدة، التي حافظت على جوهر ورسالة نسختها الأصلية، إضافة قيمة للمشهد الفني المعاصر، حيث تضمنت الكنيسة القائمة، وهي إشارة رمزية واضحة إلى مدينة القدس، قلب الصراع ومهد الديانات.

وتستمر "جمل المحامل 2" في التعبير عن المعاني العميقة التي حملتها اللوحة الأصلية، فما زال رمز العتال الواقف في مكان مهجور يعكس شتات الفلسطينيين وتفرقهم في بقاع العالم، بينما ترمز المدينة التي يحملها على ظهره إلى ارتباطهم الأبدي بوطنهم، وإلى أنهم يحملون فلسطين معهم أينما حلوا وارتحلوا.

ومع هذه الإضافات والتعديلات، التي رأى الرسام أنها ضرورية لمواكبة التغيرات، حرص الفنان على الحفاظ على السمات الأساسية للوحة الأصلية، ما يضمن استمرارية رسالتها القوية والمؤثرة،

الفنان سليمان أنيس منصور

وأثرى سليمان منصور الساحة الفنية بمشاركاته المتعددة في معارض شخصية وجماعية حول العالم، وحصد العديد من الجوائز المرموقة تقديرًا لإبداعاته، حيث أقام عدة معارض شخصية أبرزها، جاليري 79 برام الله عام 1981، ومقر الأمم المتحدة بنيويورك عام 1992، بينالي الشارقة عام 1995.
* قاعة بلدية ستافانجر بالنرويج عام 1996، وبينالي القاهرة التاسع عام 1998.

كما شارك في العديد من المعارض الجماعية في مدن وعواصم عالمية، شملت: فلسطين، واشنطن، بيروت، موسكو، أوسلو، الكويت، المغرب، نيويورك، عمّان، ستوكهولم، باريس، كوريا، قطر، والمغرب.

وتُوجت مسيرته الفنية بحصوله على عدة جوائز، منها: الجائزة الأولى في معرض الربيع الأول بفلسطين عام 1985، وجائزة فلسطين للفنون التشكيلية عام 1998، والجائزة الكبرى في بينالي القاهرة التاسع عام 1998، وجائزة اليونسكو-الشارقة للثقافة العربية عام 2019.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.