الاقتصاد الأمريكي يتحدى التوقعات.. البيت الأبيض يحتفي بالصلابة والخبراء يحذرون من القادم.. وسياسات ترامب أبرز الأسباب
بعد ستة أشهر من تولي دونالد ترامب ولايته الثانية، يقف الاقتصاد الأمريكي في مفترق طرق محير، ففي مواجهة برنامج سياسي واقتصادي يوصف بالجذري وغير المسبوق، من حملة ترحيل واسعة للمهاجرين، إلى حرب تعريفات جمركية، وتقليص جذري للحكومة الفيدرالية، أظهر الاقتصاد صلابة فاجأت معظم الخبراء الذين ترقبوا الأسوأ.
الاقتصاد الأمريكي يتحدى التوقعات
وبينما يحتفي البيت الأبيض بهذه المتانة كدليل على نجاح سياساته، يحذر محللون من أن الهدوء الحالي قد يكون خادعا، وأن التداعيات الحقيقية لم تظهر بعد، وخلافا للتحذيرات من ركود محتمل، ظلت المؤشرات الاقتصادية الرئيسية قوية بشكل لافت، فسوق العمل حافظ على تماسكه، مضيفا قرابة 800 ألف وظيفة في نصف عام، مع استقرار معدل البطالة عند 4.1%، وهو ما يعتبر توظيفا كاملا.
وعلى جبهة التضخم، ورغم المخاوف من أن تؤدي التعريفات الجمركية إلى موجة غلاء، بقي مؤشر أسعار المستهلكين تحت السيطرة عند 2.7%، مقتربًا من هدف الاحتياطي الفيدرالي، هذه القوة انعكست أيضا على معنويات المستهلكين التي سجلت أعلى مستوياتها في خمسة أشهر، وعلى أداء الشركات في “وول ستريت”.
حيث فاقت أرباح 80% من كبرى الشركات تقديرات المحللين للربع الثاني، وحتى الانكماش الطفيف الذي سجل في الربع الأول بنسبة 0.5%، لم يثر قلق الأسواق التي فسرته على أنه نتيجة طبيعية لتسارع الشركات في الاستيراد قبل تطبيق الرسوم الجمركية.

نظرة البيت الأبيض للاقتصاد الأمريكي
داخل البيت الأبيض، يُنظر إلى هذا الصمود الاقتصادي باعتباره انتصارا، فقد نفذ ترامب وعوده الانتخابية بحزم، من ترحيل آلاف المهاجرين إلى فرض رسوم جمركية ثقيلة على الشركاء التجاريين، وصولا إلى ممارسة ضغوط غير مسبوقة على الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة.
ويقول جو لافورنيا، مستشار وزير الخزانة: "لم نشهد أي تأثير يُذكر على المستهلكين أو الشركات"، مضيفا أن الاقتصاديين كانوا على خطأ طوال خمسة أشهر متتالية، فلماذا علي أن أصدقهم؟.

تصر الإدارة على أن عبء التعريفات لا يقع على المستهلك الأمريكي، بل على المصدرين الأجانب الذين يتحملون التكلفة مقابل الوصول إلى السوق الأمريكية، وهي الرواية التي يروج لها بيتر نافارو، مهندس حروب ترامب التجارية.
في المقابل، يرى فريق آخر من المحللين أن الصورة أكثر تعقيدا، ويقول موريس أوبستفيلد من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي: "ما زلنا في مرحلة مبكرة. هذه المرونة الظاهرة على السطح قد تكون خادعة إلى حد ما".
بدأت بعض الإشارات التحذيرية في الظهور بالفعل. فبيانات التضخم لشهر يونيو أظهرت لأول مرة بوادر تأثر بالرسوم، مع ارتفاع أسعار سلع مستوردة كالأجهزة المنزلية والأثاث، كما تباطأ التوظيف في القطاع الخاص، وشهد سوق الإسكان انخفاضا في المبيعات هو الأدنى منذ تسعة أشهر.
ويعتقد أن الأثر الكامل لسياسات مثل ترحيل المهاجرين وخفض العقود الحكومية لم يتجل بعد، حيث تحتاج هذه الصدمات إلى وقت لتنتشر في شرايين الاقتصاد، كما أن العديد من الشركات لم تمرر بعد التكاليف الإضافية للتعريفات إلى المستهلك، في انتظار اتضاح الصورة النهائية للسياسة التجارية.
الاقتصاد الأمريكي بين الصمود والشكوك
في خضم هذا الجدل، يظل الاقتصاد الأمريكي صامدا ظاهريا، لكنه محاط بالشكوك، فبينما يضغط الرئيس ترامب على الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة لإطلاق العنان للنمو، يفضل مسؤولو البنك المركزي التريث ومراقبة ما إذا كانت الضغوط التضخمية ستتصاعد.
لقد دفعت هذه الحالة غير المتوقعة البعض إلى الدعوة لإعادة تقييم النماذج الاقتصادية التقليدية، ولكن مؤسسات كبرى مثل جولدمان ساكس، لا تزال متشائمة، حيث خفضت توقعاتها للنمو لعام 2025 بشكل كبير.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
