رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة: لسنا مكتب «تسهيلات سفر» لـ«ناس رايحة وناس جاية».. ونعمل بسياسات وخطط وليس عشوائيًا (حوار)

الدكتورة رانيا عبد
الدكتورة رانيا عبد اللطيف - فيتو
18 حجم الخط

>> دور مراكزنا الثقافية فى الخارج تراجع بعد 2011

 >> الفنون الشعبية من أكثر المشاركات دوليًا وهيئة قصور الثقافة تملك 12 فرقة تابعة لها

>> أول التحديات هى تحويل العلاقات الثقافية الدولية لأول مرة من قطاع إلى إدارة مركزية
>> قلصنا عدد الموظفين.. وأصبحت 20 موظفًا يؤدون مهام الـ 200 
>> معظم دول العالم لديها مراكز ثقافية على أرض مصر وتمارس نشاطها بشكل مكثف 
>> جيبوتى استضافت الفن المصرى لأول مرة على المسرح الوطني
>> مصر لم تغِب عن الساحة الثقافية والفنية وطوال تاريخها وستظل مثارًا للجدل بفنونها وثقافتها
>> مصر تملك ما لا يملكه أحدٌ من فنون وثقافة الحضارة المصرية القديمة
>> تغلبنا على أزمة الإنفاق بدعم الجاليات المصرية


 

التأكيد على الدور الريادى للفن والثقافة المصرية، أحد أهداف رؤية الدولة 2030 للتنمية المستدامة، فكيف يرانا الآخر؟ وكيف نخاطبه؟ وماذا نقدم له عن هويتنا وتراثنا؟ وهو الأمر الذى استدعى معرفة موقف مصر ثقافيًا وفنيًا فى محيطها الإقليمى والدولي، وذلك بالتزامن مع تقرير الإنجازات الصادر عن وزارة الثقافة لما شهدته خلال عام كامل منذ تولى الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، ومن هنا كانت البداية

 

فى أول حوار لها، كشفت الدكتورة رانيا عبد اللطيف، رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة لـ "فيتو"، عن استراتيجيات الخطة التى تم تنفيذها منذ توليها الإدارة، وكيف ساعد تضافر الجهود بين وزارتى الثقافة والخارجية للوصول إلى أبعاد إقليمية ودولية كأداة للقوى الناعمة داعمة للحراك السياسى للدولة.


والدكتورة رانيا مصطفى عبد اللطيف، حاصلة على بكالوريوس الفنون التطبيقية جامعة حلوان عام ١٩٩٩، حصلت على دبلوم التصميم الداخلي والأثاث ٢٠١٣، وماجستير الفنون التطبيقية عن التصميم المعاصر بدار الأوبرا المصرية ٢٠١٨، وحصلت على الدكتوراة في الفلسفة والفنون عن الإيديولوجيات المجتمعية المؤثرة على فنون التصميم في القرن الـ ٢١،

 

كما شغلت العديد من المهام الوظيفية منذ عملها بدار الأوبرا المصرية عام ٢٠٠٣، وعملت مديرًا لمكتب وزير الثقافة، وعُينت مدير عام للإدارة العامة للديكور بالهيئة المصرية العامة للكتاب، ومدير عام الاتفاقيات الدولية والبرامج بقطاع العلاقات الثقافية، وتولت العديد من المهام الثقافية، منها: رئاسة لجنة الأمانة الفنية للجنة العليا للتراث الثقافي غير المادي في العام ٢٠٢٠،

 

 واختيرت عضوًا بالمنصة الاستشارية لمشروع اليونيسكو المخصص لاتفاقية ٢٠٠٣ في مصر، وعضوًا باللجنة الوطنية للاجتماعات السنوية المشتركة لمؤسسات التمويل العربية تحت رعاية رئيس الجمهورية، كما عُيّنت من قبل وزارة التربية والتعليم بالمجلس الأعلى للتعليم ما قبل الجامعي عن الأعوام ٢٠١٩ و٢٠٢٠، وبجانب ذلك شاركت بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية الدولية

 

وإلى نص الحوار:

 

*بداية.. ما هى الخطة التى عملت على تنفيذها الإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الدولية منذ توليك؟

بشكل عام، رؤية التعاون الثقافى الدولى وفقًا لأهداف ورؤية الدولة المصرية 2030 للتنمية المستدامة، وشرفت بأن أكون أحد العاملين بهذا المحور ضمن مستهدفات خطة العمل الثقافى فى 2015، وأهم ركائزها تسليط الضوء على تعزيز أوجه التعاون الثقافى الدولى والتأكيد على الدور الريادى المصري، وفى ظل تحديات إقليمية لدول الجوار والتى أصبح لها مساحات كبيرة من خلال المهرجانات الفنية التى تُنظم، والتى تعتمد بشكل كبير على المحتوى الفنى المصرى تأكيدًا على ريادة الفنون والثقافة المصرية.

ومن خلال هذه الرؤية، كانت مجموعة من الأهداف، أهمها تعزيز التمثيل الثقافى للفنون والثقافة المصرية فى الخارج، إلى جانب فتح آفاق جديدة من التعاون والوصول إلى أبعاد إقليمية ودولية كأداة للقوى الناعمة داعمة للحراك السياسى للدولة.

وبالتعاون مع وزارة الخارجية، استطعنا تعزيز التعاون الثقافى وإيجاد آليات فى ظل ارتفاع سعر الصرف وتذاكر الطيران، وبدأنا عمل تنظيم لآلية العمل، بمعنى كان يُنظر للعلاقات الثقافية الدولية بأننا “مكتب تسهيلات سفر لناس رايحة وناس جاية”،

وبعض الدعوات تأتى بشكل فردى لبعض الأفراد، والذى كان يمثل ضغطًا على ميزانية العلاقات الثقافية، وهى جزء من ميزانية الدولة فى تحمل التكاليف دون دراسة طبيعة المشاركة وأهميتها، وهل تليق باسم الدولة المصرية أم لا، وما الجدوى منها، وتم التنسيق مع وزارة الخارجية أن تُعمم على سفارتنا فى الخارج لاستطلاع أهم الفعاليات الثقافية والفنية التى ترقى إلى مشاركة مصر فيها، وبالفعل تم ذلك.

*وما التحديات التى واجهتها العلاقات الثقافية الدولية؟

أول التحديات هى تحويل العلاقات الثقافية الدولية لأول مرة من قطاع إلى إدارة مركزية، لأن أمام المهام المنوطة بآليات التعاون الثقافى الدولى أن يتقلص إلى إدارة مركزية.

وبناءً على ذلك، حدث تقلص لعدد الموظفين، فأصبحت المهام التى كان يؤديها مثلًا 200 موظف، أصبح يؤديها فعليًا من 20 - 25 موظفًا.

أما التحدى الثاني، فهو سياسات ترشيد الإنفاق وآليات الصرف، وتم العمل عليها، بتوجيه الدعوى من خلال بعثتنا الدبلوماسية فى الخارج للجاليات المصرية ورجال الأعمال لدعم المشاركات المصرية خارجيًا وتوفير اللوجستيات.

أيضًا لدينا تحدٍ إدارى بشري، وهو مواكبة لغة العصر من خلال العاملين بالإدارة، ونحاول سويًا إعادة تأهيلهم وتدريبهم بما يتوافق مع آليات العمل.

أما التحدى الثالث والأهم، أن معظم دول العالم لديها مراكز ثقافية على أرض مصر وتمارس نشاطها بشكل مكثف وتعبر عن ثقافتها،

وفى المقابل، موقف مراكزنا الثقافية فى الخارج تراجع للغاية وتقلص بعد عام 2011، وغالبيتهم معنى بالبعثات التعليمية، فقد جرى العرف أن المراكز الثقافية لها تبعية مباشرة لوزارتى التعليم العالى والخارجية.

*وما هى النتائج التى تم تحقيقها بشكل فعلي؟

حققنا على مدار العام 141 نشاطًا ثقافيًا دوليًا، منهم 77 نشاطًا داخليًا، و64 نشاطًا خارج مصر،

وإذا تحدثنا عن الخارج، فمنهم أحداث كبيرة بدعم من الجهة الداعية، مثل الأسبوع الثقافى المصرى القطري، وهو الأول من نوعه يُقام على أرض قطر بعد كل التداعيات الماضية.

نجحت بعثتنا الدبلوماسية أن توجد حلولًا لمشاركة مصرية مهمة فى جيبوتي، فمن خلال أحد رجال الأعمال المصريين تم توفير تذاكر الطيران والاستضافة هناك، وقامت دولة جيبوتى باستضافة الفن المصرى لأول مرة على المسرح الوطني، وكانت الموسيقى العربية فى ظل الاحتفال بمرور 50 عامًا على ذكرى رحيل أيقونة الغناء العربى أم كلثوم. وهنا، حققنا تواجدًا فى العمق الأفريقى بالتوازى مع الخطى السياسية.

*على ذكر تواجدنا فى دولة جيبوتي.. هل هناك دول أفريقية أخرى تواجدت مصر فيها ثقافيًا؟

بغض النظر عن مشاركتنا الحية، فوزارة الثقافة المصرية دعمت عددًا كبيرًا من المكتبات الوطنية للدول الأفريقية، منها على سبيل المثال مكتبة كونغو برازافيل، والسنغال، وغيرهما،

ومنذ فترة وجيزة، كان هناك لقاء بين نائب رئيس جمهورية الدولة ووزير الثقافة، وتحدثا عن آليات وسبل التعاون بيننا من خلال العلاقات الثنائية الدبلوماسية.

وإذا نظرنا فى الداخل المصري، فالجاليات الأفريقية تشارك بشكل كبير فى الفعاليات الثقافية، أيضًا، جارٍ الاحتفال على مدار العام بالعديد من العلاقات الدبلوماسية الثنائية، والتى توازيها تعاون ثقافي، مثل احتفالنا مع كوريا الجنوبية بمرور 30 عامًا، و75 عامًا على العلاقات مع فنزويلا. 
وهنا أؤكد على أن العلاقات الثقافية الدولية تعمل بسياسات وخطط، وليس بشكل عشوائي.

*فى خلال عامٍ ماضٍ، وبالتزامن مع تقرير الإنجازات، فما هو المشهد المصرى الثقافى والفنى دوليًا وإقليميًا؟

مصر لم تغِب عن الساحة الثقافية والفنية، فطوال تاريخها وستظل مثارًا للجدل بفنونها وثقافتها فى كل أنحاء العالم، لأن مصر تملك ما لا يملكه أحدٌ من فنون وثقافة الحضارة المصرية القديمة، حيث كان هناك تواجدٌ مستمر لاسم الفنون والثقافة المصرية فى ظل كافة التحديات الاقتصادية والإقليمية التى تعوق المشاركة الحية بالشكل المرجو

وكانت هناك مشاركات بأبسط الأدوات من خلال المشاركة بأفلام مصرية من خلال سفاراتنا فى كل أنحاء العالم، سواء الاحتفال بالفرانكوفونية، أو الاحتفال خلال شهر يوليو بالأعياد الوطنية، مثل فيلم رد قلبى والممر، بالإضافة إلى عدد من أفلام الكلاسيكيات الأخرى، منها على سبيل المثال فيلم مراتى مدير عام، والزوجة 13، حيث تم اختيارهما لأن هناك أحد المهرجانات يناقش تمكين المرأة وحقوقها فى برلين وفرانكفورت.

وأيضًا الفنون الشعبية من أكثر المشاركات دوليًا، فمصر تنافس بثقافتها الشعبية وفنونها المختلفة عن أى فن شعبى فى العالم، والهيئة العامة لقصور الثقافة تملك تقريبًا 12 فرقة تابعة لها، منها ما هو مشابه للشكل الإقليمى فى حوض البحر الأحمر وسيناء، ويشابه الفنون فى دول الخليج والشام، ولدينا فنون القناة المختلفة والإسكندرية، وتبذل قصور الثقافة جهدًا كبيرًا فى تطوير وتجديد المحتوى الثقافى لهذه الفرق، وبجانب الفرقة القومية للفنون الشعبية، أعرق فرقة للفنون الشعبية وهى فرقة رضا التابعة لقطاع الإنتاج الثقافى.

ولدينا فرقة العريش للفنون الشعبية تشارك فى مهرجان جرش الـ39 بالأردن خلال الأيام المقبلة، وفى إكسبو أوساكا باليابان يشارك عدد من فرقة رضا للتعبير عن الفنون الشعبية المصرية، وأيضًا تسافر إحدى فرق الفنون الشعبية إلى دولة كوريا الجنوبية فى ظل الاحتفال بمرور 30 عامًا من العلاقات الدبلوماسية الثنائية، كما تشارك إحدى الفرق فى مهرجان الصين للفنون الشعبية – جوان دونج – فى سبتمبر المقبل، وهناك مشاركات قيد الدراسة فى دولتى روسيا والهند وغير ذلك.

أما على مستوى الموسيقى والغناء، فدار الأوبرا تبذل جهودًا كبيرة من خلال التعاون بين المراكز الثقافية هنا، واستطاعت أن تتواجد فى أوبرا باريس للاحتفال بمرور 50 عامًا على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، وبالنسبة لمعارض الفنون التشكيلية، عادةً ما يقابلها مشكلة الشحن، وتغلبنا على ذلك من خلال إرسال الأعمال على وحدات التخزين، ويتم طباعة تلك الأعمال على حساب بعثتنا الدبلوماسية بالخارج، وتُقيم المعارض لأهم الأعمال الفنية وأهم رموز الفن المصري.

*وما هى مستهدفات العمل فى العلاقات الثقافية الخارجية فى المرحلة القادمة؟

العلاقات الثقافية الخارجية لها استراتيجية عمل وفق رؤية الدولة المصرية، وأهداف محددة، وخطة موضوعة تقابلها تحديات، ولها مؤشرات قياس لما تم إنجازه، ونعمل خلال الفترة المقبلة على تعزيز مشاركة رجال الأعمال، وبتوجيهات الوزير، بمراجعة المحتوى الثقافى لتعزيزه ورفع كفاءته، بما نستطيع استثماره فى الخارج.

جارٍ العمل على وضع آلية، سواء من خلال اتفاق تعاون أو بروتوكول للتعاون بين وزارات الخارجية، والثقافة، والطيران المدني، وكافة الوزارات المعنية، التى نستطيع من خلالها تضافر الجهود لتعزيز المشاركات المصرية بالخارج، بالإضافة إلى إتاحة المشاركات للجاليات الأجنبية بمصر للمشاركة فى الفعاليات التى تنظمها وزارة الثقافة.


*مصر تستعد الآن لاستضافة رومانيا كضيف شرف معرض القاهرة الدولى 2026، بالإضافة إلى الاحتفال بمرور 120 عامًا على العلاقات الثنائية.. حدثينا عن دور العلاقات الثقافية الدولية؟

العلاقات الثقافية الخارجية هى النافذة لكل جهود قطاعات وزارة الثقافة فى مجال التعاون الدولي، نتحرك من خلال خطة وزير الثقافة، ورؤيته للمجالات الثقافية والفنية التى تبرز هذا الاحتفال، سواء من خلال معارض الفنون التشكيلية، أو النشر والترجمة، أو الموسيقى والفنون الشعبية، وهكذا، وذلك بعد طرح مقترحات من جانب القطاعات المختلفة.

هذا الاحتفال يكون هنا فى مصر، ويتزامن معه احتفال فى دولة رومانيا من خلال بعثتنا هناك، ووضع آلية المشاركة.

أصبح الآن هناك تمثيل قوى من جانب وزارة الثقافة فى اللجان الاقتصادية المشتركة، التى تنظمها وزارة التخطيط والتعاون الدولى برئاسة الدكتورة رانيا المشاط، ومن إحدى هذه اللجان، مشاركتنا فى اللجنة المصرية المنعقدة فى رومانيا، التى تم من خلالها إطلاق مقترح استضافتها كضيف شرف فى معرض الكتاب.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية