أسعار السبح النادرة في سوق ديانا بوسط البلد.. تصل إلى 10 آلاف جنيه.. الكهرمان أبرز الأنواع.. ولغز كبير في تصنيع «الفاتوران» (فيديو وصور)

في أزقة تعجُّ بعبق الماضي بوسط القاهرة، حيث يقع "سوق ديانا" الشهير ببيع المقتنيات القديمة، تتوارى خلف طاولات تعرض أجهزة الراديو العتيقة وآلات الطباعة الصدئة كنوزٌ لا تقدر بثمن.

ومن بين هذه الكنوز، تبرز "السبح الألمانية"، وهي قطع فريدة لا تقتصر قيمتها على كونها مجرد "أنتيكات"، بل تحمل قصة سر صناعي فُقد إلى الأبد.

على أحد المقاهي المنتشرة في السوق، يجلس أحد هواة وتجار المقتنيات القديمة، ممسكًا بيده سبحة برتقالية اللون، لامعة، ويبدأ في سرد حكايتها التي تعود إلى عشرينيات القرن الماضي. يقول: "هذه السبح ليست مجرد خرز، إنها قصة كبيرة وممتعة جدًا. في حوالي عام 1920، اخترع الألمان مادة فريدة مقاومة للحرارة والنار، ولها رائحة عطرية مميزة تشبه الصنوبر".

سر مات مع صانعيه

ويضيف التاجر أن سر تركيبة هذه المادة، التي تُعرف بأسماء مثل "الفاتوران" و"المستكة" و"السندلوس"، قد "مات مع الألمان في الحرب العالمية الثانية"، بعد أن دُمرت المصانع التي كانت تنتجها. هذا الانقطاع المفاجئ في الإنتاج جعل الكميات المصنعة قبل الحرب هي كل ما هو موجود في العالم اليوم، مما يمنحها ندرة وقيمة استثنائية.

مصطلح "السبحة الألمانية الصنع" يشير عادةً إلى نوعين رئيسيين من السبح التي تُصنع أو تُشتهر بها ألمانيا، وهما:

1. سبح الفاتوران الألماني

الفاتوران هو مادة صناعية فريدة من نوعها، تم تطويرها في الأصل في ألمانيا في القرن التاسع عشر (أو السابع عشر وفقًا لبعض الروايات) بواسطة كيميائي يُدعى "فاتوران"، ومن هنا جاء اسمها.

تتميز سبح الفاتوران الألماني بالآتي:

* المادة: تُصنع من مزيج سري من نشارة العنبر (الكهرمان) والراتنجات الطبيعية والبخور، مما ينتج عنه مادة صلبة ذات جودة عالية.

* اللون والشفافية: غالبًا ما تتميز بلون برتقالي محمر مميز وجذاب، ولها لمعان وبريق خاصين عند تعرضها للضوء. تتمتع بنقاء وشفافية عالية تسمح للضوء بالتسلل عبر الخرز.

* المتانة ومقاومة التأكسد: تُعرف بمقاومتها للتأكسد، مما يعني أن لونها لا يتغير مع مرور الوقت، وتحتفظ بمظهرها الأنيق والفخم لفترة طويلة. كما أنها مقاومة للحرارة والمذيبات العضوية مثل الكحول والأسيتون.

* الندرة والقيمة: تُعتبر مادة ثمينة وقيمة ونادرة، مما يجعل السبح المصنوعة منها ذات قيمة عالية.

* الرائحة: قد تتميز برائحة مميزة تظهر خاصة عند تعرضها للحرارة أو الاحتكاك.

2. سبح الكهرمان (العنبر) الألماني

الكهرمان، أو العنبر، هو راتنج شجري متحجر، وألمانيا تُعرف بإنتاج سبح الكهرمان عالية الجودة، خاصة الكهرمان البلطيقي الذي يتميز بخصائص معينة:

* المادة الطبيعية: تُصنع من الكهرمان الطبيعي، وهو راتنج عضوي متحجر عبر ملايين السنين.

* الألوان: تتراوح ألوان الكهرمان من الأصفر الفاتح إلى البرتقالي الداكن والأحمر والبني، وقد تحتوي على شوائب طبيعية مثل الحشرات أو فقاعات الهواء التي تزيد من قيمتها وجمالها.

* الجمال والخصائص: يُعتقد أن الكهرمان له خصائص مهدئة ويساعد على تحسين الوضوح العقلي وتوازن المشاعر، وقد يُستخدم لفوائده العلاجية المزعومة.

* التصميم والحرفية: السبح الألمانية المصنوعة من الكهرمان غالبًا ما تتميز بحرفية يدوية عالية وتصاميم عريقة.

بشكل عام، عندما تُذكر "السبحة الألمانية الصنع"، فإنها عادة ما تُشير إلى سبح الفاتوران الألماني بسبب خصائصها الفريدة وجودتها العالية وتقنية تصنيعها التي نشأت في ألمانيا. ومع ذلك، تُعد سبح الكهرمان الألمانية أيضًا ذات قيمة وجمال كبيرين.

قيمة تصل إلى عشرات الآلاف

هذه الندرة تنعكس مباشرة على سعرها. يوضح التاجر أن سبحة مثل التي يحملها، وهي من نوع "المستكة"، يبدأ سعرها من 5 آلاف جنيه مصري، بينما يمكن أن يصل سعر "الفاتوران" ذات اللون الأحمر الداكن إلى 10 آلاف جنيه أو أكثر، وقد تتجاوز أنواع أخرى مثل "الكهرمان الحشري" (الذي يحتوي على حشرات محنطة بداخله) هذا المبلغ بكثير.

ويؤكد أن هذه السبح أصبحت من المقتنيات المتوارثة، حيث "من يمتلك واحدة اليوم غالبًا ما يكون قد ورثها عن جده"، وهو ما يجعل العثور عليها في الأسواق أمرًا صعبًا، ويزيد من اهتمام الهواة، خاصة من منطقة الخليج، باقتنائها.

كيف تميز السبحة الأصلية؟

لمعرفة السبحة الألمانية الأصلية من المقلدة، يكشف التاجر عن عدة اختبارات بسيطة ولكنها حاسمة:

1.  **اختبار الحرارة:** عند تعريضها لحرارة خفيفة، لا تذوب السبحة الأصلية مثل البلاستيك، بل يتغير لونها تدريجيًا إلى درجة أغمق، وتفوح منها رائحة الصنوبر العطرية.

2.  **الرائحة:** حتى بدون حرارة، فإن فرك حبات السبحة باليد بقوة يطلق رائحتها المميزة.

3.  **التعريقات الداخلية:** بالنظر الدقيق، يمكن رؤية "عروق" أو تموجات داخلية في كل حبة، وهي سمة للمادة الأصلية يصعب تقليدها.

بينما يواصل الزبائن التجول في سوق ديانا، تبقى هذه السبح شاهدة على حقبة زمنية مضت، وتحفة فنية تجسد إبداعًا فُقد سره، لتتحول من مجرد أداة لذكر الله إلى كنز تاريخي يتناقله الهواة، وتُروى قصته على طاولات الزمن الجميل في قلب القاهرة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.