رئيس التحرير
عصام كامل

فراشات العنب تضمها روضات الجنة

18 حجم الخط

استيقظت مصر كلها في صباح يوم الجمعة الماضي على حادث أليم على الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون في محافظة المنوفية، راح ضحيته 18 فتاة وسائق، حيث اصطدمت شاحنة نقل (تريلا) بسيارة ميكروباص كانت تقل فتيات عاملات باليومية من أماكن سكنهن في قرية كفر السنابسة إلى مكان عملهن في مزارع العنب..

وكانت الفتيات اللاتي في عمر الزهور ساعيات على رزقهن، كل واحدة منهن لها حكاية تدمي القلوب، فهن يستيقظن قبل الفجر ليلحقن بالسيارة التي ستقلهن لعملهن في جني ثمار العنب لتحقيق يومية لا تتعدى 130 جنيهًا يساعدن بها أسرهن الفقيرة، أو يدخرن مصروفات دراستهن، أو يأتين باحتياجات إخوتهن وأبيهن وأمهن إلخ.. 

وقد خرجن مع الفجر مستبشرات يواجهن التحديات والصعوبات بابتسامة عريضة، ويستقبلن يومهن بأمل في غدٍ أفضل، يستطعن فيه تحقيق أحلامهن، وكل واحدة قد دفعت عن نفسها الكسل وحياة الترف لأنهن من أسر لا تعرف الكسل أو الترف، فكلها أسر في قمة الفقر ولكنها في قمة عزة النفس، ترفض أن تمد يدها لطلب الصدقة، وتظهر السعادة بالحياة رغم شقائها.. 

خرجت الفتيات فتلاقين وتبادلن تحية الصباح بمرحهن المعتاد الذي يخفف عناء اليوم وشقاءه، وكلهن يحلمن بالعودة محملات بالأجر وبعض الخيرات تسعد قلوب الأسر، ولكن تلك الأحلام البسيطة تحولت إلى كابوس بعد أن ظفر الموت بأرواحهن، وترك أهل البلدة الصغيرة في غمٍّ وحزن لا يوصف، فبدلًا من عودتهن سعيدات مستبشرات عُدن في صناديق خشبية ليُوارين الثرى، ويُكتب الفصل الأخير من حياتهن القصيرة لفراشات العنب الصغيرات..

وبالطبع نجد أن من أهم أسباب تكرار الحوادث على الطريق الإقليمي، خاصة في المسافة الواقعة بين مركزي الباجور وأشمون، والتي أصبحت بؤرة يومية للحوادث المروعة منذ أكثر من عام، الأخطاء الفادحة في تنفيذ ذلك الطريق الذي صار ممتلئًا بالمطبات الهوائية نتيجة لهبوط الأسفلت في أماكن كثيرة.. 

مما جعل الحكومة تتخذ قرارًا بالصيانة لهذا الطريق المنفذ حديثًا دون أن تتخذ خطوة محاسبة من نفذ الطريق، وتلزمه بالغرامة المناسبة وإعادة تأهيل الطريق على حسابه مع المسئولية الجنائية، وقد بدأت أعمال الصيانة على هذا الطريق منذ شهور طويلة، ولكن دون اتخاذ أي إجراءات احترازية تضمن سلامة المواطنين..

ودون وجود إشارات كافية أو تنظيم مروري ملائم، ما تسبب في سقوط العشرات ما بين وفيات وإصابات، كما أن هذا الطريق من غير إنارة، مما يتسبب في تكرار الحوادث رغم أن إضاءة الطريق من الممكن أن تتم على حساب القطاع الخاص الذي يتكفل بالإضاءة من خلال الألواح الشمسية مع إعطائه حق الإعلان على الطريق، وبذلك تجني الحكومة مالًا وتضيء الطريق مجانًا..

ثم ندلف إلى كارثة النقل الثقيل على هذا الطريق وكافة طرق مصر، فكوارث النقل الثقيل، لا تتوقف ولا ينكرها أحد، حيث يستغل صاحب السيارة أنه يدفع مبلغًا كبيرًا في التراخيص ويفعل بسيارته ما يريد من زيادة حمولة وعدم الالتزام بمواعيد السير..

ولكن أخطر شيء في ذلك الموضوع هو تعاطي السائق بنسبة كبيرة للمخدرات لأنه أمن التفتيش الفوري، ففي هذا الحادث البشع وبعد تحليل المخدرات وجد أن سائق التريلا متعاطٍ لمخدر التامول، وقد دافع عنه محاميه وذكر أن السائق يعمل ليلًا نهارًا لتوفير متطلبات الحياة..

مؤكدًا أن موكله يتعاطى عقار "التامول" نتيجة معاناته من آلام مزمنة في العمود الفقري بسبب قيادته للسيارة لفترات طويلة دون راحة، وأن طبيعة عمله اضطرته إلى تناول التامول لتخفيف الألم وليس بغرض الترفيه أو الإدمان..

لكن تبين من تحقيقات النيابة أن المتهم حاول تجاوز السيارة التي أمامه، فتعمد السير في الاتجاه المعاكس للطريق العام، متخطيًا الحاجز الفاصل بين الاتجاهين، وأضافت التحقيقات أن المتهم كان في ذلك الوقت واقعًا تحت تأثير المواد المخدرة، مما أدى إلى اصطدامه بسيارة نقل الركاب ووقوع الحادث. 

وطبعًا المحامي لا يستطيع إنكار تعاطي السائق المخدر لأنه ظهر في التحليل لكنه يراوغ كالعادة ويحاول أن يرفع التهمة عن موكله، فمن المفترض أن السائق إذا كان متعبًا فعليه ألا يقود ولا يتعاطى مخدر التامول الذي من ضمن آثاره التي يثبتها الطب الغثيان والدوار والنعاس، والقلق والهلوسة والعصبية والاضطرابات البصرية، وفرط التوتر وصعوبة التركيز، وفقدان الذاكرة والخلل المعرفي والاكتئاب والميول الانتحارية والإغماء. 

وبعد كل هذه الآثار لعقار التامول هل يعقل أن يتعاطاه السائق ولا يرتكب حوادث أو جرائم؟! فالموضوع خطير وينبغي تركيز الرقابة على كافة السائقين والتحليل الدوري والفوري لهم، ومن يثبت تعاطيه تسحب رخصته للأبد.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية