رئيس التحرير
عصام كامل

الدكتور عمار بين البدراوي عاشور والنصر للزجاج والبللور!

18 حجم الخط

ثم يستكمل الدكتور عمار علي حسن حدوتة التاريخ الذي هو اختيار كما يقول ويقول إن كتب التاريخ عدت البدراوى من الإقطاعيين، وأمم ضباط يوليو أرضه، بينما الفلاحون حكوا لى كيف بدأ مجرد خولى أنفار عند سيدة صاحبة أملاك، ثم اشترى من عرقه بضعة أفدنة قليلة، راح يضيف إليها من أرض كانت مستنقعات مملوءة بالبوص والهيش، حتى اتسعت أملاكه! 

ثم يكمل ويقول: “قالوا لى إنه كان يركب بنفسه وأبناؤه على عروق خشب تجرها ثيران، لينيخ تحتها البوص وتهرب الحشرات الضارة، وخلفه أجراء يقطعونها، فتنجلى الأرض، وتنتظر تقليبًا وردمًا وتسميدًا حتى تتهيأ للزراعة، وبهذا امتدت أملاكه من قلب الدلتا حتى شاطئ البحر المتوسط”!


لا أصدق أن أحدا بمكانة الدكتور عمار علي حسن يصدق هذه النكت ويعتبرها تاريخا كان مهجورا حتى كشفه بعض أقارب البدراوي عاشور له!  دعكم من استخدامه مصطلحات اخوانجية إقطاعية بغيضة من عينة ضباط يوليو للإيحاء إلى أجواء العسكر وغياب الدولة، رغم أن لا أحد ينكر أصلا حكم الفترة كان بالشرعية الثورية وليس بالشرعية الدستورية.. 

فلا تتم التحولات الاجتماعية الكبرى إلا بالشرعية الثورية وهو أصلا ما يفترض معرفة الدكتور عمار له وهو يقدم نفسه باحثا في الاجتماع السياسي أكثر العلوم السياسية اتصالا بالموضوع!

لكن المدهش -المدهش أوي أوي- اقتناع الدكتور عمار أن الرجل صنع ثروته من الأرض الزراعية من الدلتا للبحر المتوسط من خلال البوص والخشب وعزق الأرض وتطهير الحشرات! ياااه؟! يا خبر أبيض؟!

من المؤكد أن الدكتور عمار يعرف قصة الأرض الزراعية في مصر في المائتي عام الأخيرة ربما أشهرها كتاب تطور الملكية الزراعية في مصر للدكتور علي بركات، وكتاب كبار الملاك والفلاحين في مصر من 1837 - 1952، لاثنين من أهم المؤرخين المصريين الدكتور رؤوف عباس والدكتور عاصم الدسوقي، وغيرها من الكتب.. وفيها جميعها القصة الكاملة لنشأة هذه الإقطاعيات ومعها عائلات شهيرة!

ثم ينتقل الدكتور عمار نقلة أخرى تؤكد تعمده نشر القصص أعلاه وقصده منها حيث يقول: “واقعة مشابهة شهدتها حين اصطحبنى الكيميائى محمد سالم عام 1992، وكنا نسكن سويًا فى شقة بحى عين شمس في القاهرة إلى مصنع ياسين للزجاج، وسمعت من قدامى العمال كيف كان المصنع يصدر منتجاته إلى الشرق الأوسط وأوروبا.. وكان بوسعه لو تُرك على حاله أن ينافس مصنوعات الزجاج ومشغولاته التى نستوردها من تشيكيا وبلجيكا، لكن الإدارة التى تسلمته بعد التأميم، لم تحسن تطويره، وانتهى به الأمر إلى خسائر فادحة، حتىى إن أجور عماله صارت تُدفع من خزينة الدولة”!

وهنا نصاب بالصدمة.. فهذه الطريقة في تبسيط قضية تأميم أدوات الإنتاج وفلسفة ثم تكون بيد الدولة لتقود بنفسها التنمية تصورنا أنها من نصيب العامة ومراهقي فيسبوك وغير المتخصصين والمغرضين.. ممن يريدون أولا عملية التأميم وتصويرها أنها إجراء عصبي انفعالي.. وأحيانا سوداوي انتقامي! في كلام أهبل وعبيط ولا علاقة له لا بالاقتصاد ولا بالسياسة ولا بالتاريخ ولا ما جرى في مصر.. ولنا عنه فيما بعد حديثا مستقلا.

ما يعنينا هنا أمران.. أولها تقليد الدكتور عمار ما يجري من المغرضين.. بهذه النقلة الخبيثة الشريرة في الأحداث.. بالقول إنه جرى تأميم.. حلو؟ حلو.. ثم  خسرت الشركة وجرى تصفيتها.. حلو؟ لا مش حلو.. إذ الفارق على الأقل نصف قرن لا يذكرون ماذا جرى فيها.. ولماذا خسرت الشركة وفي عهد من! 

كالحديث عن عمر أفندي كده.. اتأممت ثم فشلت وبيعت! لن يقولوا لك إنها أممت وكانت بثلاثة أفرع.. بيعت بأكثر من سبعين فرعا!! وظفت عشرات الآلاف من العمال وفتحت بيوتهم ووفرت سلعا برخص التراب للملايين من البسطاء وسددت الضرائب للدولة ووجدت من يشتريها!

 هذه النقلات الخبيثة لم نتوقعها من الدكتور عمار.. قلنا إنها من نصيب أعداء ثورة يوليو وسيئو النيات

النقطة الثانية والأخيرة هو عدم متابعة الرجل لما يجري في بلده.. وهذا أرحم من أنه يتابع ويخفي الحقائق عن الناس.. فالشركة المذكورة هي النصر للزجاج والبللور التي أغلقت عام 2009! بعد 18 عاما من بدء الخصخصة، أي لم تكن الشركة علي جدول الشركات الخاسرة، لكن هناك شركات صفيت لمصلحة شركات أخرى تعمل في ذات المجال (لنا عنها إن شاء الله وقفة كبيرة عن عصر تخريب الصناعة الوطنية).

لكن الشركة أعيدت ضمن برنامج تطوير الشركات المملوكة للدولة (الشعب) وقد ضخت فيها فعلا ما يقترب من 300 مليون جنيها تقريبا كما جرى قبلها مع شركة قها، ولذلك ولله الحمد تقول بيانات الشركة في آخر عامين -وهي متاحة لمن يريد-، أن مصانع النصر لصناعة الزجاج والبللور ربحت في 2024 نحو 200,8 مليون جنيه مقابل نحو 125 مليون جنيه نسبة كبيرة منها صادرات.. مما يشير إلى التحسن الكبير في  مؤشرات الشركة كافة.. الإيرادات والأرباح والصادرات!


نكتب بحزن.. فلا ينقصنا في مصر مثل هذه الكتابات.. يعج بها فيسبوك والتواصل كله.. كتابات لا مراجع ولا أرقام ولا معقولية ولا منطق ولا خلفية تاريخية.. أما من الدكتور عمار علي حسن والرجل نقدره ونحترمه؟! فعفوا جدا.. جدا!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية