المأزق الإيراني الخطير
هل أصبح النظام الإيراني على حافة الانهيار ويعيش أيامه الأخيرة المعدودة؟ هل سيضر النظام الإيراني بقرار من مرشده إلى العودة السريعة للمفاوضات وقبول صفقة ترامب الإذعانية؟ هل ستلجأ إيران إلى سياسة حافة الهاوية أو الأرض المحروقة عبر تصعيد الحرب الشاملة مع إسرائيل؟
تلك الأسئلة الثلاثة المتداولة بقوة في الأوساط الأكاديمية والإعلامية تعكس أمرًا واحدا فقط، وهو المأزق الإيراني الخطير الذى تعيشه الآن، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية عنيفة كبدتها خسائر فادحة.
في غضون ساعات فقط، اغتالت إسرائيل خمسة من أهم القادة العسكرين لإيران منهم رئيس الأركان، وثلاثة من علماء الطاقة النووية، ودمرت نحو 20 موقعا عسكريا هاما داخل إيران منها قواعد صاروخية، ومنشآت عسكرية للحرس الثوري، ومنشآت لتصنيع الطائرات المسيرة، ومستودعات أسلحة في أماكن متفرقة في إيران.
وفوق كل ذلك، استهدفت الضربات بعض المنشآت النووية الإيرانية، حيث تم ضرب أجهزة الطرد المركزية في منشآة نطنز، وورش التصنيع في منشآة أصفهان، وبرامج اختبار في منشآة بارشين، وتقريبا باقي المنشآت الأخرى تعرضت لهجمات خفيفة عدا منشآة فوردو.
وبخلاف عمق الهشاشة الدفاعية لإيران التي أظهرها الهجوم، والاختراق الأمني والاستخباراتي الفادح لإيران وهو ما أظهره اغتيال القادة العسكرين بجلاء؛ قوضت الهجمات القدرات الهجومية والاستراتيجية لإيران بصورة خطيرة، فحتى الهجمات على المفاعلات النووية من شأنها تعطيل البرنامج النووي ومن ثم تخصيب اليورانيوم وصنع القنبلة الذرية لمدة لا تقل عن ثلاثة أعوام.
وبحسب تقارير استخباراتية هامة، تحتاج إيران لفترة لا تقل عن عشرة أعوام لإعادة بناء قدراتها الدفاعية مرة أخرى، وهذا في ظل انهيار اقتصادي وروح معنوية ضعيفة للغاية، التي كانت تعانى هشاشة بالأساس خاصة على مستوى الدفاع الجوي، وتكنولوجيا الرصد والمتابعة..
إذ أن القوة الصاروخية وهى القوة العسكرية الوحيدة التي تتمتع بها إيران بميزة استراتيجية حيث تمتلك صواريخ باليستية طويلة الأمد قادرة على حمل متفجرات تدميرية ثقيلة؛ أصابتها الضربات الإسرائيلية في مقتل.
جاءت الضربات الإسرائيلية على إيران بموافقة تامة من ترامب لإرسال رسالة واحدة فقط لإيران، أما القبول بالصفقة، أو الحرب الشاملة بمشاركة الولايات المتحدة مباشرة، وذلك بعد استنفاذ ال60 يوما المهلة التي فرضها ترامب على طهران، وحتى أخر يوم من المهلة، لم توافق طهران على شروط ترامب، وتحديدا شرط وضع المفاعلات النووية تحت هيئة رقابية محايدة والسماح فقط بتخصيب اليورانيوم حتى 3% للأغراض المدنية السلمية.
وبالقطع فهمت إيران الرسالة واللعبة معا، واللعبة المخططة بعناية، هي ترك إسرائيل تضرب بصورة منفردة وكأن واشنطن لا تعلم أو لا تريد، مقابل استمرار عرض الإذعان، أو التدخل مباشرة إذا ردت إيران بعنف على إسرائيل، وإيران بدورها تعلم يقينا أن قدرة إسرائيل وحدها على تدمير المنشآت النووية غير ممكنة لأنها لا تملك القنابل الخارقة للتحصينات العميقة التي تملكها واشنطن فقط، كما تستطيع إيران رغم ضعف قدراتها إلحاق أضرار جسمية في عمق إسرائيل.
الشاهد في الأمر، أن إيران قد أدركت تماما أن اللعبة قد انتهت، والحسم الأمريكي الإسرائيلي ماضي لا محالة. وإزاء ذلك أمام إيران ثلاثة خيارات:
الأول -خيار التصعيد القوى (الأرض المحروقة)، بعد ساعات من الضربات الإسرائيلية، وجهت إيران ضربات صاروخية وأطلقت المئات من الطائرات المسيرة على إسرائيل، ألحقت أضرار نوعية أو متوسطة لإسرائيل، والحقيقة أن ذلك يوحى بأن إيران بدأت سياسة الأرض المحروقة.
الرد الإيراني القوى نسبيا كان متوقعا بعد ما لحق بها من خسائر فادحة، لكنه على الأرجح يندرج في إطار حفظ ماء الوجه، أو استمرار الضغط لتحسين موقفها التفاوضي. لكن على كل الأحوال حتى ولو كان بنية الاستمرار في التصعيد، فإيران تعلم يقينا أن الولايات المتحدة من ورائها بعض الدول الأوروبية ستدخل بسرعة وتجهز على ما تبقى من قدرات لإيران، وليس مستبعدًا إسقاط النظام نفسه، خاصة وأن إيران في أضعف جاهزيتها العسكرية.
الثاني- ضربات محدودة مع تحريك وكلائها ضد إسرائيل مع دعم دبلوماسي ولوجستي من حلفائها روسيا والصين، وهذا السيناريو مستبعدا بشكل كبير، بسبب حالة الانهيار للوكلاء، حيث صرح حزب الله على سبيل المثال أنه لن يتدخل في المعركة الحالية، والحلفاء بدورهم وهذه حقيقة قد يرغبون سرًا في تدمير البرنامج النووي لأن الدول عموما لا تحبذ أن يكون جيرانها نوويين حتى ولو كانوا أقرب الحلفاء. وفوق كل ذلك، فإن واشنطن في مرحلة الحسم ولن تصبر كثيرًا على استمرار أسلوب إيران التقليدي في المناورة والمماطلة.
الثالث- وهو المرجح- الرضوخ التام لترامب أو التخلي التام عن البرنامج النووي مقابل الحفاظ على النظام، ودون خوض تفاصيل كثيرة، يدعم هذا السيناريو الضعف والإنهاك الشديد لإيران، وتصميم واشنطن وتل أبيب الراسخ على تدمير البرنامج..
وهنا يجب الإشارة أن فرص إيران لتسريع تخصيب اليورانيوم خلال شهر كما كان يزعم عادة لأجل تقوية وضعها أمام إسرائيل أو الضغط في المفاوضات، أصبحت شبه مستحيلة بعد تدمير بعض المفاعلات وتعطيل الأخرى عبر هجمات سيبرانية.
في التقدير الأخير، نرى أن فرص إيران باتت شبه معدومة إذ لم يتبقى لها وقت كثير حتى تحسم أمرها إما الحفاظ على النظام أو الحرب الشاملة، ونرى أن إيران ببرجماتيتها المعهودة قد تعيد النظر في الأمر، حيث سترى إمكانية في تحويل نفسها لحليف لواشنطن وفك عزلتها والحفاظ على نظامها مقابل التخلي عن البرنامج.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
