عودة الجنيه!.. اقتصاديون: ارتفاع سعره أمام الدولار  مؤشر إيجابي.. و3 شروط لاستمرار الانتفاضة.. تحويلات المصريين بالخارج والسياحة وراء الانتعاشة

من قاع الأزمة إلى موجة التفاؤل.. الجنيه المصرى يحقق انتعاشة مفاجئة فى سوق الصرف، ليتراجع سعر الدولار لأقل من 50 جنيها للمرة الأولى منذ أشهر، لكن هذه “الانتفاضة” تطرح سؤالا مصيريا، هل بدأ الاقتصاد المصرى يستعيد توازنه بالفعل، أم أن هذه مجرد هدنة مؤقتة بفعل تدفقات دولارية ظرفية؟

فى الأيام الأخيرة، تحول سعر الصرف إلى حديث الشارع المصري، فبعد موجة تضخم طاحنة وارتفاع جنونى فى أسعار السلع المستوردة، جاء تراجع الدولار ليعيد الأمل فى انفراجة قريبة، لكن الخبراء يقسمون المشهد إلى فريقين، الأول يرى فى هذه الخطوة مؤشرا إيجابيا يعكس عودة الثقة، وآخر يحذر من الانسياق وراء التفاؤل المبكر، مؤكدًا أن المعركة الحقيقية تبدأ بتحويل هذه المكاسب إلى إصلاحات هيكلية دائمة.

إلى ذلك يقول الخبير الاقتصادى وليد جاب الله، إن ارتفاع سعر الجنيه أمام الدولار هو مؤشر ايجابى ويعكس قوة الجنيه المصرى  وزيادة إيرادات مصر الدولارية، وتحسن القوى الشرائية للجنيه المصرى ولكن لا يجب أن نبالغ فيه مثلما لا نريد أن نبالغ إذا عاد الدولار إلى الارتفاع مرة أخرى، مضيفًا لـ فيتو: سعر صرف الجنيه مرن أمام الدولار والعملات الأخرى ويقبل الزيادة والانخفاض، وفيما يتعلق بالتراجع نحن أمام تراجع يدخل فى إطار الذبذبة المتعلقة بالارتفاع والانخفاض فى مجراها الطبيعى لم نشهد تراجعا كبيرًا ليصل إلى 40 جنيها أو أقل من ذلك ولكن هذا التراجع هو مؤشر إيجابى ولكن أيضا إذا عاد فى الإرتفاع إلى 51 جنيها أو إلى ما يجاوز 50 بقليل فلا يجب أن يشعرنا بالذعر هذا الأمر فهو أمر طبيعي.

وأوضح أن فكرة أن تقوم الحكومة بالبناء عليه هى بتقوم بالفعل بالكثير من الإجراءات المتعلقة بتشجيع السياحة والدفع بالقطاع الصناعى لزيادة الصادرات للخارج ومحاولة تطوير والزيادة فى نمو قطاع البترول والغاز وقطاع الثروة المعدنية وغيرها من القطاعات فى نموذج تنمية متوازن  تقوم به الدولة المصرية، مشيرا إلى أن نزول سعر صرف الجنيه أمام الدولار إلى أقل من 50 جنيها هو شيء طيب ولكن لا نريد المبالغة فى فى هذا التراجع ولكن يمكن ان نأخذه إنه خطوة تضاف إلى مجموعة خطوات إيجابية نعيشها فى هذه المرحلة منها السيطرة على التضخم وتحقيق معدلات نمو جيدة وأيضا تحقيق معدلات جيدة فى مجال البطالة وغيرها.

من جانبه قال محمد فؤاد الخبير الاقتصادي، إن تراجع الدولار دون الـ50 ليس دليل قوة اقتصادية بقدر ما هو انعكاس لتدفقات ظرفية hot money، تحويلات، قروض ومنح أو ما يمكن الاطلاق عليه دخل تمويلى أو ريعى all rent-based، فى ظل مرونة سعر الصرف، هذه التدفقات ترفع الجنيه مؤقتا، لكنها لا تضمن استقرارا طويل الأمد، مضيفا لـ “فيتو”: يجب على الحكومة أن تبتعد عن التعويل على الصفقات السيادية والمنح، وتُركز على إصلاحات هيكلية حقيقية تعزز التصدير والاستثمار المباشر، وتبنى مصادر دائمة للعملة الصعبة، فالاستدامة لا تشترى، بل تبنى، مردفًا: كفانا عويلا لهبوط الجنيه، وكفانا تهليلا لصعوده.

فى نفس السياق.. قال الخبير الاقتصادى الدكتور على الإدريسي، إن الجنيه المصرى شهد انتعاشة مفاجئة خلال الأيام الماضية، حيث تراجع سعر الدولار إلى ما دون الـ50 جنيها، بعد فترة طويلة من الضغوط التضخمية وسوق صرف مضطرب، مضيفًا لـ “فيتو”: هذا التحسن يأتى مدفوعا بعدة عوامل، أبرزها تدفقات دولارية قوية دخلت السوق المصري، على رأسها الاستثمارات الضخمة فى مشروع “رأس الحكمة”، والموافقة الأوروبية على تقديم دعم مالى بقيمة 4 مليارات يورو، إلى جانب استئناف صرف شرائح جديدة من صندوق النقد الدولي.

وتابع: كما لعبت السياحة دورا مهما، مع تسجيل إيرادات قياسية خلال النصف الأول من 2025، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة فى تحويلات المصريين بالخارج، وهو ما عزز من المعروض الدولارى وساهم فى استقرار سوق الصرف، وجعل الجنيه بدأ يستعيد جزءا من قوته بعد أن تنفست الأسواق الصعداء بفضل الإصلاحات المالية والنقدية الجريئة.

وأكد أن التراجع الحالى للدولار، يعكس عودة الثقة فى الاقتصاد المصري، لكنه يتطلب استمرار السياسات المتزنة للبناء عليه وقد يحدث انفراجة تدريجية فى أسعار بعض السلع المستوردة، مشيرا إلى أن التأثير الكامل سيحتاج وقتًا ليظهر فى الأسواق، خاصة أن الأسعار ترتبط أيضا بعوامل محلية مثل تكاليف الإنتاج والنقل، متمنيا أن لا يكون هذا التحسن مؤقتا، وأن يكون تحسنا مستمرا لاستمرار الآثار الإيجابية على الاقتصاد المصري.

ومن جانبه قال الخبير الاقتصادى  الدكتور محمد أنيس: السوق المصرى شهد فى الأيام الأخيرة ما يشبه “انتفاضة” للجنيه أمام الدولار الأمريكي، بعدما سجل الدولار تراجعًا ملحوظا ليكسر حاجز الـ50 جنيها نزولا، فى تطور يعتبره كثيرون غير مسبوق منذ موجات التعويم السابقة، مشيرا إلى أن هذا التراجع يطرح تساؤلات مهمة حول أسبابه، واستدامته، ومدى قدرة الحكومة على البناء عليه اقتصاديا واجتماعيا، مضيفا لـ”فيتو”: السبب الأساسى وراء هذا التراجع هو التدفقات الدولارية الكبيرة التى شهدتها مصر مؤخرا، خاصة بعد الاتفاقيات الضخمة التى وقعتها الحكومة مع مستثمرين خليجيين، وعلى رأسها صفقة رأس الحكمة، إلى جانب موافقة الاتحاد الأوروبى على حزمة الدعم المالى المقدرة بـ4 مليارات يورو، والتى أُعلن عنها مؤخرا كجزء من خطة دعم مصر اقتصاديا ومؤسسيا.

وأضاف أنيس، أن هناك تحسنا ملحوظا فى الاحتياطى النقدى الأجنبى بالبنك المركزي، مع عودة ثقة المستثمرين الأجانب فى سوق أدوات الدين المحلي، مما ساهم فى زيادة المعروض من الدولار مقابل الجنيه، مؤكدا أن استغلال هذا التراجع يجب أن يتم بحذر، مشيرا إلى أن استدامة تحسن الجنيه يتطلب إصلاحات هيكلية حقيقية، وليس مجرد تدفقات وقتية، مطالبا بضرورة توجيه الحكومة هذا الفائض من العملة الصعبة إلى دعم الإنتاج المحلى وتقليل الواردات، لتقوية الجنيه من الداخل وليس فقط من خلال التدفقات الخارجية.

وتابع: ووفقا لبيانات البنك المركزي، فقد سجلت تحويلات المصريين بالخارج قفزة خلال الربع الأول من 2025، لتعود إلى مستويات ما قبل 2022، مما ساهم فى دعم الجنيه بشكل إضافى كما شهد قطاع السياحة موسما قويا، خاصة بعد استقرار الأوضاع السياسية والأمنية، ما أدى إلى تحسن ملحوظ فى ميزان المدفوعات.

كذلك فإن الاستثمارات الخليجية والأجنبية المباشرة التى تدفقت مؤخرا على السوق المصري، سواء فى مشروعات البنية التحتية أو قطاعات الطاقة والتكنولوجيا، لعبت دورا كبيرا فى دعم العملة المحلية.

وتابع قائلا: انخفاض الدولار لا ينعكس فورا على الأسعار، خاصة فى ظل عقود استيراد تمت بأسعار صرف أعلى، ولكن فى حال استمر تراجع الدولار لمدة تتجاوز 3 أشهر، فستبدأ الأسواق فى التفاعل تدريجيا، خاصة فى أسعار السلع المستوردة مثل السيارات، الأجهزة الكهربائية، وبعض المواد الغذائية.

وأشار إلى أن”انتفاضة الجنيه” الحالية قد تكون بداية لانفراجة اقتصادية حقيقية إذا تم استغلالها فى تعزيز الإنتاج، دعم التصدير، وتحقيق استقرار فى السياسات النقدية والمالية وإلا فإنها قد تظل مجرد موجة مؤقتة تخبو سريعا كما بدأت.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.