رئيس التحرير
عصام كامل

بعد أزمة إعلان تريزيجيه، قصة أوبريت الليلة الكبيرة

الليلة الكبيرة، فيتو
الليلة الكبيرة، فيتو
18 حجم الخط

“عودة الفتى الذهبي”.. عنوان فيديو تشويقي صدر منذ أيام قليلة يكشف عن صفقة النادي الأهلي الجديدة، وهي صفقة النجم محمود حسن تريزيجيه، ابن النادي الذي خاض تجربة احتراف ناجحة في أوروبا ليعود في الأخير إلى أحضان بيته السابق، القلعة الحمراء.

الإعلان قدم تريزيجيه من خلال محاكاة لـ “مولد” شعبي به كل التفاصيل الموجودة في الموالد المصرية، من التحطيب والأراجوز و"المراجيح" وغيرها، لكن المولد هذه المرة “صاحبه لم يكن غايب” بل حاضر بشخصه وبصوره واسمه.

وبرغم نشوة الفرح التي ملأت قلوب الجماهير بعودة ابنها إلى البيت من جديد، إلا أن السعادة لم تكتمل، فالموسيقى التي تم استخدامها في خلفية الإعلان كان للأوبريت الشهير “الليلة الكبيرة”، من تأليف الشاعر الكبير صلاح جاهين وألحان الموسيقار الكبير سيد مكاوي، ولأنه تم استخدامها دون الحصول على التصاريح القانونية اللازمة من أصحاب الحقوق أو من يمثلهم قانونًا فقد ثارت أزمة كبرى عادت معها من جديد “الليلة الكبيرة” للواجهة وأصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي.

كما عبرت جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين عن استيائها من استخدام أغنية "الليلة الكبيرة"، من تأليف الشاعر الكبير صلاح جاهين وألحان الموسيقار الكبير سيد مكاوي، في الإعلان الخاص بضم اللاعب محمود حسن “تريزيجيه” إلى النادي الأهلي، وذلك دون الحصول على التصريحات القانونية اللازمة من أصحاب الحقوق أو من يمثلهم قانونًا.

وأكدت الجمعية في بيان صحفي أن ما حدث يُعد إخلالًا بحقوق الملكية الفكرية التي يكفلها القانون المصري والاتفاقيات الدولية، مشددة على أن أعمال المبدعين ليست متاحة للاستخدام التجاري أو الإعلامي دون إذن مسبق من الجهات صاحبة الحق.

وأكدت الجمعية أنها تأسف الجمعية لصدور هذا التجاوز من مؤسسة رياضية كبيرة وعريقة مثل النادي الأهلي الذي نحترمه، وتدعو إدارة النادي إلى اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة والتواصل مع الجهات المعنية بحقوق العمل الفني.

كما تؤكد الجمعية أنها ستتخذ الخطوات القانونية المناسبة لضمان حفظ الحقوق، مع التأكيد على حرصها الدائم على التعاون مع جميع المؤسسات بما يضمن احترام الإبداع والمبدعين في مصر

ما هو أوبريت الليلة الكبيرة؟ 

الليلة الكبيرة  يا عمي والعالم كتيرة.. مالين الشوادر يابا من الريف والبنادر”.. “مع السلامة.. مع السلامة.. مع السلامة يا ابو عمة مايلة”.. “تعالى لالي اللاي اللالي يا حبيبي تعالى لالي".. “يا أم المتطاهر رشي الملح سبع مرات.. في مقامه الطاهر خشي وقيدي سبع شمعات”.. مقاطع يحفظها الجميع عن ظهر قلب.. ولم لا؟ فهي جزء من عمل فني كان يعرض بصورة دورية على شاشات التليفزيون فحفظه الصغار ووقع في حبه الكبار.. إنه أوبريت الليلة الكبيرة.

والليلة الكبيرة هو أوبريت العرائس الأشهر والأبرز مهما مرت السنوات، ليس فقط لأنه واحدًا من الكلاسيكيات المسرحية سواء داخل مصر أو خارجها، ولكن لأنه إبداع خالص يمكنك السفر من خلاله في رحلة إلى أجواء المولد الشعبي بتفاصيله من خلال عرائس الماريونيت، التي كان يحركها صلاح السقا رائد فن تحريك العرائس في مصر، فتتعرف من خلاله على العمدة والمصوراتي والأراجوز بصوته الحاد وشجيع السيما “أبو شنب بريمة”، والمنشد وبائع الحمص وغيرها من الشخصيات التي بثت فيها كلمات العبقري صلاح جاهين الروح، وزينت موسيقى الموسيقار الراحل سيد مكاوي حركاتها فجعلتها تبدو شخوص حقيقية. 

فيقدم الأوبريت الليلة الختامية لمولد ولي من أولياء الله الصالحين، مع استعرض شخصيات من قلب المولد، ولقد كانت اللمسات السحرية للفنان التشكيلي ناجي شاكر مصمم العرائس سببًا في أن تظل شكل عرائس الأوبريت ساكنة في الوجدان، حيث أنه تعمد أن يبرز الجماليات التشكيلية للعروسة وتعمد كذلك أن تكون ملامحها ثابتة أما حركات الأجساد والفكوك تكون ميكانيكية وبالرغم من أن العرائس طالتها الانتقادات في البداية لشكلها الحداثي إلا أنها لاقت استحسان فيما بعد كما أن اللحن والكلمات أضافا لها ومنحاها روحًا أقرب إلى البيئة الحقيقية.

كيف كانت بداية “الليلة الكبيرة”؟

ولقد خرج الأوبريت في بدايته من الإذاعة في مرحلة الخمسينيات عبر لوحة غنائية للثنائي جاهين ومكاوي، وبالتحديد عام 1958 كصورة غنائية مدتها 8 دقائق أخرجها عباس أحمد، وجاء وحي الكلمات لصلاح جاهين بمنزله في حي السيدة زينب، تزامنًا مع الليلة الكبيرة لمولد “أم هاشم”، وتحولت الفكرة إلى أوبريت بفضل ناجي شاكر، أول رعيل المتدربين المصريين على فنون عروض العرائس على يد خبيرات عرائس رومانيات استقدمتهم الدولة للتمهيد لافتتاح مسرح للعرائس بمصر، فبعدما استمع ناجي إلى الصورة الغنائية ذهب إلى صلاح جاهين لتحويلها إلى أول مسرحية عرائس مصرية خالصة تبلغ مدتها 40 دقيقة.

ولقد سافرت فرقة مسرح القاهرة للعرائس للمشاركة بـ “الليلة الكبيرة” في المهرجان الدولي الثاني لمسرح العرائس في بوخارست، وذلك في سبتمبر 1960، وحازت على الجائزة الثانية في المهرجان في “تصميم العرائس والمناظر”، ولقد تم تقديم أوبريت الليلة الكبيرة لأول مرة على المسرح بمصر في مايو عام 1961، وصور بالنسخة التي تم عرضها على التلفزيون المصري مرارًا وتكرارًا ليصبح جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة أجيال عدة.

ما سر نجاح الليلة الكبيرة؟

وبالرغم من مرور سنوات طوال على عرض الأوبريت وسنوات أطول على عرضها على التليفزيون إلا أنه لا يزال “أيقونة” وهناك أسباب كثيرة ومتعددة لهذا، لعل أبرزها أن مبديعها كانت لديهم مواهب أصيلة كما أنهم كانوا حريصين على التواجد في قلب حياة المصريين الحقيقية، لا يكتفون بالتخيل أو الملاحظة بل بالمعايشة الحقيقية للواقع.

فصلاح جاهين كان يجلس على المقاهي الشعبية ويحضر الموالد ويطوف في كل “شبر" بالمحروسة، أما المبدع سيد مكاوي فقد مارس مختلف أنوع الغناء ومع الخبرة الفنية والحياتية في قلب مصر أصبح له بصمته الخاصة، أما ناجي شاكر فكان فنانًا شغوفًا وعاشقًا لما يعمل وكان كذلك حريصًا على إبداع عرائس بلمسات مصرية خالصة، وبالتالي خرج “الليلة الكبيرة” مستحضرًا الروح الشعبية المصرية وكانت “فاتحة خير" لجاهين ومكاوي ليستمرا في مسيرتهما الناجحة.

 

كيف كانت “الليلة الكبيرة” مصدر إلهام للفنانين؟

ولأنه عمل فني أصيل أعيد تقديمه أكثر من مرة في قوالب فنية مختلفة ومتعددة، فعلى سبيل المثال قدمها الفنان محمود شكوكو غنائيًا عام 1971، وفي 2001 تم تقديم عرض باليه في دار الأوبرا المصرية مستلهمًا الأوبريت الشهير، ولا يزال يعرض حتى يومنا هذا في أكثر من مناسبة وفي أكثر من قالب فني.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية