رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

الفنان الحقيقي هو من يحمل الخير لمجتمعه.. ألا تفهمون؟!

18 حجم الخط

 لا جدال أن الفن المصري بصفة عامة والتمثيل بصفة خاصة لعب أدوارًا مهمة في حياة المجتمع عبر التاريخ، حينما كان هناك مفهوم صحيح وحقيقي للفن وللفنان الملتزم بقضايا مجتمعه، المهموم به، المثقف الواعي، الذي يبحث عن صناعة التاريخ والخلود ولا يلهث وراء المادة ومن يمنحها له وبأي ثمن دون النظر لأي اعتبارات أخرى فنية أو أخلاقية كانت!


فبالتأكيد قد أصاب مفهوم الفن الحقيقي في السنوات الأخيرة كثير من اللغط وعدم وضوح الرؤية والضبابية، في ظل طغيان محدودي وعديمي الموهبة والثقافة على الساحة الفنية.


ففي المجتمعات المتقدمة يعتبر كل من يطلق عليه لقب فنان أنه من يحمل الخير والتنوير لكل أفراد المجتمع، وأنه بما يتمتع به من موهبة وثقافة ورؤية شاملة مستقبلية منتظر منه أن يحاول طرح حلول لمشاكل مجتمعه من خارج الصندوق بكل شفافية وتجرد.. ولهذا على المجتمع أن يعطيه اهتماما وتبجيلًا وتقديرا خاصًا قد لا تحظى به أغلب طوائفه وفئاته.  

 

النجوم والفن الحقيقي

 وهنا يلح بقوة علينا تساؤلا مهما، هل يتمتع نجوم وفنانو الأجيال الحالية في مصر بهذه المواصفات الرفيعة التي ذكرناها؟ هل يعرفون تماما معنى الفن والفنان الحقيقي وهل يدركون الدور الذي يجب أن يضطلع به في المجتمع؟! خاصةً في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها المجتمع والوطن كله على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والأخلاقية.


في الحقيقة أشك في ذلك تمامًا، فللأسف الغالبية العظمى من فناني ونجوم الجيل الحالي بعيدون بالكلية عن هذا المفهوم ولا يضعون أمام أعينهم سوى جمع المال وتغليب المادة، والشهرة والنجومية على أي اعتبارات أخرى.

 

أجيال ذهبية

 أزعم أن الأجيال السابقة من نجوم فن التمثيل في العصر الذهبي للفن خلال حقبتي الخمسينيات والستينيات وبعضا من السبعينيات والثمانينيات، كان يدرك معظمهم رسالة الفن والفنان وواجبه نحو مجتمعه، وهو ما تعكسه عشرات الأفلام والمسلسلات بعد ظهور التليفزيون مطلع الستينيات، ذلك لما تمتعت به هذه الأجيال من موهبة وثقافة ورؤية وكاريزما وخيال.


ساعدهم في ذلك المناخ الثقافي والفكري والاجتماعي الثري الذي كان سائدا آنذاك، بوجود كتاب وأدباء عمالقة بمؤلفاتهم الراقية أمثال نجيب محفوظ، يوسف السباعي، طه حسين، إحسان عبد القدوس، يوسف إدريس وغيرهم.


هذا فضلا عن توافر كتاب سيناريو كبار مثل علي الزرقاني، محمد أبو يوسف، عبد الحي آديب، ثم وحيد حامد وبشير الديك وغيرهما مع مخرجين أصحاب رسالة ورؤية مثل صلاح أبو سيف، كمال الشيخ، عز الدين ذو الفقار، عاطف سالم، حسين كمال، ثم عاطف الطيب، محمد خان، داوود عبد السيد، على عبد الخالق ثم شريف عرفة بعد ذلك وكذلك منتجين عاشقين للسينما أمثال آسيا، رمسيس نجيب، حلمي رفلة.


وعلى مستوى التمثيل وجدنا نجوم يسيرون في نفس الاتجاه يتمتعون بالموهبة والثقافة والرؤية والكاريزما ومن ثم كان تأثيرهم إيجابيا كبيرا، منهم نجيب الريحاني، يوسف وهبي، حسين صدقي، أنور وجدي، فريد شوقي الذي تسببت بعض أفلامه في تغيير قوانين هامة مثل جعلوني مجرما وكلمة شرف.. 

وفاتن حمامة وشادية وماجدة التي أنتجت ولعبت بطولة فيلم جميلة عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد فكان له أثر كبير على ثورة الجزائر ضد المستعمر الفرنسي، وسعاد حسني والأمثلة عديدة على هذه النوعية من النجوم الحقيقيين، حتى الوصول إلى جيل الثمانينيات، أخر الأجيال الملتزمة الذين أثروا الفن يتصدرهم نور الشريف، عادل إمام، أحمد زكي، محمود عبد العزيز، نبيلة عبيد، نجلاء فتحي.


وهذه الأجيال العظيمة كانوا محظوظين تماما بتوافر كل عناصر النجاح والتميز لهم كما أشرنا من قبل، ولكن هذا لا ينفي أنهم كانوا مختلفين كليًا عن الأجيال التالية والحالية بموهبتهم وثقافتهم ورؤيتهم ووعيهم ومن ثم سطروا تاريخًا بأحرف من نور.

الفلوس على حساب المضمون

عكس معظم نجوم الأجيال الحالية الذين همهم الأول والأخير زيادة أرصدتهم في البنوك بأي ثمن وطريقة، وعن طريق أي شخص أو جهة حتى لو كان ذلك بتقديم تنازلات خطيرة فنية أو أخلاقية قد تسيء إلى مجتمعهم ووطنهم.. 

وهو ما حدث في الفترة الأخيرة ولعل فيلم ولاد رزق 3 وفيلم النونو الذي كان سيلعب بطولته الفنان أحمد حلمي، قبل أن تتراجع هيئة الترفيه السعودية عنه تحت ضغط حملة الهجوم عليه من مختلف الفئات عبر وسائل السوشيال ميديا، لدليل واضح على سعي معظم النجوم وراء المال بأي وسيلة!

 


وأعتقد أن مثل هذه النوعية من الأفلام الضارة ستتكرر مستقبلًا ما لم تكن هناك وقفة حازمة من أعلى المستويات في الدولة، وهو ما نبه له بالفعل الرئيس فيما يتعلق بالدراما التليفزيونية في رمضان المنقضي، نتمنى أن يترجم ذلك بشكل إيجابي في الفترة المقبلة ويمتد إلى السينما أيضًا.. 

كذلك لابد من وجود دور أقوى لوزارة الثقافة والرقابة برئيسها الجديد المبدع الكبير الكاتب عبدالرحيم كمال، وأجهزة الإعلام والصحافة والنقابات الفنية، وجماعات الضغط ورواد السوشيال ميديا من المثقفين المستنيرين، ومن نجوم وصناع الفن الحقيقين على قلتهم، ممن يغيرون على الفن المصري وريادته وتاريخه.. كأحد أدوات القوى الناعمة الفاعلة والمؤثرة لمصرنا الحبيبة على مدار التاريخ.. 

والتي تراجعت للأسف بشكل رهيب في السنوات الأخيرة لأسباب عديدة ومتباينة، سبق أن استفضنا في شرحها وتحليلها مرارًا وتكرارا، ما أفقد الوطن قدرا ليس بالقليل من التأثير والفاعلية في محيطه العربي والأفريقي والدولي!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية