الفن وسنينه
سيكو سيكو لا يستحق 175 مليون.. الناس جرى لها إيه؟!
لا شك أن حال السينما في أي دولة يرتبط ارتباطا شديدا بحال تلك الدولة تأثرًا وتأثيرا ويعد انعكاسا
لها، فكلما تطورت هذه الدولة وتقدمت في كافة المجالات الثقافية والفكرية والاقتصادية والتعليمية والسياسية والاجتماعية، كلما انعكس ذلك بشكل إيجابي على السينما بوجه خاص وعلى كافة الفنون بوجه عام..
وشهدت هذه الدولة نهضة وطفرة في السينما كيفا وكما، وقامت السينما بدورها في المجتمع على أكمل وجه، كوسيلة فعالة للتنوير والتعبير عن مشاكل وشواغل وطموحات أفراد المجتمع، بجانب أدوارها الأخرى في الترفيه والتسلية، والعكس صحيح بالطبع، إذا كانت الدولة تعيش فترات وظروف صعبة على كافة المستويات، فطبيعي جدا في هذه الظروف أن تتراجع السينما ويكاد يختفي تأثيرها ودورها الرئيس!
السم في العسل
ومع تراجع السينما كما وكيفا تكون معظم الأفلام التي ينتجها صناعها دون المستوى لا تسمن ولا تغني من جوع، بل يكون ضررها أكبر بكثير من أي فائده لها إن وجدت حتى ولو كانت لمجرد الترفيه، حيث تروج هذه الأفلام لقيم سلبية كالعنف والدماء والجريمة بكل صورها وتحض عليها وتبررها بكل بجاحة، وتهدم منظومة العادات والتقاليد وتستخدم اللون الكوميدي في نشر هذه الموبقات على الطريقة المشهورة 'دس السم في العسل'..
وللأسف معظم هذه النوعية من الأفلام صارت تحصد إيرادات ضخمة وقياسية في السينما المصرية خلال السنوات الأخيرة عبر أفلام مثل ولاد رزق بأجزائه الثلاثة، شقو، أبو نسب، إكس مراتي، سيكو سيكو وهو أحدث هذه النوعية من الأفلام، والذي حصد إيرادات خيالية تجاوزت الـ 175 مليون جنيه حتى الآن وصار في المرتبة الثانية كأعلى الأفلام إيرادا في تاريخ السينما المصرية!
فيلم عادي وقصة مكررة
لأن معظم جمهور السينما كان زمان ومازال حاليا من الشباب مع اختلاف جوهري، أن هذا الشباب في العصر الذهبي للسينما كان من الشباب المثقف المتعلم الواعي، الذي تربى على كتابات العمالقة طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعي وإحسان عبد القدوس، في حين نجد شباب اليوم معظمهم لا يتصفح جريدة ولا موقع إلكتروني ولا يكاد يعرف كبار الأدباء الذين ذكرتهم!
ولا يلجأ إلا إلى مواقع التواصل الاجتماعي وما أخطرها وأضللها كوسيلة واحدة للمعرفة والحصول على المعلومات، ومن ثم يقعون في براثن الكتائب الإلكترونية بسمومها وتوجيهاتها ومعلوماتها الخاطئة والمضللة..
والنتيجة شباب فارغ ومخدر وفاقد البوصلة والوجهة وحسن الاختيار، يقبل على كل ما هو غث ورخيص ويرفض كل ما هو سمين وله قيمة ومقام، ومن ثم نجد أفلامًا من نوعية ولاد رزق وأخيرا سيكو سيكو تحصد أعلى الإيرادات وأفلامًا مثل أهل الكهف والكاهن تفشل فشلا ذريعا في شباك التذاكر ويخسر منتجوها أموالا طائلة.
بداية أسجل اعتراضي الشديد على اسم الفيلم 'سيكو سيكو' والذي اختاره صناعه لأسباب تجارية رخيصة، حيث إنه يرمز في المفهوم العام الدارج إلى شيء من الأمور المحرمة التي من العيب ذكرها صراحة؟! وأعتقد أن هذا الاسم كان من أسباب الإيرادات الضخمة التي جناها الفيلم..
الفيلم عبارة عن قصة مكررة كتبها محمد الدباح عن ابنى العم، سليم -طه دسوقي، ويحيى- عصام عمر، لا تربطهما في الحياة أي علاقة فعلية، يموت عمهما الذي نهب ميراث كل منهما عن والدايهما، وليس له ولد ولا زوجة فيخبرهما محاميه أنه ترك لهما ثروة كبيرة قيمتها 15 مليون جنيه، ولكن المفاجأة الكبرى أن هذه الثروة ليست أموالًا سائلة بل بضاعة من مخدر الحشيش!
فيقرران بلا تردد بيعها لأحد التجار الكبار، ولكن تفشل هذه العملية ويتم قتل هذا التاجر، فيفكر سليم الخبير الماهر في ألعاب الإنترنت، في تصريف هذه المخدرات بطريقة مبتكرة عن طريق الألعاب التي يقبل عليها الملايين من الشباب، وذلك لحصد أموال أكثر بكثير من الثمن الحقيقي لهذه البضاعة..
فكرة الفيلم تروج للجريمة بين الشباب بطرق حديثة مبتكرة، ولا يخلو الحوار من كلمات وعبارات بذيئة، أما عن مستواه الفني فهو عادي جدا وليس متميزا، لمخرج في أول أعماله السينمائية عمر المهندس حفيد الراحل العظيم فؤاد المهندس..
ولا مصروف عليه كثير من الناحية الإنتاجية للمنتج أحمد بدوي، والتمثيل مقبول وإن تميز طه دسوقي أكثر خاصةً في الجانب الكوميدي القليل في العمل رغم أن الفيلم مصنف كوميدي، وباقي الأدوار لم تلفت الأنظار ونمطية لباسم السمرة وخالد الصاوي وتارا عماد وديانا هشام.
باختصار الفيلم عادي جدًا ولا يستحق تماما أن يحصد كل هذه الإيرادات التاريخية التي وضعته في المرتبة الثانية كأعلى الأفلام إيرادا في تاريخ السينما المصرية 'أرزاق'، وهو ما يشير بقوة إلى حدوث اختلال شديد في الذوق العام والمعايير والمقاييس عند جمهور السينما، مرجعه التردي الشديد الذي حدث في كل مجالات الحياة في مصرنا الحبيبة منذ أحداث يناير 2011، والتي تتفاقم للأسف يوما بعد يوم!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
