عمر بطيشة لـ"فيتو": تأثرت بالرعيل الأول من رواد الإذاعة.. دراستي للغة الإنجليزية كان لها دور في مسيرتي.. وهذه حكاية "شاهد على العصر"
عمر بطيشة، مسيرة طويلة من الإبداع على مدى أكثر من نصف قرن.. جمع بين الإذاعة وكتابة الشعر وتعددت برامجه فى الإذاعة منذ عام 1965 ومن اروعها واشهرها برنامج "شاهد على العصر" الذي استضاف فيه الكثير من الشخصيات المختلفة فى كل المجالات، وتم إعادة إذاعته على قناة النيل الثقافية مرتين وما زال للبرنامج مريدين ومحبين حتى الآن، وبمناسبة عيد الاذاعة المصرية الـ 91 التقت "فيتو" بالإذاعى الكبير ورئيس الإذاعة المصرية السابق عمر بطيشة فى حوار عن مشواره وذكرياته الإذاعية.
عن الاذاعة المصرية فى عيدها الـ91 قال عمر بطيشة: جاء إطلاق الاذاعة المصرية فى 31 مايو عام 1934 بعد فترة من فوضى الإذاعات الأهلية وكانت وصلت إلى مرحلة من الفجاجة غير المحتملة وكان المذيعين يسبون بعضهم البعض لأهداف سياسية، لافتا إلى أن الحكومة المصرية حجبت كل هذه الإذاعات ثم عملت فترة صمت كاملة، وقد أطلقت الحكومة بعد فترة صمت الإذاعة المصرية، والإذاعة المصرية جاءت لتنهي فوضى عارمة تسببت فيها الإذاعات الأهلية، مؤكدا أن الإذاعة المصرية ستظل شامخة بعامليها.
أخذت من كل رائد بصمة
وعن بداية عمله بالإذاعة قال عمر بطيشة: كنت اسمع رواد الإذاعة وأتأثر بهم وأتعلم منهم وكان يعجبنى منهم فهمى عمر وطاهر أبو زيد وجلال معوض وسامية صادق ومأمون ابو شوشة وغيرهم كثيرين، عشت فى البداية فترة اجتهاد ووصلت الى هدفى عن طريق الرواد الأوائل مع اضافة بصمتي الشخصية وحاولت اتعلم من كل واحد اجمل مافيه، أخذت عن بابا شارو الدقة الشديدة فى العمل وحسن استخدام أدوات الاستديو والتكنولوجيا الهندسية فى استديوهات الاذاعة، وأخذت من فهمى عمر إجادة الحوار والتركيز على جوهر موضوع الحوار، ومن سامية صادق اتعلمت تشكيلة المنوعات كانت بارعة فى تقديم مائدة منوعات من اطباق المنوعات الشهية على مائدة برامجها خاصة حول الأسرة البيضاء فيها القصة والاغنية ولقطة الفكاهة والحوار والسرد وكل فنون الإذاعة كانت تجمعها فى وجبة واحدة اسمها برنامج المنوعات، أخذت من طاهر أبو زيد الحميمية فى الحوار فكان يدخل تحت معطف كل مسئول يحاوره.

وردا على سؤال حول برنامجه شاهد على العصر قال عمر بطيشة: “هذا البرنامج هو ثمار دراستى للغة الإنجليزية وآدابها كنا ندرس عصور الادب الانجليزى المختلفة فدرست العصر الفيكتورى، عصر تشارلز ديكنز، شكسبير، العصر منهم يشمل 100 سنة أى جيل او جيلين ليس فى الأدب فقط ولكن كان من ناحية الأزياء، العادات، والسلوكيات طرق الكلام، النكت، آداب المائدة أى كل مايمت للحياة بصلة ثقافة حياة، اتعلمت من هذا الموضوع أن كل عصر له سماته وحاولت أن أطبق ذلك على مصر، أيضا تعلمت من كتاب إدوارد لين الرحالة الإنجليزي فى عهد محمد على “طبائع المصريين المحدثين” الذى يلخص فيه مشاهداته ورحلته فى مصر وملاحظات طبائع المصريين.. عشت فى هذا الكتاب بكل جوارحي، وحاولت أن أترجم رؤيته كشاهد على العصر، حبيت اعمل برنامج فيه كل شاهد رحالة يسجل ملاحظاته على عصره، تسجيل شهادة وليس روى تاريخ”.
أعتز بحلقات شاهد على العصر
وأضاف عمر بطيشة: “أعتز بجميع حلقات شاهد على العصر وعلى رأسها حوارى مع الرئيس مبارك وأيضا مع الشيخ محمد متولي الشعراوي والموسيقار محمد عبد الوهاب، وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس ونجيب محفوظ وزكي نجيب محمود ومصطفى أمين، وفاتن حمامة وأنيس منصور ولويس عوض، عملت جهد كبير ولكل مجتهد نصيب فكان نصيبى النجاح الذى جعل دور النشر تصدر سلسلة من شاهد على العصر كانت تنفذ فور صدورها وفى النهاية حصل البرنامج على الجائزة الأولى فى مهرجان الإذاعة عام 1992 كبرنامج الأول على كل الإذاعات العربية، أيضا طلب التلفزيون عرض البرنامج شاهد على العصر وقدمته مرتين من 1990 ــ 1992، وفى 2000 ــ 2012”.
موقف من إلغاء الإذاعات الموجهة
ومن المواقف التى نجح فى فرض رأيه فيها قال عمر بطيشة: “موقفى من قرار إلغاء الإذاعات الموجهة وقد جاء بالإقناع وليس العنف والتشنج فمصر تحتاج هذه القاعدة الجماهيرية الموجودة والموجهة لقارات العالم لدعم مصر سياسيا فى كل القضايا، وكانت الإذاعات الموجهة جسد التواصل بين الموجات القصيرة التى تحولت بعد ذلك على موجات النايل سات خاصة فى وقت بدأت فيه وجود أزمات مالية باتحاد الإذاعة والتليفزيون، أقنعتهم نضحى حتى بمرتباتنا وحوافزنا وتظل الإذاعات الموجهة موجودة كصوت مصر فى الخارج، ومنع قرار الوقف وأثبتت الأيام صحة نظرتى بعد أن اقتنع وزير الإعلام وقتئذ ممدوح البلتاجى بوجهة نظرى وأقنع المسئولين، وما زالت هذه الإذاعات موجودة حتى الآن”.

أما بالنسبة للمواقف التى لا يستطيع نسيانها قال بطيشة: كان الموسيقار محمد عبدالوهاب يخاف التسجيل فى برنامج “شاهد على العصر” وذهبت إليه فى إحدى المرات وطالبته بتسجيل حلقة فى برنامج رمضانى مدتها خمس دقائق فقط، وبخبث شديد تحولت الخمس دقائق لساعة كاملة فى “شاهد على العصر” حيث رصد الظواهر الفنية حوله، وتحدث وقارن بين العصر القديم والحديث، وتحدث عن كافة الظواهر الغنائية والموسيقية التى كانت موجودة حينها، وبعدما انتهينا قال لى عبارة: “يا لئيم” لأنى استفززته وجعلته يتحدث.
أما عن رأيه فى تقديم نجوم الفن والرياضة للبرامج قال بطيشة: وقت كنت رئيسا للإذاعة كنت من أوائل المذيعين الذين استعانوا بالموسيقار عمار الشريعى لتقديم برنامج "غواص فى بحر النغم"، لكن هذا لأنه موسيقىّ متخصص فى مجاله، فاهم بيقول إيه، وعارف المقامات، ويعلم أماكن الجمال فى الأغانى ويعرضها بشكل جميل ومختلف جدًا، المسألة بعد كده بقت سداح مداح، كل فنان بقى له زاوية فى أى قناة من القنوات، وأى راقصة معتزلة، وأى لاعب كرة معتزل بيجيبوه يقدم برنامج، لا دارس إعلام، ولا دخل دورات تدريبية، وغير ملم بقواعد الإعلام الصحيحة.. للأسف الشديد المسائل أصبحت سيئة جدًا، وهذا ما لا أنصح به، لكن إذا كانت الموهبة التى تقدم متخصصة فى مجالها وفريدة، فمن الممكن الاستعانة بها، فأنا مع الاستعانة بالخبرات، لكن متبقاش "سبوبة".

وعن حال الإذاعة المصرية حاليا قال بطيشة: تجتهد فى وسط معركة تنافسية شديدة الاحتدام، معركة الأثير والقنوات الفضائية والإذاعات الدولية والإغراءات السماوية الموجودة، وكثر خير الإذاعة أنها صامدة بإمكانياتها تقريبا المحدودة وسط السماوات المفتوحة الموجودة حاليا، وأنا أعلم أن أجيال المذيعين والمذيعات الحالية يجاهدوا ويتعبوا ويتعرفوا لإثبات وجود الإذاعة، وكم يعانون للحصول على تسجيل مع أحد الشخصيات الهامة او احد المسئولين الذين اصبح لديهم الان سكرتارية ومديرين اعمال ويصعب الوصول اليهم، كان الوضع فى الماضى حينما تقول "أنا من الإذاعة" تُفتح لك الأبواب، وأى نجم كان يتمنى إنه يطلع بالإذاعة، وكانوا يعتبرون الظهور من خلالها شرفا لأى نجم.
الاهتمام باللغة والإخراج
وأضاف عمر بطيشة: أتمنى الاهتمام بالمهنية بعناصرها المعروفة، من لغة وحوار وإخراج وكذلك الاهتمام بالمحتوى، حتى تستعيد مكانتها بين وسائل الإعلام التى كانت هى سيدتها إلى وقت قريب، والاهتمام باللغة كتابة ونطقا، وكذلك الحوار وإجراء حوارات مع ضيوف مختلفين، والاهتمام بالإخراج.
اكتفى بالمراقبة والكتابة على صفحتى
وردا على سؤال أخير أين عمر بطيشة الان ولماذا الابتعاد؟ قال: المجتمع اصبح وضعه مختلفا فى كافة المجالات، أكتفى حاليًا بسماع البرامج ولا أفكر فى عمل برامج فى الوقت الراهن، فقد قدمت مشوارى على خير، واكتفى بالمراقبة لكنى اكتب ما ارغبه على الفيس بوك، حياتى أشبه بنتيجة حائط تظهر عليها كل الشهور، ولأننى أتمتع بذاكرة قوية فأنا أحن، لكل ما فات منذ الطفولة فى دمنهور حتى اللحظة الراهنة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
