رئيس التحرير
عصام كامل

أوكرانيا وحيدة على جبهة المواجهة.. أوروبا تدعم روسيا في حربها ضد كييف عبر مليارات النفط.. وقرارات الولايات المتحدة تزيد الأوجاع

رئيسا روسيا وأوكرانيا
رئيسا روسيا وأوكرانيا
18 حجم الخط

في أعماق الشتاء الطويل، حين يطغى البرد على الذاكرة، وتصبح الحقيقة مزيجا من الصقيع والخوف، تقف أوكرانيا وحيدة على جبهة مواجهة لا تنتهي، خنادقها متجمدة، مدنها محطمة، واقتصادها على شفير الانهيار، في حين ترتفع حرارة المفاوضات في بروكسل وواشنطن، ليس لإرسال مزيد من السلاح أو الدعم، بل لمناقشة أسعار الغاز، أما روسيا، فتمضي في حربها مدفوعة بعوائد نفطية تضخ من خزائن الأوروبيين أنفسهم.

لقد دخل الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الرابع، ومع مرور الوقت، تتكشف صورة قاسية، أوروبا، التي رفعت شعارات الدعم، وفرضت عقوبات على الكرملين، لا تزال حتى اليوم تشتري كميات ضخمة من الغاز والنفط الروسيين.

 في الواقع، تظهر بيانات مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (CREA) أن روسيا حققت أكثر من 883 مليار يورو من صادرات الوقود الأحفوري منذ فبراير 2022، منها 209 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي وحده.

هذا الرقم يتجاوز بثلاثة أضعاف قيمة المساعدات التي قدمها الغرب لأوكرانيا في نفس الفترة، ما يطرح سؤالا صارخا، هل دعمت أوروبا موسكو أكثر من كييف دون أن تقصد؟

دعم مزدوج بوجهين

الولايات المتحدة وبريطانيا فرضتا حظرا صريحا على واردات النفط والغاز الروسية، لكن الاتحاد الأوروبي اتخذ موقفا أكثر ليونة، اكتفى بحظر الشحنات البحرية من النفط الروسي، وأبقى على خطوط الأنابيب مفتوحة، حتى بعد قطع أوكرانيا لخطوط العبور في يناير 2025، استمرت بعض الدول مثل المجر وسلوفاكيا في استقبال الغاز الروسي عبر تركيا، التي بدورها أصبحت بوابة خلفية لصادرات موسكو.

في يناير وفبراير من هذا العام فقط، ارتفعت واردات أوروبا من الغاز الروسي عبر تركيا بنسبة 26.7% مقارنةً بالعام الماضي، ولا تزال نصف صادرات الغاز الطبيعي المسال الروسي توجه إلى الاتحاد الأوروبي في تجاهل واضح للعقوبات.

ثغرات قانونية ومصافي غسيل النفط

ليس الغاز فقط، بل حتى النفط الروسي يجد طريقه إلى أوروبا، عبر ما يعرف بـ"ثغرة التكرير"، ترسل روسيا نفطها إلى مصافٍ في تركيا والهند، حيث يخلط مع أنواع أخرى ثم يُباع كمنتج "غير روسي" إلى أوروبا. وفقا لتقارير CREA، استخدم ما قيمته 6.1 مليار يورو من الخام الروسي في هذه العمليات، ما يوضح كيف أصبحت القوانين وسيلة للالتفاف على العقوبات بدلًا من فرضها.

رغم تصاعد الاحتجاجات من نشطاء ومنظمات مثل "غلوبال ويتنس"، لم تُدرج واردات الغاز الطبيعي المسال ضمن العقوبات الأوروبية الأخيرة، التي صدرت في حزمة "العقوبات رقم 17". وكل ما فعله الاتحاد هو تقديم "خريطة طريق" للتخلي عن الغاز الروسي  بحلول عام 2027.

واقع أخلاقي هش

تقول ماي روزنر، من "غلوبال ويتنس": نحن في موقف عبثي... نمول المعتدي ونمول ضحيته في نفس الوقت. هذا التناقض الأخلاقي يعكس عمق أزمة الغرب، الذي يرفع شعار دعم الديمقراطية بينما يُغذّي خزائن موسكو.

الناشطون ليسوا وحدهم من يدق ناقوس الخطر، فلاديمير ميلوف، نائب وزير الطاقة الروسي السابق، يرى أن الغرب يملك القدرة على وقف تدفق أموال النفط إلى بوتين، لكن الإرادة مفقودة. 

ويضيف: "كل المطلوب هو تنفيذ العقوبات الموجودة فعليًا بصرامة، خصوصًا سقف أسعار النفط، لكنه حتى الآن غير فعّال".

ترامب والناتو... نهاية اللعبة؟

الحديث عن تخلّي الغرب عن أوكرانيا لا يقتصر على الاقتصاد فقط، بل يمتد إلى السياسة، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بأن أوكرانيا "لن تنضم أبدًا للناتو"، واقتراحاته بوقف توسع الحلف نحو روسيا، أثارت قلقا في كييف وأعطت إشارات مقلقة لموسكو.

ترامب يروّج لفكرة "السلام عبر خفض أسعار النفط"، وهو اقتراح يراه الخبراء مجرد وهم، نظرًا لهيكل السوق العالمي، روسيا، التي تملك تكلفة إنتاج منخفضة، ستتضرر بدرجة أقل بكثير من المنتجين الآخرين، بل وربما تستفيد من اضطراب السوق.

عزلة أوكرانيا... وعزيمة روسيا

في الوقت الذي تعاني فيه أوكرانيا من نقص الدعم الغربي، تتزايد صادرات الغاز الروسية، وتتحول العقوبات إلى رماد بيروقراطي لا يغيّر شيئًا على أرض الواقع. روسيا، رغم الخسائر، لا تزال تموّل حربها بقوة.

بهذا المشهد، تظهر أوروبا وكأنها تعيش ازدواجية غريبة، تدين الغزو، تدعم الضحية، لكنها تشتري من المعتدي، وفي هذا التناقض، تدفع أوكرانيا الثمن وحدها بالدم والدمار.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية