أبواب الجحيم فى ليبيا.. الحكومة تتعامل مع الموقف بـ«سياسة النفس الطويل».. الشريف: الاشتباكات تؤكد هشاشة الوضع الأمني..السلاك: استمرار الفوضى يهدد الوحدة الجغرافية للبلاد
فجر حادث اغتيال عبدالغنى الككلي، المعروف باسم غنيوة، قائد ما يسمى «جهاز دعم الاستقرار»، وأحد أبرز قادة المليشيات فى غرب ليبيا، الأوضاع فى العاصمة طرابلس. لم يكن هذا الحدث مجرد حادث اغتيال لشخصية ليبية بارزة فى عالم الميليشيات المتناحرة، بل هزة عميقة طالت جوهر التوازن الهش الذى حافظ على حالة “اللاحرب واللا سلم” فى البلاد، لكن سرعان ما تجاوزت الاشتباكات التى اندلعت فى طرابلس عقب مقتل الككلى طابع الصراعات التقليدية لتتحول إلى مواجهة شاملة بين جماعات محسوبة على أطراف متنافسة داخل منظومة السلطة التى يقودها عبد الحميد الدبيبة فى طرابلس، وتحديدا بين فصيل الككلى واللواء 444 المتمركز فى مصراتة.
لم يتوقف النزاع عند هذا الحد بل تطور بعد مقتل رجل أمن خلال محاولة متظاهرين اقتحام مقر الحكومة الليبية فى طرابلس للمطالبة برحيل حكومة الدبيبة، مما دفع 6 وزراء ونواب من حكومة الدبيبة إلى تقديم استقالاتهم.
واليوم تبرز العاصمة «طرابلس» كمركز ثقل للتوترات والتحولات فى الغرب الليبي، والتى تفتح الباب واسعًا أمام سيناريوهات متباينة لمستقبل الصراع فى هذه الرقعة الجغرافية المتداخلة سياسيًا وأمنيًا.
وعن سبب عودة الصراع وتصاعد الاشتباكات المسلحة فى مناطق مختلفة من جنوب وغرب ليبيا، قال محمد فتحى الشريف، رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات، إن الاشتباكات المتكررة التى تشهدها المنطقة الغربية فى ليبيا، خاصة بين التشكيلات المسلحة فى مدن مثل الزاوية وطرابلس، تؤكد هشاشة الوضع الأمنى وغياب سلطة مركزية قادرة على ضبط السلاح وفرض الاستقرار، مضيفًا: الأحداث الأخيرة ليست سوى حلقة جديدة فى مسلسل الفوضى المستمر منذ سنوات، كما إن اعتماد الحكومات الليبية المتعاقبة على توازنات مرحلية وتحالفات مع جماعات مسلحة خارجة عن إطار الدولة، قد ساهم فى تعميق الأزمة وعرقلة مسار بناء مؤسسات الدولة.
وتابع: “هذه الاشتباكات المتكررة تكشف فشل الجهود السابقة فى تفكيك التشكيلات المسلحة أو دمجها ضمن مؤسسات الدولة الرسمية”، داعيًا إلى ضرورة مراجعة جادة من قبل المجتمع الدولى والبعثة الأممية لآليات التعامل مع الملف الليبي، وفرض آليات أكثر صرامة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحظر السلاح، والدفع نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية تفرز سلطة موحدة.
ولفت إلى أن تكرار المواجهات فى مدن استراتيجية مثل الزاوية وطرابلس يُبرز هشاشة الوضع الأمني، ويؤكد فشل الجهود السابقة فى دمج المقاتلين ضمن مؤسسات الدولة أو تفكيك هذه التشكيلات المسلحة بشكل فعال.
وحول تأثير هذه الصراعات على استقرار ليبيا، قال إن البلاد تشهد حالة ممتدة من الفوضى منذ إسقاط نظام القذافي، إذ لم يتوفر آنذاك جيش وطنى حقيقي، بل ظهرت كتائب عسكرية مناطقية تمثل السيطرة فى مناطق متعددة من ليبيا، مبينًا أن هذه الكتائب المسلحة تمتلك موارد اقتصادية وتحالفات خارجية وامتدادات قبلية، ما ساهم فى ترسيخ حالة السيادة المتعددة، التى يصعب معها إدارة الدولة بشكل سليم.
ومن جانبه قال عثمان بركة، المحلل السياسى الليبى والعضو بالجبهة الشعبية لتحرير ليبيا، إن ليبيا لم تخرج من الصراع منذ سنة 2011، والسبب فى ذلك هو الدول الكبرى فى العالم التى دمرت البلد من خلال الجماعات المسلحة خارج القانون، مضيفا: الصراع القائم جزء من مشروع الشرق الأوسط الجديد الذى فشل فى بداية هذا القرن وهناك مسعى جديد لإعادة من جديد وفيما سبق يقال، إن الدولة يمكنها استيعاب الجماعات المسلحة، واليوم الجماعات هى التى استوعبت الدولة بالإجرام والفساد وأكد المشهد الليبى لا يختلف عن المشاهد التى سبقته من العراق إلى اليمن إلى سوريا من حيث التدمير الممنهج.
ووصف محمد السلاك المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي، تطور الأوضاع فى ليبيا بأنه يعكس هشاشة المعادلة الأمنية فى العاصمة طرابلس بشكل خاص، نتيجة قيام تحالفات غير مستقرة بين تشكيلات مسلحة تعاظم نفوذها فى الفترة الأخيرة وشابها الفساد والرشوة ورغم ما تشهده العاصمة الليبية من توترات إلا أن حكومة الدبيبة تتعامل مع الموقف من مبدأ سياسة النفس الطويل معتقدة بذلك أنها ستتمكن من احتواء المشهد الغاضب كما حدث سابقًا.
وحمل السلاك المجتمع الدولى مسئولية ما يحدث، كونه منح الشرعية لحكومة تنكرت لمبدأ حماية المدنيين، بالإضافة إلى أنها فتحت أيضًا النار عليهم بينما العالم يلتزم الصمت، مشيرًا أن الحل لن يأتى إلا عبر إرادة دولية موحدة تضغط لتسوية شاملة.
كما شدد على ضرور بناء جيش موحد وخطة لجمع السلاح لاستعادة دور الدولة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
