رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة نمبر ون

18 حجم الخط

منذ عقود طويلة، لا تكاد تخلو ساحة الفن المصري من محاولات لتصنيف أفضل ما قدم في عالم السينما والدراما، قوائم عديدة أعدت واستطلاعات رأي أجريت، ومهرجانات وفعاليات خصصت لتكريم الأعمال التي يعتقد أنها الأفضل.. 

بعضها بني على آراء نخبة من النقاد وصناع الفن، وبعضها الآخر استند إلى تفضيلات الجمهور وشهاداته، لكن رغم كثرة هذه المحاولات وتعدد مصادرها يبقى هناك قاسم مشترك بينها.. إنه غياب الإجماع.

 

قد تتصدر إحدى القوائم فيلما معينا بوصفه الأعظم في تاريخ السينما المصرية، بينما لا يظهر هذا العمل أصلا في قائمة أخرى أعدها جمهور مختلف أو لجنة تقييم مغايرة، وقد يحتل مسلسل ما صدارة الترشيحات في استفتاء شعبي، بينما يصنفه النقاد ضمن الأعمال السطحية أو المبالغ في تقديرها، وهكذا يبدو المشهد وكأنه ساحة مفتوحة للاختلاف حيث لا توجد قاعدة واحدة ولا معيار متفق عليه يحدد بوضوح ما هو أفضل عمل فني.

 

وهنا تبرز المعضلة الحقيقية هل يمكن فعلا تحديد ما هو أفضل؟ وهل نملك الحق أصلا في أن نقول إن هذا الفيلم أو ذاك المسلسل يتفوق على سواه؟

 

في رأيي الشخصي هذه المعضلة تعود إلى عوامل عدة، أولها اختلاف الأذواق والاهتمامات فالجمال في الفن ليس أمرا موضوعيا يمكن قياسه بمسطرة واحدة، بل هو تجربة فردية تختلف من شخص لآخر، وما يثير الدهشة والإعجاب في نفسي قد يبدو عاديا أو مملا لغيري والعكس صحيح، وهذا لا يعني أن أحدنا مخطئ لا سامح الله أو الآخر على صواب، بل إن الفن ببساطة يعبر عن طيف واسع من الانفعالات والميول.

 

أيضا تختلف مقاييس النقاد عن مقاييس الجمهور فالنقاد غالبا ما ينطلقون من منطلقات أكاديمية وتقنية يراعون فيها عناصر مثل الإخراج والسيناريو وبناء الشخصيات وجودة التمثيل وتوظيف الموسيقى وغيرها من الأسس الفنية التي تدرس وتحلل.. في حين أن الجمهور يميل للحكم على العمل من منظور المتعة والانجذاب العاطفي، ومدى تأثير العمل عليه نفسيا أو ثقافيا أو حتى علاقته بالحنين والذكريات.

 

قد يرى ناقد سينمائي مشهور أن فيلما ما هو تحفة فنية مكتملة الأركان، بينما يعتبره الجمهور ثقيلا أو مملا أو غير مفهوم كما في فيلم المومياء مثلا. وفي المقابل قد يعشق الجمهور مسلسلا شعبيا أو فيلما تجاريا لأنه عبر عن مشاعرهم أو عكس واقعهم أو رسم البسمة على وجوههم، بينما ينظر إليه النقاد بوصفه مبتذلا أو سطحيا.. وكلا الرأيين صحيح ضمن منظوره الخاص.

 

كذلك لا يمكن إغفال تأثير الزمن والسياق على نظرتنا للأعمال الفنية فما يعتبره جيل معين الأفضل قد لا يحظى بنفس التقدير من الجيل اللاحق، والعكس، وقد تتغير نظرتنا لعمل فني مع مرور الوقت فقد نكتشف فيه عمقا لم نكن نراه سابقا أو نعيد تقييمه بناء على خبرات جديدة أو تغييرات اجتماعية وثقافية طرأت على المجتمع.

 

لكن رغم كل هذا الاختلاف والتباين، هناك أمر إيجابي لا يمكن إنكاره، وهو أن عظمة الفن تكمن في تعدد زوايا رؤيته.. إنه المجال الوحيد تقريبا الذي يسمح لنا جميعا بأن نكون على صواب، حتى وإن اختلفنا تماما في التقييم كل يرى العمل بعينه ويشعر به بقلبه ويفسره بعقله وتجربته.

 

لذلك لعلنا لا نحتاج إلى قائمة نهائية تحسم لنا أفضل الأعمال الفنية، بقدر ما نحتاج إلى ثقافة تحتفي بالاختلاف، وتعترف بأن الفن ليس سباقا نحو المركز الأول ومن هو نمبر ون بل هو حوار مفتوح بين الخيال والواقع، بين الفنان والمتلقي، بين المعنى والإحساس.. وفي هذا الحوار للجميع الحق في أن يكونوا طرفا.

 

 

فإذا كان النقاد يكتبون القوائم، والجمهور يصنع الشعبية، فإن الفن في جوهره لا يختصر في ترتيب ولا يحبس في تصنيف.. إنه ببساطة تجربة شخصية جدا ومجال رحب للتعدد لا يعرف الإجماع لكنه يعرف التأثير.. وهذا هو الأهم.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية