صفقات أتلفها الهوى.. إهمال الكشف الطبى قبل التعاقد يهدر ملايين الدولارات.. مصطفى المنيري: إصابات الوتر لا تظهر فى الفحص أو الأشعة، واللاعبون جزء من الأزمة
فى الأيام الأخيرة، شهد الملف اهتمامًا واسعًا، خاصة بعد إصابة المغربى أشرف داري، نجم دفاع الأهلي، فى العضلة الخلفية، وهى الإصابة الرابعة هذا الموسم منذ انتقاله إلى صفوف الفريق قادمًا من نادى بريست الفرنسي.
أشرف دارى غاب عن أغلب مباريات الأهلى منذ بداية الموسم بسبب لعنة الإصابات العضلية، وهو ما مهد الطريق للنادى الأهلى للتفكير جديًا فى فسخ التعاقد معه، والاتجاه إلى التعاقد مع الجزائرى زين الدين بلعيد، خاصة فى ظل عدم الاستفادة من خدمات اللاعب المغربي، الذى ابتعد عن المشهد تمامًا بسبب توالى الإصابات العضلية، مما فتح الباب للحديث عن جدوى الكشف الطبى الذى خضع له، وفى النهاية، لعبت الإصابة دورًا مهمًا فى إبعاده عن الحسابات الفنية.
ولم يكن أشرف دارى وحيدًا فى قائمة طويلة مكتظة بلاعبين لعبت الإصابات المتتالية دورًا فى عدم الاستفادة منهم وجسدت وجود أزمة فى مسألة الكشف الطبي، ولكن تواجد أيضًا وسام أبو علي، مهاجم الأهلي، الذى تعرض للإصابة، تحديدًا فى العضلة الخلفية، أكثر من مرة فى موسم واحد، وغاب أيضًا بسببها عن العديد من مباريات الفريق، وهو ما دفع الجميع أيضًا للحديث عن وجود أزمة فى ملف الكشف الطبى على اللاعبين الجدد فى النادى الأهلي.
أزمة الكشف الطبى داخل النادى الأهلى كشفت أيضًا أمرًا آخر، وهو طول الفترة الزمنية التى يستغرقها اللاعب من أجل العودة وإعلان جاهزيته للمباريات، حيث أصبح فى حكم المؤكد للجميع أن من يتعرض لإصابة عضلية داخل النادى الأهلى يحتاج إلى فترة زمنية قياسية من أجل العودة إلى التدريبات الجماعية. فعلى سبيل المثال، وليس الحصر، احتاج طاهر محمد طاهر، لاعب الأهلي، إلى ما يقرب من ثلاثة أشهر ونصف للتعافى من الإصابة الأخيرة التى تعرض لها فى مباراة باتشوكا المكسيكى فى كأس العالم للأندية، وكانت عبارة عن تمزق جزئى أسفل العضلة الأمامية، وكانت الأزمة الأكبر تعرض اللاعب أثناء تنفيذه برنامجه التأهيلى لإصابة أخرى فى العضلة الخلفية، وهو ما تسبب فى طول فترة ابتعاده عن التدريبات الجماعية والمباريات.
وتضم قائمة الأهلى أيضًا بعض اللاعبين الذين يعانون من إصابات متتالية حتى مع عدم مشاركتهم بشكل منتظم فى المباريات، مثل كريم نيدفيد، الذى حصل على لقب “اللاعب الزجاجي”، بسبب الكم المتكرر من الإصابات العضلية التى تعرض لها طوال المواسم الأخيرة، مما أثر سلبًا على فرصه مع فريقه محليًا وقاريًا.
الأمر لم يكن حاضرًا فقط داخل النادى الأهلي، ولكنه امتد أيضًا إلى نادى الزمالك، حيث يواجه التونسى أحمد الجفالي، لاعب الزمالك، تهمة الإصابات المتكررة، ومعه، اتجهت أصابع الاتهام إلى الجهاز الطبى داخل نادى الزمالك بسبب أزمة الكشف الطبي، وهو ما دفع اللاعب لإصدار بيان عبر “ستوري” منصاته الرسمية يؤكد من خلاله أنه لا يعانى من أى إصابات عضلية مزمنة، وأنه سيكون جاهزًا قريبًا، وأنه لم يواجه أزمة الإصابات العضلية قبل انضمامه إلى نادى الزمالك، قبل أن يخرج الإعلامى التونسى أحمد عدالة مؤخرًا فى تصريحات نارية يؤكد فيها أن أحمد الجفالى لن يشارك فى أى مباراة مع الزمالك حتى نهاية الموسم، دون إبداء السبب فى ذلك، مكتفيًا بتعليق أن “كل شيء سيظهر فى الوقت المناسب”.
الأزمة امتدت أيضًا إلى النادى المصرى البورسعيدى فى وقت سابق، حيث أعلن وقتها إبراهيم حسن، مدير الكرة بالمصرى قبل رحيله، تعاقد النادى مع الكاميرونى فرانك إيتوجا، رغم معاناة اللاعب من مشكلة فى شبكية العين هددت مصيره مع الفريق، مما يعنى عدم خضوعه للكشف الطبى قبل إتمام الصفقة.
وشدد إبراهيم حسن وقتها أيضًا على تعاقد النادى مع النيجيرى أنتونى أكبوتو، رغم تركيبه شرائح ومسامير تؤثر على أداء اللاعب، ليصطدم الجهاز الفنى للفريق الساحلى بتراجع مستوى اللاعب بسبب تلك الواقعة، ويضطر إلى استبعاد اللاعب من حساباته.
كما ضم النادى لاعبًا آخر مصريًا (م. ع)، كان يعانى من أزمة فى عضلة القلب، كادت أن تودى بحياته خلال أحد تدريبات الفريق، لولا تدخل العناية الإلهية، التى أنقذت كافة مسئولى النادى الساحلي.
فيتو اتجهت إلى بعض أطباء الأندية والمنتخبات الوطنية من أجل الوقوف على أزمة الكشف الطبى على الصفقات فى الملاعب المصرية قبل التعاقد معها، وأسباب اكتشاف الإصابات بعد إبرام التعاقدات خلال الفترة الماضية.
٣ فحوصات لازمة
فى البداية أكد الدكتور صلاح عاشور، استشارى التأهيل والعلاج الطبيعي، بالمنتخبات الوطنية ومدير منظومة الطب الرياضى والعلاج الطبيعى بقطاع الخدمات الطبية بوزارة الداخلية أن الأندية المصرية تهدر ملايين الجنيهات بسبب الإهمال فى الكشف الطبي، مؤكدا أن الأندية المصرية لا تقدم أى جديد فى ملف الكشف الطبى على اللاعبين قبل إعلان الصفقات.
أضاف: ما يحدث هنا يحدث فى الخارج، والكل يعلم كيف قام ليفربول ومانشستر سيتى بتقديم الثنائى محمد صلاح وعمر مرموش بعد اجتياز الثنائى الكشف الطبي.
وأوضح: مانشستر سيتى لم يعلن التعاقد مع مرموش سوى بعد اجتياز الكشف الطبى وإعلان الأمر رسميا عبر منصات النادي.
وتابع: العالم كله علم بانضمام مرموش إلى السيتي، ولكن الأخير لم يعلن عبر منصاته الرسمية سوى بعد اجتياز اللاعب الكشف الطبي.
وأوضح: أن أى صفقة جديدة يجب أن تخضع لثلاثة أنواع من الفحوصات الطبية، الأول من الميديكال الممثل فى رسم القلب، والثانى عن كشف بدنى فسيولوجى بجانب القياسات الطبية بجانب فحوصات الموجات الصوتية.
وتابع: هناك جهاز اسمه vo2 max لقياس قدرة الجهاز الرئوى التنفسى ومدى تحمل اللاعب قياسات الأحمال والتدريبات وقدرة اللاعب عاى التعافى من الإصابات.
وأضاف: الجهاز الثانى الذى يجب أن يمر عليه اللاعب هو جهاز أيزو كانيتى لقياس قوة العضلات الخاصة باللاعبين من أجل اكتشاف الإصابات المزمنة مبكرا.
وأوضح أن هناك جهازا ثالثا خاصا بقياس التنبؤ بالإصابات فى الأربطة والغضاريف بشكلها الداخلى اسمه tmg.
وقال إن هناك جهازا رابعا لقياس بصمة القدم من أجل اكتشاف الإصابات المزمنة فى القدم الأنكل فى الرياضيين وأيضا جهاز لقياس الاتزان وعدم الاختلال والتوافق العضلى عند اللاعبين.
وأوضح أن هناك جهازا آخر أيضا لقياس نسبة المياه داخل جسم الرياضيين، وأيضا نسبة العضلات والدهون وأيضا جهاز لوضع الأنظمة الغذائية المناسبة لطبيعة جسم كل لاعب.
وأوضح أن آخر كشف هو كشف نفسى للوقوف على سلوك اللاعبين نفسيا، وأيضا التوافق النفسى وكيفية تحمله الضغوط الجماهيرية.
وقال إن الوحيد الذى نفذ هذا الأمر هو مارسيل كولر حيث طلب ملفا طبيا لكل لاعب، حيث أثبتت الفحوصات أن هناك ١٠٠ لاعب من الأهلى كان فى حاجة إلى ١٠٠ فرش طبى للأحذية، و٥٠٪ من اللاعبين كان فى حاجة إلى رفع كفاءة الجهاز الرئوى التنفسي، ولكن كولر لم يكرر هذا الأمر، حيث يبقى مكلفا للغاية.
إصابات لا تظهر بسهولة
من جانبه، أكد الدكتور مصطفى المنيري، طبيب بيراميدز أن عالميًا، لابد من خضوع اللاعب للكشف الطبى قبل التعاقد رسميًا مع النادي.
وقال مصطفى المنيري: “فى بعض الأحيان، بالرغم من الفحوصات والكشف الطبى الدقيق، إلا أن هناك حالات لا يتمكن الطبيب من التعرف فيها على إصابة اللاعب المزمنة، وهذا الأمر ليس مقتصرًا على مصر فقط، بل يحدث عالميًا أيضًا”.
وتابع المنيري: “هناك بعض الإصابات لا تظهر إلا عند إجراء كشف طبى للاعب داخل الملعب، خاصة الإصابات المتعلقة بالوتر”.
وأكد: “إصابات الوتر لا تظهر فى الفحص أو الأشعة، وعندما ينزل اللاعب إلى الملعب فى أول أو ثانى مباراة، تبدأ الإصابة الوترية فى الظهور”.
وأضاف: “فى أوروبا، يتفادى الأطباء الإصابات الوترية من خلال نظام التأمين الصحى الشامل الذى يغطى كافة الإصابات التى تعرض لها اللاعب. وبالتالي، يكون النادى والجهاز الطبى على علم بسجل اللاعب المرضي”.
وأكمل: “فى حالات عديدة، لا يكون الأمر متعلقًا بالطبيب، بل يعود إلى اللاعب نفسه، الذى قد ينكر أو يخفى تعرضه لعدة إصابات متكررة فى نفس المكان.”
وشدد المنيرى على أن الطبيب يجب أن يلزم اللاعب بالخضوع لكشف طبى داخل الملعب، بالإضافة إلى مراجعة تاريخ مشاركته فى المباريات، والبحث عن أسباب استبعاده منها، وما إذا كان هناك سبب طبى وراء ذلك.
وزاد: “يجب أن يحتوى عقد اللاعب على بند ينص على أنه، فى حالة ثبوت إصابة مزمنة لديه أو وجود تاريخ مرضى مرتبط بإصابته، يُعتبر العقد لاغيًا ويتم فسخ التعاقد رسميًا”.
وأوضح: “من حق طبيب الفريق أن يحدد مدى صلاحية الملعب بالنسبة للاعب، خاصة إذا كان غير مناسب له، مما قد يسبب له الإصابات”.
وأتم: “من أسباب انتشار الإصابات فى العضلة الخلفية هو السهر وعدم التزام اللاعب بالتغذية الصحية، مما يؤثر سلبًا على عضلات الجسم بشكل عام. بالإضافة إلى الأحمال البدنية الزائدة على اللاعبين، أو عدم إنهاء أخصائى العلاج الطبيعى لبرنامج التأهيل بالشكل المطلوب”.
أطباء متخصصون فى الطب الرياضى
من جانبه، أكد عمرو طه، طبيب منتخب 2008، أن كل نادٍ يجب ألا يعتمد فقط على طبيب العظام، بل يجب أن يكون هناك طبيب متخصص فى الطب الرياضي، لكن الأندية لا تعتمد على هذا التخصص فى الأجهزة الطبية، خاصة وأنه لم يحصل عليه جميع الأطباء.
وأضاف: “تكرار الإصابة يحدث لعدة أسباب، أهمها التشخيص الخاطئ، مما يؤدى إلى برامج بدنية غير ملائمة”.
وتابع: “الدليل على الإصابات المتكررة هو التشخيص الخاطئ، وهو ما نلاحظه مع رضا سليم وأشرف داري”.
وشدد: “إصابة على معلول مثال واضح على أهمية التأهيل الطبي، فلماذا لم يعد اللاعب إلى الملعب حتى الآن؟ لابد وأن هناك أزمة فى إنهاء برنامجه العلاجي. الجميع متفق على أن هناك مشكلة بدنية تواجه اللاعب، وهذا هو دور الطب الرياضي، الذى يشمل تأهيل وتغذية اللاعبين، وهو أمر تغفله الأندية”.
وأوضح عمرو طه أن البعض يحمل مخطط الأحمال مسئولية عدم تأهيل اللاعب بشكل كافٍ، لكن الخطأ الحقيقى يكمن فى سوء استخدام مخطط الأحمال. ففى أوروبا، تجد المدرب يحمل “سكرين” فى يده، ويكون هناك شخص بجانبه، وهو مخطط الأحمال، الذى يقيس نبض اللاعب، وسرعته، ومدى حركته فى الملعب.
وأكمل: “فى مصر، لا يوجد تخصص يسمى طبيب الطب الرياضي، بل يُعتبر الجهاز الطبى مجرد جزء مكمل للجهاز الفني، بينما الصحيح أن يكون الجهاز الطبى هو العنصر الأساسي”. وزاد: “تخطيط الأحمال فى مصر بعيد تمامًا عن الجوانب الطبية.”
وأتم: “الملاعب فى مصر سيئة جدًا، خاصة ملاعب الناشئين، حيث تكون صلبة ومليئة بالحفر، مما يتسبب فى كثرة الإصابات فى العضلة الخلفية والضامة”.
من جانبه، قال أيمن زين، طبيب نادى المقاولون العرب، إن اكتشاف إصابة اللاعب المزمنة يعود إلى الطبيب نفسه من وجهة نظره، حيث يجب على طبيب العظام إجراء فحوصات طبية شاملة، تشمل القدم والقلب، بالإضافة إلى كشف طبى فى الملعب.
وتابع: “الإصابات العضلية تحدث نتيجة معالجتها بطريقة خاطئة منذ أن كان اللاعب ناشئًا، إضافة إلى الأحمال البدنية غير المناسبة. فى مصر، تُلعب مباراة كل ثلاثة أيام، على عكس أوروبا، حيث هناك انتظام فى مواعيد المباريات”.
وأتم: “الأزمة ليست فى الملاعب نفسها، فهى ليست السبب الأساسى فى الإصابات المزمنة أو المتكررة لدى اللاعبين، فمثلًا، الملاعب قديمًا كانت سيئة جدًا، ولكنها لم تكن تسبب إصابات كبيرة. كل المشاكل الحالية تأتى من التشخيص الخاطئ ومن الأطباء العاملين فى الفرق”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
