رئيس التحرير
عصام كامل

عمرو موسي: مصر تحديها كبير جدا وأنا من المؤمنين بشعار الجمهورية الجديدة، توقفت عن الإيمان بعبد الناصر بعدما اكتشف أن «البيانات تكذب ومصر مهددة»، وهذا موقف الشعب تجاهي من أغنية "أنا بكره إسرائيل"

عمرو موسي،فيتو
عمرو موسي،فيتو
18 حجم الخط

حديث مطول وحكايات لا تنتهي سردها عمرو موسي وزير الخارجية الأسبق والأمين العام لجامعة الدول العربية خلال حوار له مع “الشرق الأوسط”، مكون من جزئين كاشفًا في الجزء الأول عن  علاقاته بالسياسيين وانتماءاته وعلاقته بـ أغنية شعبان عبدالرحيم “أنا بكره إسرائيل”.

وقال عمرو موسى في حديثه مع غسان شربل، رئيس تحرير الشرق الأوسط: إنه كان  شريكًا أو شاهدًا على  المحطات التي هزت العالم العربي، حيث عمل مندوبًا لمصر في الأمم المتحدة، ثم وزيرًا للخارجية، لينتقل بعد ذلك إلى مهمة شاقة كأمين عام لجامعة الدول العربية.

حكايات عمرو موسي  مع الرؤساء 

أكد عمرو موسى أن هذه التجربة الطويلة وضعته على تماسٍ مع نظرائه في الإقليم وخارجه، وكان عليه أن يتعامل مع قادة من طبائع مختلفة وسياسات متباينة، مثل صدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي وياسر عرفات.

التوقف عن الإيمان بعبد الناصر

وقال موسي في حواره  إن «مصر تدفع ثمن 70 عامًا من غياب الحكم الرشيد»، مضيفًا  إنه توقف في الساعة التاسعة من صباح الخامس من يونيو1967 عن «الإيمان بعبد الناصر» بعدما اكتشف أن «البيانات تكذب ومصر مهددة».

واعتبر أن الرئيس أنور السادات قام بعمل «سليم جدًا» حين استعاد كل الأرض التي ضاعت في الحرب الشهيرة، ملاحظًا أن مرتفعات الجولان لا تزال محتلة.


علاقته بأغنية أنا بكره إسرائيل


ولم تغب عن الحوار أغنية شعبان عبد الرحيم (شعبولا) «أنا بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى» التي دفعت بعض المحيطين بمبارك إلى مطالبة المغني بنسخة تحمل اسم مبارك مكان موسى. ولم يغب ذكر المتنبي الذي يتذكر موسى أن وزير الخارجية الليبي الأسبق عبد الرحمن شلقم كان يحمل ديوانه في حقيبته.

«الحكم الرشيد ضرورة»

وبشأن القلق بشأن  مستقبل مصر قال: «لا بد أن أكون قلقًا، والقلق شيء جيد، وعدم القلق يعني أنك تسبح في خيالات، كيف لا أكون قلقا وكل هذه المصائب التي نحن فيها، دولية وإقليمية وجواري ؟ ليس ممكنًا. لا بد  أن يكون المرء قلقًا، وأنا من هؤلاء القلقون. مصر، تحديها الكبير، الكبير جدًا، هو زيادة عدد السكان، وأنا من المؤمنين بشعار أراه على التلفزيون: الجمهورية الجديدة. نحن في حاجة إلى جمهورية جديدة، والجدة هذه تأتي من تطبيق الحكم الرشيد بالكامل. 

ماذا يعني الحكم الرشيد؟ تعرف نظرية الأواني المستطرقة، مرفق التعليم ومرفق الصحة ومرفق الدفاع ومرفق السياسة الخارجية ومرفق التموين ومرفق الكرة ومرفق الحكم المدني وغيرها، كلها يجب أن تُعطى الأهمية المناسبة المتوازية في الوقت نفسه».


وأوضح: «نحن يجب أن نهتم بالبشر وبالحجر وبالشجر، أي الثروة الزراعية. الحجر لا يعني طرقًا فقط، بل يعني طرقًا وفنادق ومباني ومدنًا جميلة، نحن نرى المدن، أناقة المدن شيء عظيم جدًا، والقاهرة عندما تراها، القاهرة القديمة والفسطاط وقاهرة المعز، ترى عز زمان، وعندما ترى قاهرة الخديو ترى أناقة الجزء الثاني من القرن التاسع عشر والذي استمر حتى خمسينيات القرن الماضي، ولم يعد هناك اهتمام المدينة، والقرية.

وتابع: أنا لا أؤمن بأن مصر دولة فقيرة، هي دولة غير فقيرة. ما تحتاج إليه هو إدارة الثروة، واستخراج الثروة، والتجارة. هذا من الأمور المطروحة الآن أن يكون هناك مسار جديد لمصر. هناك حكومة جديدة ونرجو أن تأتي بسياسة جديدة وتعبر عن أوضاع جديدة، وهذا ممكن».

نهاية الإيمان بعبد الناصر


وعن  غياب الحكم الرشيد، يوم 5 يونيو 1967  الذي كان منعطفًا مؤلمًا في حياة مصر والعرب وزعامة جمال عبد الناصر.

 أوضح موسى قائلا: «أنا كنت شابًا من الأنصار المتحمسين لجمال عبد الناصر، وكنت عضوًا في التنظيم الطليعي، وكنت أتابع المسيرة المصرية بصفتي شابًا له رغبة دائمة في المتابعة السياسية. عدم الانحياز. رفض الأحلاف. الصف العربي. وهذا كله تجسد فيما يقوله عبد الناصر.

واستكمل:أنا من عائلة وفدية (منتمية إلى حزب الوفد الليبرالي). عائلة من الريف ومنها كان النواب والشيوخ والعمد والفلاحون العاديون، وكان لهم خط وطني، هناك نقاش وطني دائمًا حتى في القرية، ماذا يحدث هنا؟ ماذا حصل في فلسطين؟ أول مرة أسمع بفلسطين كانت في القرية. أولاد صغار. فلسطين، فلسطين. وربما من أجل أن تعرف أثر ذلك أقول إنني بدأت أفيق. فلسطين، سمعت، وقرأت في الصحيفة كل يوم عندنا في البيت. سمعت عبد الوهاب يغني لفلسطين: أخي جاوز الظالمون المدى. لن أنساها».

وأضاف: «هذه التعبئة الكبيرة، الأدبية والفنية زائدًا حقائق ما حدث في فلسطين، تربينا عليها. سمعناها ونحن في القرية، وهذا أدى إلى أن أتعاطف وأتقبل بسهولة الطرح الناصري، إلى يوم 5 يونيو في التاسعة صباحًا. كنت آتيًا من البيت وأسمع في الراديو إسقاط طائرات إسرائيلية وتصريحات منها مثلًا تصريحات وزير خارجية العراق عدنان باجه جي بأننا نقترب من تل أبيب... تصريحات كبيرة جدًا. وبيانات إسقاط طائرات. وأنا بالسيارة ثم صعدت إلى المكتب. كنت في مكتب وزير الخارجية. مكتب وزير الخارجية لديه الكثير من الأخبار التي تأتي. رأيت الأخبار وكانت شيئًا مختلفًا كليًا. إذًا، هناك كذب علينا، نحن نتكلم. أكذب عليك وأنت تكذب عليّ، لا. البلد في خطر. وبعد قليل، كلام في (بي بي سي) أن إسرائيل وصلت إلى القناة. الشاطئ الشرقي لقناة السويس. الحقيقة صُدمت. شاب بدأ يفهم، وهو عضو في السلك الدبلوماسي المصري. عندها توقفت عن أن أؤمن بجمال عبد الناصر. أقول لك: الساعة التاسعة من صباح 5 يونيو 1967 توقفت عن الإيمان بعبد الناصر».

واصاف:«أنا مازلت أتابع جمال عبد الناصر وما ينشر عنه في السوشيال ميديا وما يذاع، مثل خطبه. لو سمعت خطبة لعبد الناصر أوقف كل شيء وأسمعها، وأنا عارف النتيجة. نحن في القرن الحادي والعشرين، وأعرف نتيجة ما حصل، ويقودني هذا إلى أن أتعاطف معه على أمل أن ما يقوله سيحصل. وأنا عارف أنه لم يحصل، إنما جاذبية عبد الناصر لا تزال عندي ولا أزال، لو هناك أغنية جميلة لأم كلثوم وعبد الوهاب وخطبة لعبد الناصر، أترك الاثنين وأستمع إلى عبد الناصر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية