عمرو موسى يتحدث عن مبارك بلا حرج: رجل دولة يفضل الاستقرار.. أحب عبد الناصر وصدق خيارات السادات.. ترك الباب مواربا أمام التوريث لإرضاء العائلة
في حديث ممتد لا تنقصه الصراحة، استعاد عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، محطات فارقة في مسيرته السياسية، كاشفًا كواليس علاقاته مع رؤساء مصر، خاصة أنور السادات وحسني مبارك، ومعلقا على مفاهيم الزعامة، التوريث، واللحظات التي شكلت مفترقات طرق في تاريخ المنطقة،
وتحدث موسى لـ«الشرق الأوسط» بصفته شاهد عصر، وفاعل في عمق الحدث، وليس مجرد دبلوماسي على الهامش.
السادات… صانع الفرص ومهندس التحولات
بدأ موسى حديثه عن الرئيس الراحل أنور السادات بتقدير لافت، مؤكدًا أن السادات هو من فتح له أبواب السياسة الكبرى، ومن أتاح له فرص الظهور على المسرح الإقليمي والدولي. يقول: "عرفت السادات مبكرًا، وكنت شاهدًا على شجاعته في اتخاذ القرار، بدءًا من حرب أكتوبر، إلى معاهدة السلام. كان حاسمًا، مثيرًا للجدل، لكنه يملك كاريزما الزعيم وصوته العالي في الساحة الدولية".
واستعاد موسى ما وصفه بـ"اللحظة المفصلية" حينما تم تعيينه في الوفد المصري بالأمم المتحدة، مؤكدًا أن ذلك كان بتوصية من السادات، الذي كان حريصًا على الدفع بالكفاءات الشابة ذات النزعة القومية والخبرة القانونية. "لقد فتح لي الباب، وكان ذلك كافيًا لأن أبدأ مشواري بثقة في النفس، وإدراك لمسؤولية تمثيل مصر".
مبارك… البيروقراطي المتردد الذي أضاع الزعامة
وعن حسني مبارك، بدا موسى حذرًا لكنه واضحًا في تقييمه، إذ قال: "لم يكن مبارك زعيمًا عربيًا بالمعنى التقليدي للكلمة. هو رئيس دولة، لكنه لم يكن صاحب مشروع عربي". وأضاف: "لقد أحب عبد الناصر لكنه لم يكن ناصريًا، وصدق خيارات السادات لكنه لم يكن ساداتيًا. كان أقرب إلى البيروقراطي المحافظ، يفضل الاستقرار على المخاطرة، ويتجنب الصدام العلني".
وأوضح موسى أن مبارك لم يكن متحمسًا لإثارة الجدل، خاصة في ما يتعلق بمواقف حادة ضد بعض السياسات الأمريكية أو الإسرائيلية، رغم أنه في بعض الأوقات لعب دورًا حاسمًا في احتواء أزمات خطيرة، منها وساطته بين تركيا وسوريا عام 1998، حين اقترب البلدان من الحرب بسبب دعم دمشق لعبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني.
ويروي موسى أن مبارك قال للرئيس السوري حافظ الأسد، حينها، بشكل ساخر لكنه قاطع: "العالم كله يعرف أن أوجلان في دمشق، ولا فائدة من الإنكار".
ملف التوريث: كان مكشوفًا لكن أحدًا لم يعترض
أما عن ملف التوريث، فقد أبدى موسى موقفًا صريحًا، إذ قال: "لم أكن من أنصار التوريث مطلقًا. فكرة أن يصبح نجل الرئيس رئيسًا بالتلقين أو التهيئة، أمر يرفضه المنطق الجمهوري". لكنه يعترف بأن أحدًا من المحيطين بالرئيس لم يجرؤ على إعلان الاعتراض، "فالحلقة الضيقة كانت إما مؤمنة بالفكرة، أو صامتة، أو لا تريد أن تخسر مواقعها".
وأكد أن قضية التوريث كانت من الأسباب التي ساهمت في سقوط نظام مبارك، لأنها فتحت الباب أمام غضب شعبي حقيقي، خصوصًا أن الخطاب السياسي كان يتجه نحو توريث ناعم وممنهج، عبر بروز جمال مبارك في الحزب الوطني، وتهميش رجال الدولة التقليديين.
ويضيف: "ما أعلمه أن مبارك لم يكن مرتاحًا تمامًا لفكرة التوريث، لكنه ترك الباب مواربًا أمامها، ربما لإرضاء العائلة أو لاعتبارات داخلية معقدة".
"سأموت على أرض مصر"… موقف لا يُنسى
استعاد موسى موقفًا حاسمًا لمبارك بعد الثورة، حين عُرض عليه الخروج من البلاد مقابل ضمانات، لكنه رفض بقوله: "أنا وُلدت على أرض مصر وسأموت على أرضها". ويرى موسى أن هذه اللحظة عكست بعدًا وطنيًا حقيقيًا، بعيدًا عن الحسابات السياسية، مضيفًا: "كان يمكنه أن يرحل، لكنه اختار البقاء، رغم ما سيواجهه من محاكمات وأزمات".
اغتيال رفيق الحريري… وتحولات لبنان وسوريا
وفي سياق إقليمي أوسع، تحدث موسى عن مرحلة ما بعد اغتيال رفيق الحريري، واصفًا الرجل بأنه "أكبر من لبنان… وأقوى من أن يُحتمل". ويقول: "عندما اغتيل الحريري، اهتز لبنان والمنطقة. كان يتمتع بثقل سياسي واقتصادي، وله شبكة علاقات دولية واسعة. بعد اغتياله، تغيرت المعادلات، وبدأ الانسحاب السوري من لبنان، بناءً على ضغوط محلية ودولية".
يؤكد موسى أنه نصح القيادة السورية حينها بالتخلي عن التورط في لبنان، قائلًا: "نصحت الأسد بوضوح: آن أوان الانسحاب، لأن الزمن تغير".
عن السياسة والاعتزال… "ليست إدمانًا بل قدَر"
حين سُئل موسى عن فكرة الاعتزال، قال بنبرة تأمل: "السياسة ليست إدمانًا… بل هي الحياة ذاتها. لا يمكنك أن تغادرها فعلًا، حتى وإن خرجت من المناصب". ويضيف: "أنا أتابع كل شيء، وأكتب، وأحلل، وأشارك. هذا واجبي تجاه بلدي وتجاه تجربتي".
وروى موسى أن بعض القادة العرب قالوا له ذات مرة إنهم تعبوا من الحكم، لكنه سألهم: "ولِمَ لا ترحلون؟"، فجاءه الرد: "لأننا لا نعرف ماذا نفعل إذا رحلنا". وهنا يعلّق: "السلطة ساحرة، لكن الخروج منها بشرف هو أعظم ما يمكن أن يفعله الزعيم".
كلمة أخيرة: الزعامة لا تُورَّث… والناس لا تُخدَع مرتين
في ختام حديثه، أرسل موسى رسالة لكل من يحلم بالزعامة: "لا أحد يُصبح زعيمًا بالتوريث أو الإعلام أو الترويج. الزعامة تُبنى بالفعل، بالكلمة، بالموقف في اللحظة الحرجة". وأضاف: "الناس قد تُخدع مرة، لكنها لا تُخدع مرتين".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
