رئيس التحرير
عصام كامل

عودة السودان.. دبلوماسيون وخبراء يطرحون خطة طريق بعد سقوط الدعم السريع.. وتشكيل حكومة كفاءات

السودان، فيتو
السودان، فيتو
18 حجم الخط

تمكن الجيش السودانى من استعادة السيطرة على العاصمة “الخرطوم” والقصر الرئاسي، فى دلالة واضحة على تغييرات مقبلة فى المشهدين العسكرى والسياسى وجاءت الانتصارات بعد معارك عنيفة مع مليشيا الدعم السريع، التى فرت من مواقعها نتيجة تراجع الدعم المقدم لها من دول إقليمية وغربية، هدفت لزعزعة استقرار الدولة وخلق حالة من التمرد على الحكومة الشرعية.

يصر الجيش السودانى على مواصلة مطاردة مليشيا الدعم السريع واستعادة السيطرة على باقى الأراضى السودانية، وتعهد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، على تطهير البلاد من التمرد وبسط الأمن والاستقرار، لكن فى المقابل تظل الجيوب التى مازال الدعم السريع يسيطر عليها، تحت إشراف مباشر من «آل دقلو» محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتى، وشقيقه عبدالرحيم، تمثل نقاط خطر، خاصة بعد ما ذكره وزير الخارجية السوداني، على يوسف الشريف، بشأن دخول المعركة مرحلة «المسيرات» فى إشارة إلى دعم تقنى تحصل عليه الميلشيا بهدف إعادة تموضعها.

فما هو مستقبل السودان عسكريا وسياسيا، بعدما يعتقد ولو بشكل جزئى انتقاله من حالة الفوضى إلى الاستقرار، بعد السيطرة على العاصمة والقصر الجمهوري؟

السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشؤون الأفريقية، قال إن القوات المسلحة السودانية  تحقق انتصارات ملموسة فى العديد من الولايات، خاصة العاصمة الخرطوم والتى تتكون من 3 مناطق هى «أم درمان وبحرى والخرطوم»، مشيرا إلى أن هناك بعض  فلول الدعم  تتمركز فى أم درمان.

وتابع، يجرى الجيش السودانى عمليات تمشيط كبيرة فى أغلب مناطق الخرطوم للقضاء على جيوب المليشيا، والتخلص من تواجدها نهائيا فى العاصمة وذلك من أجل إعادة الاستقرار والأمن إلى البلاد، وتعزز الانتصارات من الوضع السياسى لمجلس السيادة السودانى الانتقالي، باعتباره السلطة الرئيسية والممثل الشرعى للشعب.

كما أن سيطرة الجيش على العاصمة الخرطوم واستعادة القصر الجمهورى يعتبر ضربة قاتلة لمليشيا الدعم السريع، ويقضى على  فكرة إنشاء حكومة موازية للحكومة السودانية ويدعم شرعية مجلس السيادة والجيش السوداني.

وهناك عدة أسباب وراء الانتصارات الكبيرة التى حققها الجيش السوداني، أبرزها أنه يحظى بدعم دولى كبير باعتباره الممثل الشرعى للشعب السوداني، بالإضافة إلى الدعم الشعبى الكبير للجيش خاصة بعد المجازر التى ارتكبتها مليشيا الدعم السريع، وهناك قبائل عديدة انضمت للجيش فى القتال بحسب «حليمة».

تشكيل حكومة كفاءات

وأضاف هذا الدعم انعكس على نظرة المجتمع الدولى إزاء الجيش السودانى ومجلس السيادة الانتقالي، فأصبح من الواضح لجميع القوى الدولية هو الذى يسعى إلى حماية وحدة واستقرار السودان والحفاظ على مؤسسات الدولة، وهناك توجه فى المجلس لتشكيل حكومة كفاءات غير سياسية لإدارة المرحلة الانتقالية والتمهيد لإجراء انتخابات حرة وصياغة دستور للبلاد.

معقبا كل هذه الأمور مازالت فى  مرحلة التأسيس، ومن المتوقع أن يكون هناك حوار سودانى سوداني، بعدما وضع مجلس السيادة وثيقة دستورية ستطرح خلال هذا الحوار بهدف تشكيل لجنة لوضع الدستور واللوائح والقوانين التى تنظم الانتخابات. وأردف دعنا نعترف أيضا، أن الجيش السودانى مؤسسة قوية وعريقة ويمتلك خبرة وكفاءة لا تتوفر لدى مليشيا الدعم السريع، وهو الأمر الذى ساهم فى الانتصارات التى حققها الجيش مؤخرا، كما أنه بدأ يتسرب شعور الإحباط لدى المليشيا وبدأت فى هجمات انتقامية على الشعب السودانى والبنية التحتية بالإضافة إلى محاولات استهداف السدود فى خطة لعرقلة تقدم الجيش وإرباكه الأمر الذى يسمح لها بإعادة تنظيم صفوفها من جديد بعد الهزائم الكبيرة التى منيت بها

ويعول مجلس السيادة والجيش السودانى على الدعم الشعبى فى الحفاظ على وحدة واستقرار البلاد، والحفاظ على مؤسسات الدولة وإجهاض مخططات التقسيم التى تدعمها قوى دولية وإقليمية وتتولى مليشيا الدعم السريع مهمة تنفيذها بحسب «حليمة» الذى أوضح أن الانتصارات المتتالية التى حققتها القوات الشرعية، ساهمت كما تابعنا ونتابع فى عودة الكثير من النازحين واللاجئين السودانيين إلى أرض الوطن، خصوصا إلى العاصمة الخرطوم ومحافظات الشمال.

وعلى الصعيد السياسي، من خلال الوضع العسكرى والوضع الإقليمى، يقول «حليمة»: بدأت  تتضاءل مخططات التفتيت، خاصة أن هناك تأكيدا من قبل مجلس السيادة على المحافظة على مؤسسات الدولة الوطنية، وهناك احتمال آخر بأن تتجه  السودان نحو الحكم الفيدرالى للنجاة من مخطط التقسيم، وذلك فى حال الدخول فى مفاوضات مع مليشيا الدعم السريع.

مستبعدا انعقاد مفاوضات بين الجيش السودانى والدعم السريع، إلا فى حال انصياع المليشيا للشروط التى حددها الجيش وهى إلقاء السلاح والدمج داخل مؤسسات الدولة.

واستطرد: وهناك إعداد لحوار سوداني- سودانى يضم كافة الأطراف والأحزاب السياسية لأجل التوصل إلى أرضية مشتركة يتم من خلالها مناقشة مصير أفراد مليشيا الدعم السريع، بالإضافة إلى آلية تشكيل لجنة لوضع الدستور والإعداد للانتخابات البرلمانية فى البلاد.

منوها إلى أن فكرة هذا الحوار تأتى من أجل وأد أى محاولة لتشكيل حكومة موازية، خاصة بعد الاتفاق الذى عقدته مليشيا الدعم السريع ومجموعة من الأحزاب بهدف اتخاذ المليشيا كحاضنة عسكرية لهم، فى المقابل تتخذها العناصر المتمردة كحاضنة سياسية.

وهناك مساع دولية من أجل الاستقرار السياسى فى السودان وذلك للشروع فى مرحلة إعادة الإعمار وتوفير الحد الأدنى من مستوى المعيشة الأمر الذى يسهل عملية عودة النازحين بشكل طوعي.

واختتم السفير صلاح حليمة حديثه قائلا:” إن مليشيا الدعم السريع تتخذ كل الوسائل من أجل تعقيد المشهد السياسى فى البلاد، وخلط الأوراق لمنع أى تقدم يقود البلاد الى الاستقرار”.

خريطة الجوار

وفى السياق ذاته، قال الخبير السودانى الدكتور عادل الفكي، إن انتصارات الجيش فى الخرطوم ودخوله إلى القصر الجمهورى لها رمزية كبيرة تدل على  أن القوات المسلحة هى المسيطر على الأوضاع فى كل الولايات المهمة فى البلاد.

وانسحبت قوات مليشيا الدعم السريع إلى الغرب باتجاه إقليم دارفور، ومن الواضح أنها تركز الآن على الهجوم والاستيلاء على مدينة الفاشر التى تعتبر عاصمة لإقليم دارفور.

تسليم السلاح

وعلى صعيد موقف الحكومة السودانية من الدعوات الأخيرة للعودة إلى المفاوضات، يقول الخبير السوداني، إنه لا مانع لدى السلطة الشرعية من إجراء محادثات تستهدف كيفية تسليم مليشيا الدعم السريع لأسلحتها ومعالجة أوضاع المحاربين الذين يضعون السلاح وفقا لنظام الـ “DDR” وهو نظام إعادة دمج هذه المليشيا فى المجتمع المدني، وهذا ما يتم السعى له من خلال مندوبى بعض الدول التى وصلت إلى السودان مثل سويسرا وبريطانيا وفرنسا.

الخارطة السياسية فى السودان أصبحت واضحة بعد إقرار التعديلات على الوثيقة الدستورية بأن تستعد الأحزاب السياسية  لفترة انتقالية مدتها 39 شهرا تنتهى بانتخابات عامة، وكل القوى والأحزاب السياسية تجتهد الآن فى إعادة البناء لتتمكن من الدخول فى عقد مؤتمرات عامة ومن بعد ذلك الانتخابات.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية