اختبار نوايا.. نووي.. عُمان تستضيف مفاوضات أولية بين الولايات المتحدة وإيران.. فهل تضع الحرب أوزارها؟ واشنطن تشترط عدم تهديد مصالحها أو الهجوم على إسرائيل
استضافت سلطنة عمان مطلع الأسبوع الجارى محادثات رفيعة المستوى بين كلٍّ من إيران وأمريكا حول الملف النووي. المحادثات بدت أقرب لمفاوضات لاختبار النوايا بين الجانبين. تهدف المحادثات إلى إطلاق مفاوضات جديدة بشأن البرنامج النووى الإيرانى الذى يشهد تقدمًا سريعًا، خاصة بعد تهديدات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سابقًا بعمل عسكرى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.على الرغم من تحدث كل جانب عن فرص تحقيق بعض التقدم، إلا أنهما ما زالا بعيدين عن بعضهما البعض بشأن صراع استمر لأكثر من عقدين من الزمن.
مدير المركز العربى للبحوث والدراسات الدكتور هانى سليمان أوضح أن جلوس الولايات المتحدة الأمريكية وإيران فى حد ذاته يعتبر مكسبًا ونقطة إيجابية تعكس تحولًا ملحوظًا فى إدارة الدولتين لعلاقاتهما فى الفترة الأخيرة، منوها إلى أن السبب الرئيسى وراء الرضوخ الإيرانى يكمن فى مهلة الشهرين التى وضعها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأيضًا حجم القيود والتطويق الكبير الذى مارسته واشنطن من خلال استغلال الظرف التاريخى والانتقالى الصعب الذى تعانى فيه طهران من تراجع أدواتها، وكذلك تراجع القدرة على التأثير فى المحيط الإقليمى والمنطقة فيما يتعلق بلبنان والداخل السورى وأيضًا فيما يتعلق بالصراع والحرب فى غزة والهجمات على الحوثيين.
“سليمان” يرى أن طهران فى وضع صعب جدًا، فهى لم تجد سوى الجلوس على طاولة المفاوضات، ربما لانتزاع بعض المكاسب أو محاولة الحصول على فرصة للهروب للأمام والإيحاء برغبتها فى التفاوض وكسب مزيد من الوقت، وربما هناك أهداف ومحددات مختلفة لكلا الطرفين، ولكن فى النهاية الجلوس والوساطة العمانية هما نقطة إيجابية قد يترتب عليها العديد من النتائج المرجوة.
واستكمل: الولايات المتحدة الأمريكية وضعت ما يشبه الاشتراطات المتعلقة بعدم تهديد أمريكا ومصالحها أو الهجوم على إسرائيل أو غيرها من الاعتبارات المختلفة، التى هى أساس للتفاوض، وفى المقابل، بالنسبة للجانب الإيراني، هناك إغراءات تتمثل فى مزيد من الاستثمارات والدخول فى علاقات اقتصادية وبشكل كبير رفع العقوبات، ولكن الإشكالية تتعلق بسؤال رئيسى وعنوان عريض: هل إيران لديها استعداد للتخلى عن برنامجها النووي؟
يجيب “سليمان”: أعتقد أن هناك شكوكًا كبيرة وإشكالية فى قدرة إيران على التخلى عن برنامجها النووي، لأن التخلى عن هذا البرنامج فى هذا التوقيت وفى ظل لحظة ضعف تاريخية معناه فقدانها لكافة أدواتها والورقة الأساسية التى تعد بمثابة رأس الحربة التى تستخدمها فى التفاوض مع الغرب وابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالى ستتجرد من أدواتها وستصبح إيران دولة طبيعية تقليدية فى مسار العلاقات الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن إيران دولة أيديولوجية لديها مشروع وفلسفة معينة، كما أنها لا تستطيع التخلى عن استثماراتها فى الإقليم لسنوات طويلة، ووجودها كقوة إقليمية موازنة أيضًا، ومسألة التفاوض نفسها تعكس قوة إيران، فكيف تتخلى عن مثل هذا المسار؟
وأوضح قائلًا: فى اعتقادى أن إيران أحوج ما تكون إلى اتفاق ولا تريد أن تكون فى مهب الريح ومواجهة العقوبات الأمريكية أو الهجمات والسيناريوهات المختلفة التى قد تصل إلى هجمات عسكرية أو استهداف منشآت نووية أو حتى إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لكى تقوم بهذه المهمة، وبالتالى يمكن أن تعوّل إيران على الوصول إلى منطقة وسط أو اتفاق قد يبدو ربما مقبولًا بالنسبة لمصالحها فى ظل هذا الظرف الصعب الذى تواجهه.
لابد من الإشارة للإشكالية المتعلقة بالضمانات. فما هى الضمانات للالتزام بهذا الاتفاق؟ ففى ظل تراجع الإدارة الأمريكية ودونالد ترامب عن الاتفاق فى وقت سابق، فهذه إشكالية أخرى تضاف إلى الإشكاليات الأخرى المختلفة.
كما لابد من التأكيد على أن النظام الإيرانى والصناعات الإيرانية تمر باختبار حقيقى ومرحلة فارقة، ويمكن أن يصاحب ذلك تهديدات متتابعة من وزير خارجية إيران سابقًا كمال خرازى أو على شامخانى الأمين العام للمجلس القومى الإيرانى سابقًا أو وزير الثقافة سابقًا على لاريجانى فى أوقات متنوعة، تهديدات تؤكد قدرة إيران على تغيير عقيدتها النووية وعدم الالتزام بفتوى المرشد للحصول على القنبلة النووية، وبالتالى هذه الرسائل أيضًا تؤكد أن إيران لن تستطيع التفويض بسهولة.
ومما يوحى ببعض التفاؤل نوعًا ما أن عباس عراقجى وزير الخارجية لديه خبرة كبيرة فى المفاوضات، وكان موجودًا أثناء فترة الرئيس روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، ونائبه مجيد روانجى وأيضًا كاظم أبادي، لديهم خبرة كبيرة فى هذا الملف.
وأعتقد أن إيران عليها التخلى عن قدر من التصلب، ولكن هذا متعلق بمدى قدرتها ومدى قبول الولايات المتحدة الأمريكية للحلول الوسط، وأيضًا بالسياق الإقليمى والظرف الذى تمر به المنطقة بشكل عام.
وتظل الاحتمالات قائمة ومعلّقة. فإيران بعثت العديد من الرسائل فى الفترة السابقة: تدريبات عسكرية تحديدًا فى منشأة نطنز، واختبار أنظمة الدفاع الصاروخي. فالنقاش مختلف عندما يتعلق الأمر بأن المنشآت النووية الإيرانية تصل لأعماق كبيرة جدًا تحت سطح الأرض وبعيدة عن الاستهدافات الأمريكية، وربما تتفاخر إيران بقدرتها وبرنامجها الصاروخي، والذى هو أحد الأهداف الأمريكية المتمثلة فى الضغط ليس فقط بشأن برنامجها النووي، ولكن أيضًا الصاروخى والذى يصل مداه إلى العديد من العواصم الأوروبية ودول الإقليم.
مجموعة من المحددات المختلفة لا أعتقد أن إيران فى هذا التوقيت قادرة على التخلى عن كل شيء. فهى تريد أن تدير الأمور بقدر من التنازلات مقابل مكاسب مختلفة، لكن التنازل عن كل شيء وفق المقاربة الأمريكية أمر يصعب تنفيذه فى هذا التوقيت.
لذا أعتقد أن الإدارة الأمريكية فى نهاية المطاف ليس لديها رغبة بالدخول فى مواجهة مباشرة مع إيران رغم التصريحات السابقة لدونالد ترامب. ولكن هناك حسابات معقدة ولم تتبلور وجهة نظر كاملة داخل الإدارة الأمريكية، صحيح أن ترامب تبنى سياسة أكثر شدة وقسوة من جو بايدن، ولكن فى النهاية لم تصل إلى هذه الدرجة الحاسمة والعنيفة فى مواجهة إيران.
الجلوس على طاولة المفاوضات هو تأجيل الصدام ومحاولة البناء على الحد الأدنى من التوافق، تشير كافة السيناريوهات إلى أن الإدارة الأمريكية لديها القدرة على فرض شروطها وضوابطها، لكن إيران لن تتنازل بشكل كامل عن أهدافها وشخصيتها.
ومن جانبه شدد الدكتور سامح راشد، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات:
على أن الحسابات الاستراتيجية لكلٍّ من الطرفين تشير إلى أنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية ولا إيران الدخول فى مواجهة مسلحة أو حتى مواجهة غير مسلحة على المدى الطويل، لذا فمن المتوقع نجاح هذه المفاوضات، وإن لم يكن بالضرورة على المدى القريب، خاصة أن هذه المرة قد تختلف عن المرة السابقة لإيران مع إدارة أوباما فى عام 2015، عندما توصّلوا إلى اتفاق نووي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
