الأرض تئن في يومها العالمي.. التصحر يغزو العالم.. مليون نوع من الحيوانات مهدد بالانقراض.. والعدوان النازي أحال غزة إلى مكان غير صالح للحياة
اليوم الثلاثاء، 22 أبريل، يحتفل العالم بـ يوم الأرض، وهو الاحتفال الذي يستهدف الدعوة لبيئة صحية وآمنة وعادلة وعالم مستقر، في ظل ما تعانيه الطبيعة من التدهور والبحار ممتلئة بالمخلفات البلاستيكية وتزداد ملوحة وحموضة، والحرارة المفرطة والحرائق العارمة والفيضانات العنيفة، والفيروسات القاتلة فضلا عن الأعاصير والكوارث الطبيعية.
احتفالية هذا العام تنظم تحت شعار "قوتنا، كوكبنا" حيث يهدف الاحتفال إلى جذب اهتمام الرأي العام لأهمية البيئة والحفاظ عليها، وإبراز قضية البيئة كإحدى القضايا الأساسية في العالم، ونشر الوعي بالبيئة الطبيعية لكوكب الأرض، وإظهار الدعم لحماية البيئة في جميع أنحاء العالم.
تدهور الأوضاع البيئية
جاءت هذه الاحتفالية السنوية بمثابة ردة فعل لتدهور الأوضاع البيئية، وغزو التصحر لمساحات واسعة من الكرة الأرضية، بسبب الاستهلاك المكثف للغاز والمصانع، في وقت لم تكن صحة هذا الكوكب تلقى اهتمام أي إنسان، وذلك لانعدام الوعي حول البيئة، في ذلك الوقت.
وكانت الكارثة الإنسانية التي وقعت عام 1969 حين تسرب أكثر من ثلاثة ملايين جالون من النفط في المحيط الهادي، ما أسفر عن وفاة الكثير من الكائنات الحية، مما دفع السيناتور الأمريكي جايلورد نيلسون إلى تأسيس يوم بيئي تثقيفي عقد للمرة الأولى في 22 أبريل 1970، وعرف بـ"يوم الأرض العالمي" تكريمًا لأمنا الأرض، ولنشر الوعي بين الناس للاهتمام بالبيئة الطبيعية، وتذكيرنا سنويًا أن علينا الحفاظ على هذه الأرض، إذ رغبنا في استمرارية وجود الجنس البشري عليها.
يتجاوز عدد المحتفلين بهذا اليوم أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم، يجتهدون لتذكير السياسيين بضرورة اتخاذ إجراءات فعالة للتحرك نحو أسلوب حياة أكثر استدامة يناسب الناس والكوكب، ويضمن مستقبلا واعدا لنا ولأجيالنا.
حماية البيئة العالمية
أيضا، تجتمع المنظمات البيئية من جميع أنحاء العالم لتسليط الضوء على الحاجة المُلحة لحماية النظم التي تُشكل بيئتنا، وتتعرض لهجمات تغير المناخ والكوارث الطبيعية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، مثل حرائق الغابات والفيضانات والعواصف العاتية.
لقد بات أكثر من مليون نوع من الحيوانات والنباتات مُهددا بالانقراض بسبب فقدان سبل الحياة، ويرجع ذلك أساسًا إلى النشاط البشري.
العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة
ويأتي الاحتفال بيوم الأرض العالمي هذا العام، في أجواء مأساوية بسبب العدوان النازي الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين العزل في قطاع غزة، والضفة الغربية، ما أسفر عن سقوط نحو 60 ألف شهيد، و100 ألف جريح، وسط تجاهل دولي، وتخاذل أممي، وتواطؤ أمريكي.

وتحولت غزة إلى مكان غير صالح للحياة، وبؤرة للأمراض المعدية، كما تهدد المجاعة عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، ذلك أنهم لا يستطيعون توفير سوى وجبة واحدة كل يوم!!
يشير البعض إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية شنت عدوانا غاشما على فيتنام، لكن ذلك كان ورطة، سببت خسائر اقتصادية هائلة، فضلا عن الخسائر التي لحقت بالبيئة العالمية؛ بسبب استخدام الأسلحة المحرمة دوليا، إضافة إلى الاستهلاك المكثف للغاز والمصانع.
الكارثة الإنسانية في عام 1969
وعلى النقيض مما هي الحال عليه اليوم، فلم تكن صحة هذا الكوكب في مصلحة أو اهتمام أي إنسان، وذلك لانعدام الوعي لديهم حول البيئة آنذاك، ثم حدثت الكارثة الإنسانية في عام 1969، حين تسرب أكثر من 3 جالون نفط في المحيط الهادي، وأدى ذلك لوفاة الكثير من الكائنات الحية.
بدأ الاحتفال بيوم الأرض العالمي في 22 من أبريل عام 1970م، وهذا الحدث العالمي يقام سنويًا من قبل تنظيم شبكة يوم الأرض، والهدف من يوم الأرض هو التشجيع على الحفاظ على البيئة وعلى الكوكب من أجل مستقبل واعد للشعوب والأجيال القادمة، وتشارك جميع الدول والمدن في هذا الحدث العالمي السنوي، ويتم من خلاله الاهتمام بالبيئة والقيام بعدد من الفعاليات.
باختصار، يوم الأرض العالمي هو يوم اتفقت عليه معظم دول العالم كمناسبة سنوية للنظر في مشاكل الكرة الأرضية، وكنتاج لتطور وعي بيئي عالمي.

كان السيناتور الأمريكي جايلورد نيلسون كيوم قد زار ومعه مساعده، سانتا باربارا، بولاية كاليفورنيا عام 1969، وشاهدا كميات النفط الكبيرة التي تلوث مياه المحيط الهادي بالقرب من السواحل الأمريكية لمسافة عدة أميال بشكل يهدد حياة الأسماك والطيور المائية.
وما أن حطا رحالهما في واشنطن، حتى قام السيناتور بعرض قانون لجعل يوم 22 أبريل من كل عام عيدا قوميا للاحتفال بكوكب الأرض.
كانت الفكرة من يوم الأرض هي جعله وسيلة لإشراك الشعب بقضايا البيئة، ودفع تلك القضايا إلى الأجندة الوطنية.
وفي يوم الأرض الأول خرج 20 مليون شخص إلى شوارع المدن الرئيسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
أما في عام 1990، فقد أصبح يوم الأرض حدثًا عالميًا يشارك فيه الآن أكثر من مليار شخص من جميع الأعمار موزعين على نحو 200 دولة.
العام الماضي، 2024، ركز الاحتفال بيوم الأرض على عنوان "الكوكب مقابل البلاستيك"، مستهدفا زيادة الوعي بأضرار التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان والكوكب.
فيما غطت الفعاليات السابقة ليوم الأرض مجموعة من القضايا البيئية، من تغير المناخ والطاقة النظيفة إلى حماية الكائنات الحية وفوائد زراعة الأشجار.
وجاء التركيز العام الماضي على مادة البلاستيك قبل إقرار معاهدة أممية تاريخية من شأنها أن تُنهي التلوث البلاستيكي، والتي كان من المقرر أن يتم الاتفاق عليها بحلول نهاية عام 2024.
ودعت أكثر من 50 دولة، منها المملكة المتحدة، إلى إنهاء التلوث البلاستيكي بحلول عام 2040.
إنجازات يوم الأرض
خلال سنوات من أول احتفال بيوم الأرض عام 1970، تم تأسيس وكالة حماية البيئة الأمريكية، وتم إصدار أو تعزيز العديد من القوانين البيئية مثل قانون الهواء النظيف.
وتضمنت الفعاليات الأخيرة زراعة مئات الملايين من الأشجار، ودعم المزارعين بممارسات زراعية مستدامة، وبدء مشاريع محو الأمية المناخية في جميع أنحاء العالم.
من جانبه، أوضح الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ السابق، إيفو دي بوير: "مع وجود مجموعة من القضايا التي تدفع بالتحديات البيئية التي نواجهها إلى أسفل قائمة أولويات المجتمع، فإن أحداثًا مثل يوم الأرض تُذكرنا بالتكلفة طويلة المدى للسياسة قصيرة المدى".
اتفاق باريس للمناخ
شهد عام 2016 اختيار يوم الأرض رمزيًا للتوقيع الرسمي على اتفاق باريس التاريخي للمناخ، الذي تم الاتفاق عليه في أواخر عام 2015.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تتفق فيها دول العالم بشكل جماعي على أهداف لمحاولة الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
ولكن علينا الانتباه، حيث يحذر بعض النقاد من أن هذه الإنجازات تعطي إحساسًا زائفًا بالتقدمح فالعديد من المؤشرات البيئية، من درجات الحرارة العالمية إلى انقراض أنواع من الكائنات الحية، تتغير بسرعة بسبب الأنشطة البشرية، في الوقت الذي عجزت فيه الجهود المبذولة حتى الآن عن وقف هذه الاتجاهات أو عكس مسارها.
"الغسل الأخضر"
من جانب آخر، استغل بعض الأفراد والشركات يوم الأرض كفرصة للترويج المضلل بمراعاتهم وحمايتهم للبيئة دون إجراء التغييرات الحقيقية المطلوبة، وهذا ما يُعرف باسم "الغسل الأخضر".
في عام 2022 غردت الناشطة المناخية جريتا ثونبيرج بأن يوم الأرض "تحول إلى فرصة للأشخاص الممسكين بزمام السلطة لنشر حبهم للكوكب، وفي الوقت نفسه تدميره بأقصى سرعة".
وكشفت رئيسة منظمة يوم الأرض كاثلين روجرز: "نعلم جميعًا أن الغسل الأخضر يحدث وهو أمر مثير للغضب".
وأشارت: "إنها ليست مشكلة تسببنا فيها، ولكننا نعلم أن يوم الأرض يتم استغلاله بشكل ساخر من قبل بعض الشركات لإساءة استخدام روح الاستدامة من أجل تحقيق مكاسب خاصة بها. يتعين على الحكومات أن تتخذ إجراءات صارمة ضد أي شركة أو صناعة تكذب على المستهلكين".
وعلى حد تعبير الأمم المتحدة، فإن "أمنا الأرض بحاجة إلى التحول إلى اقتصاد أكثر استدامة يعمل لنفع الناس والكوكب"، وهو ما يعزز الانسجام مع الطبيعة، ويحد من ظاهرة الاحتباس الحراري ويحمي التنوع البيولوجي، الذي يعاني تدهورا متواصلا في جميع أنحاء العالم.
وأخيرا كما قال الشاعر محمود درويش
وليست غزة أغنى المدن..
وليست أرقى المدن وليست أكبر المدن.
ولكنها تعادل تاريخ أمة.
لأنها أشد قبحا في عيون الأعداء، وفقرا وبؤسا وشراسة.
لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته..
لأنها كابوسه..
لأنها كذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأكثرنا جدارة بالحب...
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
