المجددون.. شمس الدين الرملي، محيي السنة وعمدة الفقهاء
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها".
ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني.
ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينية والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف.
وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين.
شمس الدين الرملي (919 هـ - 1004 هـ)
ذهب جماعة من العلماء إلى أنه مجدد القرن العاشر، ووقع الاتفاق على المغالاة بمدحه وهو عمدة الفقهاء في الآفاق، وكان عجيب الفهم، جمع الله تعالى له بين الحفظ والفهم والعلم والعمل، وكان موصوفًا بمحاسن الأوصاف.
واعتبره محمد بن فضل الله المحبي ومحمد بن أبي بكر الشلِّي، ومحمد شمس الحق العظيم آبادي، أحد المجددين على رأس المائة العاشرة بصفته أحد الفقهاء.
هو الإمام العلامة أستاذ الأستاذين، وأحد أساطين العلماء وأعلام نحاريرهم، محيي السنة، وعمدة الفقهاء، شمس الملة والدين محمد بن شهاب الدين أحمد بن حمزة الرملي (نسبة إلى رملة قرية صغيرة قريبًا من البحر بالقرب من منية العطار تجاه مسجد الخضر عليه السلام بالمنوفية)، المنوفي المصري الأنصاري، الشهير بـ"الشافعي الصغير".
وُلد آخر شهر جمادى الأولى من سنة 919 هـ، بمصر.
شيوخه
والده الإمام العلامة شهاب الدين أحمد بن أحمد بن حمزة الرملي: اشتغل عليه في الفقه والتفسير والنحو والصرف والمعاني والبيان والتاريخ وبه استغنى عن التردد إلى غيره، وحُكي عن والده أنه قال: تركت محمدًا بحمد الله تعالى لا يحتاج إلى أحد من علماء عصره إلا في النادر، وقال العلماء عن الشمس الرملي: كانت بدايته بنهاية والده.
شيخ الإسلام القاضي زين الدين بن محمد بن زكريا الأنصاري.
الشيخ الإمام العلامة برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن رضوان بن أبي شريف.
له رواية عن شيخ الإسلام قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن النجار الحنبلي.
شيخ الإسلام قاضي القضاة شرف الدين يحيى بن إبراهيم الدميري المالكي.
شيخ الإسلام نور الدين علي بن ياسين الطرابلسي الحنفي، روى عنه.
7- الشيخ الإمام العلامة المسند سعد الدين محمد بن محمد بن علي الذهبي الشافعي.
صفاته
كان الشمس الرملي فاتح أقفال مشكلات العلوم ومحيي ما اندرس منها من الآثار والرسوم، علامة المحققين على الإطلاق، وفهَّامة المدققين بالاتفاق.
ذكره الشيخ عبد الوهاب الشعراني فقال: "صحبته من حين كنت أحمله على كتفي إلى وقتنا هذا فما رأيت عليه ما يشينه في دينه، ولا كان يلعب في صغره مع الأطفال بل نشأ على الدين والتقوى والصيانة وحفظ الجوارح ونقاء العرض، رباه والده فأحسن تربيته، ولما كنت أحمله وأنا أقرأ على والده في المدرسة الناصرية كنت أرى عليه لوائح الصلاح والتقوى والتوفيق، فحقق الله رجاءنا فيه وأقرَّ عين المحبين به؛ فإنه الآن مرجع أهل مصر في تحرير الفتاوى وأجمعوا على دينه وورعه وحسن خلقه وكرم نفسه ولم يزل بحمد الله في زيادة من ذلك".

وجلس بعد وفاة والده للتدريس فأقرأ التفسير والحديث والأصول والفروع والنحو والمعاني والبيان وبرع في العلوم النقلية والعقلية، وحضر درسه أكثر تلامذة والده، وممن حضره الشيخ ناصر الدين الطبلاوي الذي كان من مفردات العالم مع أنه في مقام أبنائه، فَلِيمَ على ذلك، وسئل عن الداعي إلى ملازمته، فقال: "لا داعي لها إلا أني أستفيد منه ما لم يكن لي به علم".
ولازمه تلميذ أبيه الشهاب أحمد بن قاسم ولم يفارقه أبدًا، وسئل ابن قاسم مرة أن يعقد مجلس الفقه فقال: "مع وجود الشيخ شمس الدين الرملي لا يليق".
وقد طار صيته في الآفاق وولي عدة مدارس وولي منصب إفتاء الشافعية وألَّف التآليف النافعة، واشتهرت كتبه في جميع الأقطار وأخذ عنه أكثر الشافعية من أهل مصر ورجعوا إليه، فإنه هذَّب المذهب وحرره، وتكاد غالب مسائل الفقه في حفظه مصورة.
انتهت إليه معرفة الفقه في هذه الديار، واشتهر بذلك غاية الاشتهار، بحيث لا يختلف في ذلك اثنان، ولا يحتاج فيه إلى إثبات حجة وإقامة برهان، فإنه بلغ فيه إلى الدرجة القصوى، وصار المعول عليه في هذا العصر في الفتوى.
فكان أمر الفتوى وتعيين المفتين منوطًا به لا يعقد فيها أمر إلا بإذنه، ووصل في ذلك إلى أسنى محل وأرفع مقام.
مؤلفاته
منها: نهاية المحتاج شرح المنهاج، وهو شرح على منهاج الطالبين للنووي فرغ منه سنة 973هـ، قال عنه العلماء: "إنه أتى فيه بالعجب العجاب"، وقد اعتنى به العلماء أيما عناية واشتغلوا به قراءة وتعليمًا وشرحًا وتحشية، وظل يدرس بالأزهر على المتقدمين من طلبة الشافعية فترات طويلة.
الغرر البهية في شرح المناسك النووية. شرح على إيضاح المناسك للنووي.
غاية البيان في شرح زبد ابن رسلان. وهو شرح على كتاب صفوة الزبد في فقه الشافعية لابن رسلان، وهو من الشروح الماتعة التي تلقاها العلماء بالقبول.
عمدة الرابح في معرفة الطريق الواضح. شرح على هدية الناصح وحزب الفلاح الناجح للشيخ أحمد الزاهد.
غاية المرام شرح على رسالة والده في شروط المأموم والإمام.
شرح البهجة الوردية.
شرح منظومة ابن العماد في العدد.
شرح العقود في النحو.
شرح الآجرومية. في قواعد العربية.
حاشية على شرح التحرير لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري.
تلاميذه
الشيخ إبراهيم بن حسن بن علي بن عبد القدوس برهان الدين اللقاني المالكي، صاحب منظومة جوهرة التوحيد.
الشيخ إبراهيم بن علي السعدي الشافعي الحموي، المعروف بابن كاسوحة.
الشيخ برهان الدين الميموني.
الشيخ أبو بكر بن إسماعيل بن القطب الرباني شهاب الدين الشنواني.
الشيخ أبو بكر بن علي نور الدين بن أبي بكر، المعروف بالجمال المصري الأنصاري الخزرجي الشافعي المكي.
الشيخ أبو السعود بن عبد الرحيم بن عبد المحسن بن عبد الرحمن بن علي المصري قاضي القضاة الشعراني.
الشيخ أبو المواهب بن محمد بن علي البكري الصدِّيقي المصري الشافعي، وهو تلميذه وزوج ابنته وخليفته على المدرسة الشريفة المشروطة لأعلم الشافعية.
الشيخ العلامة أحمد بن أحمد الخطيب الشوبري المصري الفقيه الحنفي العالم الكبير الحجة شيخ الحنفية في زمانه.
الشيخ الأستاذ الأعظم الفقيه المقدم القاضي شهاب الدين أحمد، الحضرمي المعروف ببافقيه، قاضي تريم.
الشيخ شهاب الدين أحمد بن خليل السبكي.
الشيخ أبو المواهب أحمد بن علي بن عبد القدوس بن محمد الشناوي المصري ثم المدني.
الشيخ شهاب الدين شيخ المحيا النبوي بالجامع الأزهر.
الشيخ الإمام علي بن إبراهيم بن برهان الدين الحلبي، صاحب السيرة النبوية، الإمام الكبير روى عنه ولازمه سنين عديدة.
الشيخ العلامة محمد بن أحمد الملقب بشمس الدين الخطيب الشوبري الشافعي المصري، الإمام المتقن الثبت الحجة، حضر دروسه ثماني سنين، وأجازه بالإفتاء والتدريس سنة ألف، وصار بعدها شيخ الشافعية في وقته ورأس أهل التحقيق والتدريس والإفتاء في الجامع الأزهر، وكان يلقب بشافعي الزمان.
الشيخ العلامة محمد بن محمد بن يوسف، الملقب شمس الدين، الحموي الأصل، الدمشقي المولد، عالم الشام ومحدثها وصدر علمائها الحافظ المتقن رحل إلى مصر في سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة وجاور بالأزهر تسع سنين حضر فيها دروس الإمام الرملي.
وغيرهم كثيرون.
وفاته
توفي شمس الدين الرملي، رحمه الله، نهار الأحد ثالث عشر جمادى الأولى سنة 1004هـ= 13 من يناير سنة 1596م.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
