رئيس التحرير
عصام كامل

الزوجات يستغثن.. حظر التجوال يشعل الخلافات الزوجية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

منذ أن قامت قوات الأمن بفض اعتصامي تقاطع رابعة العدوية، وميدان النهضة، وفرض حظر تجوال الذي يبدأ من السابعة مساءً، وحتى السادسة صباحا، مما جعل كل أفراد الأسرة يحبسون في منازلهم من السابعة مساءً بالأمر، وعلى غير المتوقع جاء هذا الحظر، بالسلب على الأزواج والزوجات، حيث يؤكد الكثير منهم أنه منذ تطبيقه، زادت الخلافات بينهم، والمشاجرات غير المبررة لم تنته.


تؤكد "نهال" موظفة ومتزوجة من خمس سنوات، أن زوجها أصبح أكثر عصبية، منذ تطبيق الحظر وتقول: زوجي رجل أعمال كان لا يعود للبيت قبل الثانية صباحا يوميا، ومنذ أن طبق الحظر، لا يفارق البيت من السابعة، وحتى اليوم التالي، وعلى غير المتوقع أصبح يتصيد لي الأخطاء، ولا يعجبه أي شيء أفعله، وأصبح ينتقد طريقة معاملتي لأطفالنا، وأكلي لم يعد يعجبه، وشجارنا بسبب، وبدون أصبح يوترني، ولا أعلم كيف أتعامل معه.

وتتفق معها في الرأي نادين – متزوجة من سبع سنوات وتقول: زوجي مهندس في القطاع الخاص، وكان لا يعود للبيت قبل الثانية عشرة ليلا، وأحيانا كثيرة كان يعود قرب الفجر، وبعد أن فرض الحظر، وعصبيته زادت بشكل مبالغ فيه، واصبح لا يتحرك من أمام التليفزيون متابعا كل قنوات الأخبار، وطلباته المتتالية دون توقف، أصبحت تزعجني، إلى جانب انتقاده لكل شيء يجري حوله، سواء بالنسبة لسلوكياتي، أو سلوكيات أولادنا، حتى أن ديكورات البيت وتنظيمي له، لا يعجبه، دائما يصيح، ويتعصب، وشجاراتنا أصبحت لا تتوقف.

وتشكو سماح – متزوجة من 15 عاما – من شجارات زوجها التي وصلت لحد الطلاق، حيث إنه تاجر، وتأثرت تجارته بشكل كبير من مواعيد حظر التجوال، لذلك طوال وجوده في البيت يتشاجر معها، ومع أبنائهما، ومنعهم من مشاهدة التليفزيون على الإطلاق، ووصل الأمر لحد التطاول عليها بألفاظ، فذهبت لمنزل أهلها وطلبت الطلاق، ولكنه اعتذر وقبلت اعتذاره، ثم عادا للشجار من جديد.

وتتحدث دكتورة عبلة إبراهيم، استاذ التربية والعلاقات الأسرية، مؤكدة أن الزوجات لابد أن يلتمسن العذر للأزواج الذين أصبحوا محبوسين في منازلهم بالأمر، فهذا يعد أمرا صعبا على أي رجل اعتاد السهر والعمل، والانطلاق، فيرى نفسه فجأة بين عشية وضحاها، كمن حددت إقامته، مع متابعة الأحداث الدامية التي تتوالى يوما بعد يوم، فكل ذلك يضغط على أعصابه، فلا يجد من ينفث فيه غضبه إلا زوجته، وأبناءه.

وتضيف دكتورة عبلة أن الزوجة في هذه المحنة عليها عبء ثقيل، يعينها الله على تحمله، فمطلوب منها أن تمتص غضب زوجها وتتحمل عصبيته قدر المستطاع، كما يمكنها تهيئة الأجواء الهادئة لزوجها، فمواعيد الحظر هذه فرصة، لتعود الأطفال على الاستيقاظ مبكرا، ليناموا مبكرا قدر المستطاع، فتصبح الفرصة سانحة للزوجة للاهتمام بزوجها، والجلوس معه، جلسات رومانسية، تقدم له الأطباق التي يفضلها، وأصناف من الحلويات التي لم يأكلها من فترة طويلة، إلى جانب أن تهتم بجمالها وأناقتها دائما أمامه، وبذلك ستجده أصبح هادئا لطيفا معها.
الجريدة الرسمية