تفاصيل خطة ترامب لتهجير سكان غزة.. مباحثات مكثفة مع 3 دول أفريقية لتوطينهم.. السودان يرفض والصومال مسَّير وليس مخيَّرا
وسط أروقة السياسة الدولية حيث تتقاطع المصالح بالقوة، وترسم الخرائط على موائد الصفقات، تبرز غزة مرة أخرى كساحة لصراع لا ينتهي، لكن هذه المرة، لا تتعلق القضية بالحرب وحدها، بل بمخطط يعيد إحياء أكثر السيناريوهات إثارة للجدل وهو تهجير سكانها إلى دول أفريقية تحت غطاء إعادة التوطين.
وهي ليست مجرد فكرة عابرة، بل خطة تعمل عليها واشنطن وتل أبيب بصمت، بينما تُطرح التساؤلات حول ما إذا كان العالم سيشهد فصلًا جديدًا من التهجير القسري، في عصرٍ يفترض أن يكون قد تجاوز سياسة نفي الشعوب عن أوطانها.
مشروع سلام أم تهجير قسري؟
وفي خطوة مثيرة للجدل، كشفت تقارير إعلامية عن محادثات سرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل مع ثلاث دول أفريقية – السودان والصومال وأرض الصومال – لدراسة إمكانية توطين فلسطينيين من قطاع غزة، وذلك في إطار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي في المنطقة. ورغم رفض السودان لهذه المبادرة، وعدم معرفة المسؤولين في الصومال وأرض الصومال بأي تفاصيل عنها، إلا أن هذه الاتصالات تعكس إصرار تل أبيب وواشنطن على المضي قدمًا في خطط تم رفضها دوليًا وأثارت ردود فعل حادة.
المحادثات والرفض الأولى
وفقًا لتقارير وكالة "أسوشيتد برس"، فإن إسرائيل كانت المحرك الرئيسي لهذه المحادثات، بينما بدأت الجهود الأمريكية منذ طرح الخطة رسميًا خلال رئاسة ترامب. إلا أن المبادرة لاقت رفضًا سريعًا من السودان، حيث أكد مسؤولون سودانيون عدم قبولهم لأي مبادرات تتعلق بتوطين فلسطينيين على أراضيهم.
أما الصومال وأرض الصومال، فقد أبدى مسؤولون فيهما عدم علمهم بأي محادثات رسمية حول هذه الخطة، مما يضع تساؤلات حول مدى جدية المقترح ومدى استعداد هذه الدول للقبول به.
الدوافع والحوافز الأمريكية والإسرائيلية
وتسعى واشنطن وتل أبيب إلى إغراء هذه الدول الأفريقية بمجموعة من الحوافز الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية، على غرار ما تم استخدامه في اتفاقيات "أبراهام" التي شهدت تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. لكن هذه المحاولات تصطدم بواقع سياسي معقد، حيث تعاني الدول المستهدفة من مشكلات اقتصادية وسياسية عميقة، مما يجعل استضافة أعداد كبيرة من الفلسطينيين من غزة تحديًا صعبًا.
ترامب يتراجع علنا ويواصل الضغط سرا
على الرغم من الضجة الكبيرة حول هذه الخطة، فإن ترامب حاول التخفيف من حدتها في تصريح حديث، حيث قال: "لا أحد سيجبر سكان غزة على المغادرة"، في محاولة لتبديد المخاوف بشأن التهجير القسري. لكن هذه التصريحات لم تمنع إسرائيل من المضي قدمًا في خططها، حيث شدد وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش على ضرورة تنفيذ خطة ترامب، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ على الاستيلاء على غزة وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية.
مصر تطرح بديلًا.. وترامب يرفض
في محاولة لإيجاد حل بديل، قدمت مصر خلال قمة الجامعة العربية غير العادية التي عقدت في القاهرة مؤخرًا خطة تدعو إلى إعادة إعمار غزة مع الإبقاء على سكانها في أماكنهم. إلا أن هذا المقترح لم يلقَ استحسان الولايات المتحدة، حيث لا تزال إدارة ترامب ترى في "خروج الفلسطينيين" حلا عمليا يجنب إسرائيل مواجهة مستمرة مع الفصائل الفلسطينية المسلحة.
إسرائيل تمضي في خطتها رغم الاعتراضات الدولية
وبالتزامن مع الجدل الدائر، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن قيام إسرائيل بتأسيس مكتب خاص للإشراف على عملية التهجير الجماعي لسكان غزة، وهو ما أكده وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش. وبحسب التقرير، فإن هذا المكتب سيشرف على "العملية اللوجستية الشاملة" لترحيل الفلسطينيين إلى دول أخرى، في خطوة تتماشى مع رؤية ترامب التي وُصفت بـ"تطهير القطاع وإعادة تطويره".
حماس ترحب بتراجع ترامب الظاهري
من جانبها، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتصريحات ترامب الأخيرة التي تراجعت عن فكرة التهجير القسري، حيث قال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم: "إذا كان ترامب قد تراجع بالفعل عن فكرة تهجير سكان غزة، فنحن نرحب بذلك". لكنه أضاف أن على الولايات المتحدة أن تمارس ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل لوقف مخططاتها، وليس فقط الإدلاء بتصريحات إعلامية.
بين صفقة ترامب والمقاومة العربية.. ما المصير؟
ويبدو أن خطة ترامب لنقل سكان غزة إلى أفريقيا تواجه عقبات كبيرة، سواء من الرفض الشعبي الفلسطيني أو من التحديات السياسية التي تواجهها الدول الأفريقية المعنية. ورغم الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، فإن الدول العربية لا تزال تبحث عن بدائل أكثر استدامة تضمن بقاء الفلسطينيين في أراضيهم.
ومع استمرار الجدل، يبقى السؤال: هل ستنجح إسرائيل وواشنطن في فرض خطتهما رغم الاعتراضات الدولية؟ أم أن المقاومة السياسية والدبلوماسية ستجبرهما على التخلي عن مشروع تهجير الفلسطينيين من غزة؟
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
