رئيس التحرير
عصام كامل

تداول ممتع للسلطة

من الفخر أن تنتمي إلى كيان يمارس نموذجًا ديمقراطيًا حيًا منذ إنشائه رغم غياب الديمقراطية وتغييبها، بل واغتيالها في معظم مناحي الحياة داخل الوطن، نقابة الصحفيين هي النموذج الذي أصر منذ بداياته على ممارسة التداول السلمي للسلطة داخلها دون تزوير أو تزييف أو بلطجة.


ورغم أن الأنظمة السياسية المتعاقبة بعد يوليو قد وضعت عنوانًا كبيرًا لفكرة مصادرة الحريات بشعار إنشاء حياة ديمقراطية سليمة، ومنذ هذا التاريخ لم تُنشأ حياة ديمقراطية سليمة إلا في نقابة الصحفيين حيث يكون الصوت الانتخابي هو الفيصل وهو الناقل الرسمي للسلطة بين المجالس المتعاقبة. 


كثيرًا ما أرادت السلطات الحاكمة أن تفرض نقيبًا أو أعضاءً بمجالس إدارة النقابة وكان للجمعية العمومية رأي آخر، انتصرت الجمعية العمومية دومًا لصوت الحق والحرية وممارسة الصراع حول إدارة السلطة داخل النقابة محتكمين إلى الصندوق. 


الصندوق في مصر ذو سمعة رديئة فكثيرًا ما كانت نتائج الصندوق ليست إلا نتائج من فرض سطوته أو سيطرته على الصندوق، وعادة من يفرضون سيطرتهم على الصندوق هم أصحاب السلطة، سلطة سياسية أو أمنية أو اقتصادية، في مصر يمكنك شراء الصندوق بالمال إلا صندوق نقابة الصحفيين، لم تتمكن الدولة في عز عنفوانها الأمني والسلطوي أن تشترى صندوقًا واحدًا منا أو تفرض سيطرتها عليه. 


الانتخابات على منصب النقيب ونصف المجلس تُجرى عادة فى مارس كل عامين وتزخر هذه الفترة بتحركات واسعة وتربيطات مفاجئة، وبيانات سرية وأخرى مجهولة وقد أضيف عليها بعد سنوات السوشيال ميديا عديد من الصفحات المضروبة، ورغم كل هذه التداخلات تبقى انتخابات الصحفيين صورة مشرقة على وجه هذا الوطن. 


والنقابة هذه الأيام منشغلة بجمعيتها العمومية لاختيار نقيب جديد من بين أبرز اثنين هما النقيب الحالي الأستاذ خالد البلشى والأستاذ عبد المحسن سلامة صاحب التاريخ النقابي الكبير، إضافة إلى صراع على التجديد النصفى لمجلس إدارة النقيب بين عدد من الوجوه القديمة ووجوه أخرى تطرق باب المعركة.


تستقبل المؤسسات الصحفية جولات المرشحين، وتحظى النقاشات بجدية قد تشوبها صدامات مقبولة وأخرى تتعدى مرحلة التحمل حول الأداء فيما مضى وتصورات الجماعة الصحفية عن المستقبل، وعادة ما تطفو على السطح «خناقات» انتخابية تجيدها بعض الفرق المتصارعة فى العملية الانتخابية. 


وعبقرية المشهد داخل نقابة الصحفيين أنك تمارس هذا الفعل الإنسانى بحرية تامة، أى أنك تمارس حقك فى اختيار من تراه مناسبًا لإدارة بيت الصحفيين دون أن تشك للحظة أن صوتك ليس مهمًا أو أن هذا الصوت ليس حاسمًا أو أن الصندوق الذى وضعت فيه أمانتك ليس آمنًا أو أن أحدًا قام من قبل ذلك بمثل ما نسمع ونرى أو أن مرشحًا استطاع أن يمارس قهرًا على الأصوات الانتخابية. 


لم نرَ مرشحًا يشتري أصوات الناخبين ولم نرَ تكتلًا داخل النقابة يوزع كراتين أو يستغل حاجة المصوتين ليشترى أصواتهم، ولم نرَ جماعة اختطفت الصندوق وبدلته بآخر لإعلاء طرف على طرف، ولم يحدث أن رأينا فيها ما نخجل منه كجماعة مهنية تتحمل أمانة الكلمة. 

 


انتخابات الصحفيين واحدة من صور الأمل التى تثبت أن ممارسة التغيير السلمى ممكنة، وأنها الطريق الأمثل للقفز بهذا الوطن العربى كله فوق جراحه التى أثخنتها ممارسات ظن أصحابها أنهم مخلدون فيها، فمنهم من قضى ومنهم من ضُرب بالأحذية ومنهم من سُحل حتى الموت ومنهم من هرب بليل ومنهم من ينتظر!!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية