هل يشتري ترامب دماء شهدائنا؟
أمثال الرئيس الأمريكي لا يعنون كثيرا بقضية الدماء الزكية التي روت أرضنا العربية؛ دفاعا عن الأرض والعرض والتاريخ والوجود الحضاري والإنساني ضد كيان جاء غريبا وسيعيش غريبا إلى أن يطرد غريبا من ديارنا فمثل هذا الرجل يعيش الحياة الإنسانية باعتبارها صفقة.
وما جاء على لسان الملك عبد الله ملك الأردن لا يعنينا في شيء، فالأردن يحتاج إلى الدعم العربي باعتباره في مواجهة مصيرية بها ستطرح من جديد شرعية وجوده من عدمه، وليس صحيحا أن النظام في الأردن يستطيع أن يتخذ قرارا بنقل الفلسطينيين إليه.. هناك شعب عربي أبي سيقاوم كما قاوم من قبل.
وإذا كان ملك الأردن قد ألقى بالكرة في ملعب مصر، فإن النظام الحاكم في مصر قادر بالتفاف الشعب من حوله على مواجهة هذا الطغيان وهذا الجبروت، وكم من حروب خضناها وكنا في زمنها أكثر ضعفا من حيث ميزان القوى، غير أن إرادة المصريين فعلت ما لم تستطع مواجهته آلة الحرب الصهيوأمريكية.
وبعيدا عن حالة التشرذم وتوزيع الاتهامات في العرب كل العرب في مواجهة الآن مع فكرة الوجود الحضاري والإنساني ولن يكون من الحكمة مناقشة الأمر فرادى، القضية قضية العرب وتاريخهم ووجودهم وكل المعطيات تؤكد أننا لسنا في حالة استسلام ولن نكون أبدا.
القضية في مصر تختلف كليا وجزئيا فالواقع التاريخي يؤكد أن مصر بذلت من دماء أبنائها أكثر من غيرها ولو حظيت بالدعم المناسب لاستمرت المواجهة حتى التحرير، وعندما اختارت القاهرة طريق السلام كان اختيارها مشروطا بالقضية الأم والوصول إلى حل كامل لها.
مصر لا تستطيع أن تقامر بدماء أبنائها وليس لدى القاهرة أي مبرر يدفعها إلى التخلي عن شهداء بذلوا أرواحهم فداء للقضية ولتحرير فلسطين، ولن يستطيع نظام في بلادنا أن يختار تصفية القضية؛ لأن ذلك يعني أن دماءنا ذهبت هدرا أو راحت دفاعا عن باطل وهو ما يخالف الواقع والتاريخ والحقيقة.
وتذكرة لترامب وغيره من أعداء الأمة نذكره بما لدينا، عند الاعتداء الصهيوني على غزة في العام 2009 م قال الرئيس الراحل حسني مبارك أن مصر قدمت 120 ألف شهيد؛ دفاعا عن القضية الفلسطينية وعند الاعتداء على غزة في العام 2014 م قال الرئيس السيسي إن مصر قدمت أكثر من مائة ألف شهيد دفاعا عن قضية العرب الأولى.
في حين تشير المصادر الصهيونية إلى أن الأرقام أقل من ذلك بكثير، حيث نشرت المكتبة اليهودية الافتراضية الإسرائيلية عبر موقعها إحصائيات بالخسائر البشرية للحروب الإسرائيلية العربية بدءًا من عام 1920 وحتى الحرب على غزة عام 2014.
أشارت إلى أن إجمالي الشهداء من كافة الدول العربية مجتمعة في الحروب التي شاركت فيها مصر ضد إسرائيل يبلغ 50 ألفًا و300 شهيد فقط، بواقع 10 آلاف شهيد بحرب 1948 و3 آلاف شهيد بحرب 1956، 18300 شهيد بحرب 1967 و19 ألف شهيد بحرب 1973، وهي الأرقام التي تشمل 6 دول وهي (مصر – الأردن – العراق – سوريا – السعودية – لبنان) فضلًا جيوش ومنظمات غير نظامية متعددة الجنسيات العربية.
بالطبع نحن لا نثق في أرقام العدو غير أن ذلك لا ينفي أننا لم نصدر حتى تاريخه وثيقة تشير إلى الأرقام الحقيقية لشهداء مصر والعرب في نضالهم ضد كيان الاحتلال ولن يكون من المنطقى أن نتجاهل أرقاما نطق بها رؤساء مصريين خاض بعضهم الحرب وجها لوجه.
الفكرة هنا أن أي نظام عربي يبارك ما جاء به ترامب تصبح شرعية وجوده تاريخيا ومستقبلا على المحك ولن يجد لنفسه مبررا ولن يكون لبقائه قبول أو منطق شعبي وهو ما لا يفهمه مقاول العقارات دونالد ترامب.. الحرب فعلا على الأبواب وإن كنا دعاة سلام فإن منطق السلام يتطلب قوة تحميه وسندافع عن تاريخنا بكل غالٍ ونفيس.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا





