رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ محمود الطوخي لـ"فيتو": السماسرة أفسدوا القراء.. إجازة القارئ "السوقي" جريمة.. وحان الوقت لإحياء دولة التلاوة المصرية

القاريء الشيخ محمود
القاريء الشيخ محمود الطوخي، فيتو
18 حجم الخط

الشيخ محمود الطوخي: 

-تعلمتُ الخشوع من الشيخ محمد رفعت والقوة من الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي والإمتاع من الشيخ مصطفى إسماعيل ومقام الصبا من الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والنهاوند من الشيخ محمد صديق المنشاوي

-أقول للجمهور: "اسمعوا صح" ونقٌّوا آذانكم وتخيروا القراء الذين يحفظون كتاب الله ولا يتلاعبون بآياته

-أطلقت مبادرة لاكتشاف عناصر مبشرة في التلاوة والابتهال والأذان..وهذه رسائلي للنقابة والإذاعة والجمهور

 

يُصنَّف القارئ الشيخ محمود الطوخي ضمن الطبقة الأولى من قراء الإذاعة المعاصرين: صوتًا وأداءً وأحكامًا وإحكامًا. شق لنفسه طريقًا وصنع اسمًا بين قراء القرآن الكريم وسط أجواء ضبابية تشابكت فيها المصالح الذاتية مع الذائقة المتراجعة. لم ينخرط مع مظاهر الانحراف التي اجتاحت دولة التلاوة في السنوات الأخيرة، ولم يتنازل ولم يفرِّط في كتاب الله، وآثر الابتعاد، حيث طار إلى دولة الإمارات العربية واستقر إمامًا بأحد مساجدها ومُعلمًا للقرآن الكريم لجنسيات مختلفة، ساعده على ذلك كونه خريجًا لكلية الألسن، ومُتقنًا للغتين الإنجليزية والفرنسية، كما طاف عديدًا من دول العالم الإسلامي، كان خلالها ولا يزال سفيرًا مصريًا فوق العادة للقرآن الكريم. ومؤخرًا.. أطلق "الطوخي" مبادرة كريمة لاكتشاف عناصر مبشرة في التلاوة والابتهال والأذان..تفاصيل وأسرار أخرى نعرفها في سياق الحوار التالي:
-أطلقتم مؤخرًا مبادرة لاكتشاف المواهب في التلاوة والابتهال والأذان..ما تفاصيلها؟
-فعلًا..أطلقت عبر حسابي الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مسابقة لاكتشاف عناصر واعدة مبشرة في التلاوة والابتهال والأذان، بشرط أن يكونوا متأثرين بالرعيل الأول، وقد أطلقتُها بغرض العمل على إحياء دولة التلاوة المصرية صاحبة الفضل العظيم على العالم الإسلامي. وسوف  أعرض على صفحتي يوميًا 3 فيديوهات قصيرة خلال شهر رمضان في كل مجال؛ لاختيار الأفضل في نهاية الشهر، وقد رصدت مكافأة مالية من جيبي الشخصي للفائزين، والحكم سوف يكون للجمهور والمتابعين،  والباب مفتوح للسادة القراء الإذاعيين لدعم المسابقة إن أرادوا إلى ذلك سبيلًا. كما ذكرت..فإن الهدف من المبادرة نبيل وطيب، ومتأكد أن مصر -التي أنجبت من قبل عظماء في التلاوة والابتهال- لم تعقم بعد، وقادرة على إنجاب مواهب أخرى لا ينقصها سوى الفرصة والدعم والتمكين.
- تبحت من خلال مبادرتكم عن استنساخ القديم..فما الجديد إذن؟
هذا ليس صحيحًا ولا دقيقًا، ولكن أبحث عن مواهب تغلغل القرآن الكريم في وجدانها، وتشبعت من أكابر القراء الأجلاء الذين يُعتبر كل منهم مدرسة في الصوت والأداء، ثم بنت على ذلك، وجعلت لنفسها سمتًا خاصًا بها. التأثر بالقديم لا يكون تقليدًا، ولكن تعلمًا واقتباسًا وأثرًا طيبًا وهوية خاصة. كثير من القراء المعاصرين يفتقدون إلى الهوية والسمت والطابع الخاص، ويتسابقون في "الزعيق والصراخ والتجعير". نريد أن نصحح المسار، هذه مبادرة شخصية، أتمنى أن تكون خطوة في الطريق الصحيح، تتبعها خطوات أخرى من جهات وأشخاص يشغلهم إحياء دولة التلاوة المصرية.

الشيخ محمد رفعت، فيتو
الشيخ محمد رفعت، فيتو

-دعنا نفصل القول في ثنائية التقليد والمحاكاة، بسبب ما يشوبها من لغط وسوء فهم.
-كما ذكرت آنفًا..فإن قراء الرعيل الأول كانوا مدارس في فنون التلاوات، بل إن منهم من يمكن وصفه بـ"الجامعة"، مثل: الشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل. هؤلاء امتلكوا مفاتيح التلاوة الجيدة وشفراتها وألغازها، بما وهبهم الله واختصَّهم، ومن ثمَّ فإن أي قارئ جيد يجب عليه أولًا أن يطوف بهذه المدارس، ويتعلم منهم فنون التلاوة ودروبها،ثم يبني على ما تعلم واقتبس، ويصنع لنفسه بصمة خاصة وسمتًا معينًا. القراء القدامي نعلم هويتهم من أول الاستعاذة والبسملة، أما معظم قراء هذا الزمان فيصعب معرفة أسمائهم من مجرد الاستماع إليهم! دعني أزيدك من الشعر بيتًا، وهو أن القراء القدامي أنفسهم تحدثوا في زمانهم عن تأثرهم بسابقيهم، الأمر إذن ليس بدعة. تراث العظماء في كل مجال يظل مُلهمًا للأجيال اللاحقة،  ومقاطعته خطيئة، لذا ركزت في مبادرتي على أن يكون المشاركون متأثرين بمواهب الأولين، ومحافظين على التقاليد الراسخة والضوابط الحاكمة لمدرسة التلاوة المصرية التي طبَّقت شهرتها آفاق العالم الإسلامي من قبل، وهذا نسميه محاكاة..أما التقليد فهو أن يضع القارئ قدميه على قدمي القارئ الذي يقلده، بل أحيانًا يقلده في مشيته وثيابه وحشرجة صوته!
إذن.. ما هي سمات القارئ الواعد والمبشر والذي يؤمل فيه خيرًا؟
-القاري الجيد لا بد أن يكون مستمعًا جيدًا في الأصل. تراكم الأصوات والمقامات في العقل الباطن يقود صاحبه بدون وعي إلى تقديم أداء طيب.
وهل هذا ما فعلته في بداياتك؟
كفاني شرفًا أن طريقتي الخاصة التي يعرفني الناس بها تولدت في الأساس من الاستماع الي الكبار والتعلم منهم والتأثر بهم، حتى أصبحت مجددًا ومتجددًا وصاحب طريقة وبصمة بفضل الله. لا أنكر أنني تأثرت بأكابر القراء، فهم أساتذتنا الأعلام وكنوز لا تفني وأصواتهم مُلهمة، بأيٍّ منهم اقتدينا اهتدينا. وشخصيًا..تعلمتُ الخشوع من الشيخ محمد رفعت، والقوة من الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، والإمتاع من الشيخ مصطفي إسماعيل، ومقام الصبا من الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والنهاوند من الشيخ محمد صديق المنشاوي..وإجمالًا..أتعلم من أي قاريء منضبط ومتقن.

 

الشيخ مصطفى إسماعيل، فيتو
الشيخ مصطفى إسماعيل، فيتو

 

دعنا ننتقل من مبادرتكم التي نتمنى لها النجاح والتكرار والتوسع إلى حال دولة التلاوة المصرية..لماذا تراجعت وانحرفت عن الجادَّة بهذا الشكل؟
-لا عاقل أو منصف ينكر أن هناك ترديًا شاملًا وتراجعًا كبيرًا، وعدم تقدير لكتاب الله بين معظم القراء الإذاعيين وغيرهم. يكفي أن تعلم أن هناك قراء معروفين يقومون بتركيب كلام الله على بعض الألحان الساقطة والهابطة، والأزمة الأكبر أن يكون هناك جمهور واسع لهذه الفئة من القراء المتلاعبين الذين يفتقدون إلى الحد الأدنى من مقومات قاريء القرآن الكريم، بعضهم لا يجيد النطق السليم لألفاظ القرآن الكريم، ناهيك عن أحكام التلاوة وأصولها. وكما تعلم..فإني أطوف عديدًا من الدول الإسلامية، وفي كل دولة أحل بها..يواجهني سؤال وحيد لا يتغير وهو: ماذا حدث في مصر، لما تراجع مستوى القراء المصريين، متى تعود دولة التلاوة المصرية إلى سابق عهدها؟

-وما السر وراء هذا التراجع الكبير كما تقول؟
- هذا التراجع تتشارك فيه أسباب وجهات عديدة، أبرزها وأقواها-من وجهة نظري- هو الجمهور الذي يرتضي أداءً سوقيًا وهابطًا، بل ويطلبه ويلح في الطلب، والقارئ الذي يحقق له مطلبه يرفعه إلى السماء، والقارئ الذي يلتزم ويخشى الله يُعرضون عنه، هذه معادلة غريبة ومفارقة مريبة وقِسمة ضيزى. سرادقات العزاء أفسدت كل شئ، وتقدم صورة سيئة عن مصر عبر منصات الفضاء الإلكتروني. أما الطرف الثاني المسؤول عن هذه الكارثة فهم سماسرة العزاءات الذين يتحكمون في سوق القراء، بل قد يغلقون محافظة أمام قارئ ما ويفتحونها أمام غيره، طالما استجاب لرغباتهم وإملاءاتهم وشروطهم المالية! سماسرة العزاءات يتحملون الجانب الأكبر من تدمير دولة التلاوة المصرية، وإفساد العلاقات بين القراء. تخيل أن بعضهم يتفق مع أهل الميت أثناء احتضاره عن القارئ الذي سوف يُحيي عزاءه، ويتقاسمون مع القراء أجورهم. لقد أصبحوا مافيا سيئة السمعة أبرأ إلى الله منها ومن التعامل معها وممن يتعامل معها إلى يوم القيامة. أما السبب الثالث فيتمثل في تغييب الكتاتيب عن القرى بصورتها الكلاسيكية. معظم كبار القراء القدامي تخرجوا في كتاتيب القرى التي كان شيوخها يتسمون بالحسم والحزم والشدة، فضلًا عن أنهم كانوا بحورًا من العلم القرآني. ولا يجب التعويل على النظام الأكاديمي؛ لأنه لا يقوم على التحبيب في القرآن الكريم، ولكن على التلقين والحفظ الإجباري! أما السبب الرابع فتتقاسمه نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم والإذاعة، فكلاهما مقصر أشد التقصير؛ لأن إجازة قارئ ذي أداء سوقي جريمة لا تغتفر بحق القرآن الكريم.
-ماذا تقصد بالقارئ السوقي؟
-هو القاريء الذي لا يوقر القرآن الكريم، وينصاع لرغبات الجمهور والسماسرة، ويميل إلى الزعيق والصراخ والتجعير، ويغلب النغم ويرجح الغناء أثناء التلاوة، ويُخاصم الضوابط الأصيلة في القراءة، ويدهس الأحكام، ولا يجيد وقفًا ولا ابتداءً!!
- السؤال المباشر والتقليدي هنا: أين دور نقابة القراء؟
-نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم –بكل أسف- لا تحمي كتاب الله من العبث في العزاءات والأمسيات وتغضُّ الطرف عن المهازل التي تحدث. تحصر دورها في تهديد بعض القراء المغمورين، ولا تمس القراء المعروفين مهما أخطأوا وقصروا وتلاعبوا. يجب منح النقابة حق الضبطية القضائية حتى تسقط عنها الحجة، وحتى تضطلع بدورها في كبح جماح هذا الانحراف.
-لماذا ألحظ نبرة حزن في إجاباتك؟
-الإحساس بالظلم شيء صعب جدًا. لك أن تتخيل مثلًا أن إذاعة القرآن الكريم تذيع لي أمسية واحدة كل ثمانية أشهر، وتذيع لغيري 4 أمسيات في الشهر، بمعدل أمسية واحدة لي مقابل 32 أمسية له. هناك قراء كثيرون من ذوي الأداء المنضبط والرصين يتعرضون للاضهاد، في مقابل تمكين قراء آخرين لا يقدرون كتاب الله حق قدره. الإذاعة تلعب دورًا كبيرًا في فرض قارئ من عدمه!!

 

الشبخ محمد حشاد، فيتو
الشبخ محمد حشاد، فيتو


-في الأخير..رسائل سريعة توجهها إلى من يهمه أمر دولة التلاوة المصرية.
-أقول للجمهور: "اسمعوا صح"، نقٌّوا آذانكم، تخيروا القراء الذين يحفظون لكتاب الله منزلته، ابعدوا عن المتلاعبين وذوي الأداء السوقي.
-أقول للنقابة: اضطلعي بدورك. أعيدي الكتاتيب إلى القرى وأشرفي عليها، واعقدى المسابقات بين القرى؛ لاكتشاف مواهب قرآنية حقيقية وانتخاب الأفضل من بينها وتصعيده، وحاسبى المتلاعبين والمقصرين والمتهاونين، ولا تقبلي في قوائم عضويتك من لا يستحقون شرف الانتساب إليك.
-وأقول لإذاعة القران الكريم: لا تعرضي عبر أثيرك إلا تلاوات الملتزمين فقط، واستبعدي السوقيين، وكوني منصفة مع القراء المنضبطين والملتزمين.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية