الشيخ محمد رفعت.. صاحب الصوت الذهبي الذي أسَر قلوب المسلمين.. رفض التبرعات المخصصة لعلاجه.. قرأ في الإذاعة بأمر ملكي.. وهذه أبرز مقولاته
الشيخ محمد رفعت، صوت ملائكي لقب بقيثارة السماء، مقرئ رمضاني، فمن منا لم يفطر على أذان المغرب بصوته، حتى أصبح علامة من علامات الشهر الكريم، صنع لنفسه بصوته واتقانه مكانا محفوظا في العالم الإسلامى أجمع وتهافت عليه الغرب قبل العرب، اهتم بمخارج الألفاظ وكان يعطي كل حرف في القرآن الكريم حقه لكي يصل المعنى الحقيقي إلى صدور مستمعيه وينتقل من مقام إلى مقام دون أن يشعرنا بالاختلاف، هو صاحب مقولة "قارئ القرآن لا يهان"، وصفه نجيب الريحاني بالمنحة الإلهية، رحل عام 1950.
ويقول عنه الشيخ الشعراوي: الشيخ محمد رفعت صاحب الصوت الذهبي الذي يطوف بنا عبر العوالم القدسية من خلال آيات القران الكريم، كان صوته بالفعل يغوص في أعماق الوجدان والروح والعقل والإدراك الذي يهب المستمع نفحة من حلاوة الإيمان، حتى كان بعض الناس لا يستمعون لصوته إلا وهم على وضوء حتى يستقبلوا إشراقات الصوت بخشوع، وإن كان الله مَنَّ عليه بصوت فريد الجمال فقد مَنَّ عليه أيضا بنعمة المقدرة على تجسيد المعاني إلى درجة يكاد معها الإنسان ينظر إلى أهل الجنة في الجنة وهم يتيممون وإلى أهل النار فى النار وهم يعذبون.
استفتاء شيخ الأزهر في الغناء
وجاءت البداية عام 1934 عندما كان الشيخ محمد رفعت يقرأ في أحد المآتم فاستمع اليه الأمير محمد علي صدفة وأعجب بصوته وأسلوبه في التلاوة فأرسل يستدعيه واختاره لافتتاح الإذاعة الأهلية بتلاوته بصوته، ولأن قراءة القران بالإذاعة كان أمرا جديدا، فاستفتى الشيخ محمد رفعت شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري الذي أفتى له بجواز ذلك، وافتتح الشيخ رفعت الإذاعة بقوله تعالى: ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) فكان بذلك أول قارئ في الإذاعة الأهلية.

وعن ذكرياته لهذا اليوم يقول الشيخ محمد رفعت: لم أقبل التعاقد مع محطة الإذاعة إلا بعد أن حصلت على فتوى من الأزهر وفضيلة مفتي الديار بأن قراءة القرآن في الراديو حلال..وقد كان لأني في النهاية أخشى الله، وكنت أخشى أن يكون وجود الراديو في الأماكن العامة كالحانات والبارات يجعل القرآن الكريم يُقرأ على السكارى فأرتكب إثمًا.
أمر ملكي بالقراءة في الإذاعة في رمضان
وعن بداياته مع التلاوة قال الشيخ محمد رفعت: بدأت حفظ القرآن وأنا في الخامسة من عمري، وكانت النية تتجه إلى إلحاقي بعد ذلك بالأزهر، لكن شاء الله بعد ست سنوات، أتممت فيها حفظ القرآن ومجموعة من الأحاديث النبوية، وبعدها عامين في علم التجويد أن أحيى بعض الليالي في القاهرة بترتيل القرآن الكريم، ولم أكمل الرابعة عشرة.
وبدأ قراءة القران مرتلا في الليالي الرمضانية وهو في سن الخامسة عشرة ليعول أسرته بعد وفاة والده، فنال محبة الناس وحصل على شهرة واسعة، وأصبح القارئ لمسجد فاضل بحي السيدة زينب، وأحب الاستماع إليه الملك فاروق حتى إنه أمر أن يقرأ الشيخ في الإذاعة ثلاث مرات في اليوم في رمضان.
أكبر مكافأة 100 جنيها
وكانت أكبر مكافأة حصل عليها الشيخ محمد رفعت عن ترتيل القرآن بمأتم الملك فؤاد، ولأنه كان قريبا منه قرر ألا يتقاضى أجرا عن ذلك، لكنه كما يقول خشي أن يفهم ذلك خطأ بغير المعنى الذي يقصده، فأخذ المكأفاة التي قدرت بـ 100 جنيها.

ويحكي القارئ الشيخ محمد رفعت طريقة حياته بعد الشهرة التي حصل عليها فيقول: قضاء الوقت بين الأسرة والأولاد، ولا أغادر بيتي إلا إلى محطة الإذاعة لتلاوة القرآن أو فى مسجد الأمير فاضل بدرب الجماميز يوم الجمعة أو سهرة أدعى لإحيائها.. أصحو مبكرا وأصلي الفجر ثم أشرب القهوة ثم استقبل الأصدقاء والزوار، ولا آكل في اليوم إلا مرة واحدة ومن أحب الأكلات "سد الحنك"، وبالنسبة إلي أحب الأوقات هي التي أقضيها بجوار الفونوغراف الأثري في بيتي، الذي صنع عام 1903، مستمعا إلى الشيخ سيد درويش وعبده الحامولي وصالح عبد الحي.
في فجر أحد أيام رمضان وأثناء تلاوة الشيخ محمد رفعت القرآن بمسجد فاضل باشا بدرب الجماميز عام١٩٥٠، أصيب الشيخ الجليل محمد رفعت بالزغطة نتيجة لمرض لعين في حنجرته أدى إلى احتباس صوته، وظل على هذا المرض حتى أنه باع أثاث بيته في العلاج، ورفض كل التبرعات التي قدمت له وكان يقول: “الشافي هو الله”، حتى فاضت روحه الطاهرة وعلى لسانه عبارة "الحمد لله".

وكان الكاتب الصحفي أحمد الصاوي محمد قد دعا إلى اكتتاب شعبي لعلاج الشيخ محمد رفعت، وانهالت التبرعات من مختلف أنحاء العالم مسلمين ومسيحيين، حتى وصلت ٥٠ ألف جنيه رفضها الشيخ رفعت، قائلا: "أراد الله أن يمنعنى التلاوة، ولا راد لقضائه"، وتوفي بعدها بشهور قليلة في نفس يوم ميلاده بفارق 68 عاما، واستمر من يومها إلى يومنا علامة من علامات شهر رمضان يرتقبه المسلمون مع آذان المغرب لتناول الإفطار.
تسجيلات نادرة هدية للاذاعة
وجاءت آخر أخبار الشيخ محمد رفعت عندما أهدت حفيدته مؤخرا تلاوات نادرة تعود إلى عام 1934 التي قام بتسجيلها على أسطوانات للإذاعة المصرية إلى الهيئة الوطنية للإعلام، وقالت حفيدة الشيخ رفعت: إن التسجيلات النادرة قد تسلمتها من عائلة زكريا باشا مهران من أعيان القوصية محافظة أسيوط، والذي قام بتسجيلها من الإذاعة المصرية قبل ٩١ عامًا، وتعمل مدينة الانتاج الآعلامي على رفع كفاءة التسجيلات لإمكانية بثها من الناحية الفنية، حيث يتم البث في شهر رمضان المعظم، ليستمع جمهور إذاعة القرآن الكريم بهذه التسجيلات النادرة للمرة الأولى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
