رئيس التحرير
عصام كامل

المكالمة!

18 حجم الخط

المكالمة تمت، المكالمة لم تتم، المكالمة ودية، المكالمة ساخنة.. قل ما شئت فهي بالتأكيد المكالمة التى وقف العالم يترقبها، لكن المصريين والعرب بخاصة، والنازيين الإسرائيليين، على وجه أخص ترقبوها بقلق، لأنها تتعلق بأرض عليها شعب يجب طرده لحساب اليهود علي أرض مصرية دونها الموت.. الموت لهم قبل أن يكون لنا..

 
بدأ التوتر بتصريحات ترامب بعد أقل من أسبوع من توليه المنصب، إذ اقترح دولة إندونيسيا لاستقبال الفلسطينيين من غزة، ثم نسى إندونيسيا، وصوب رأسا نيران تصريحاته المجنونة إلى مصر والأردن، ولما رفضت الدولتان رشح ألبانيا التى ردعته برد قاس، ثم، قال إنه تحدث مع ملك الأردن، ومع الرئيس السيسي، نفت الرئاسة المصرية حدوث اتصال..

 

في الوقت نفسه، خرجت جموع الشعب المصري قاطبة في مظاهرات رفض الكترونية، تندد، وتسخر من جنون رجل يعطي من جيب غيره لحكومة إرهابية في تل ابيب.. وأظن ترامب ناله كلام يندي له الجبين.. مثل الذي سمعه من الدنمرك.


ومر يوم وإذا به يكرر رغبته في أن تفتح مصر والأردن حدودهما لتهجير مواطني غزة بحجة أن تعميرها يقتضي من عشر إلي خمسة عشر سنة، وهم، سكان غزة قاسوا وعانوا وبحاجة إلي الأمان والراحة ومن ثم فمصر والأردن سوف تفعلان ما أريده!


عادت مصر ورفضت رفضا صريحا، بدأ الرئيس بقوله لا أشارك في ظلم تاريخي علي الفلسطينيين، ودخولهم اراضينا يصفي قضيتهم وأمر يمس الآمن القومي المصري بل وأمن المنطقة. أضف إلي المشهد حشود المصريين علي آبواب رفح المصرية الجمعة الماضية، تهتف وترفض وتندد.. لا تهجير، لا تصفية للقضية الفلسطينية.


ثم فاجأت القاهرة العالم باجتماع وزراء خارجية خمس دول عربية مؤثرة ومعهم أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، ومعهم الأمين العام للجامعة العربية السيد أحمد أبو الغيط، ضم الاجتماع السعودية والأردن والإمارات وقطر ومصر الداعية للاجتماع بطبيعة الحال.. 

وخرج عن السداسي بيان عربي قوى حاسم يرفض التهجير ويدعو إلي التعمير وتمكين السلطة الفلسطينية من إدارة غزة، ورفض تقسيم غزة، بل ويدعو الادارة الامريكية الجديدة، ترامب، إلي العمل علي إحلال سلام دائم باقامة دولة فلسطينية وأن المجتمع الدولي يعول علي ترامب الذي يتمتع بالقوة لتنفيذ هذه الدعوة.


أهمية هذا الاجتماع أن الخمسة دول المجتمعين حلفاء وأصدقاء مقربون من الولايات المتحدة.. وليسوا خصوما أو مناوئين، بل متعاونون معها لحفظ الاستقرار في الاقليم المضطرب، ثم جاءت المكالمة الموعودة..


سبقها إذن رفض ملايين المصريين رفضا سبق حتى تصريحات الرئيس السيسي الرافضة، وسبقها تصريحات الرئيس في مؤتمره الصحفي مع الرئيس الكيني بقصر الاتحادية، ثم سبقها هذا الاجتماع السداسي العربي، الذي أظن أنه كان مؤثرا للغاية في نهج وطبيعة وأجواء الاتصال بين واشنطن والقاهرة، بين ترامب والسيسي.. 
 

ولا ريب قط في أن كل الدنيا راحت تنقب وراء كل حرف في بيان الدولتين، عن طبيعة الاتصال واجوائه، وهل طلب ترامب من مصر قبول التهجير أم لم يطلب.. 


خلا البيان تماما من أية اشارة عن ورود لفظ التهجير أو ما يوحي به، وإنما ركز علي تعزيز العلاقات الاستراتيجية والتعاون لإحلال السلام الدائم، ليحقق ترامب انجازا تاريخيا، وتلقي الرئيس دعوة مفتوحة لزيارة البيت الابيض، ودعاه الرئيس لحضور الافتتاح العالمي للمتحف الكبير، وهى فرصة ليعرف عن قرب ووجها لوجه مع أبو الهول ورمسيس الثاني والثالث ماذا تعني مصر.. التى جاءت أولا ثم جاء التاريخ..


سبقت هذه المكالمة الإعلان عن اللقاء المسموم بعد غد، الثلاثاء، بين ترامب ومجرم الحرب النازي نتنياهو، وهناك محوران معلنان لهذه المباحثات، الأول إتمام صفقة التبادل ووقف النار في غزة، والثاني بحث التهديد النووى الإيراني.. ومدى الموافقة ربما علي ضرب المنشآت النووية الايرانية.. وهو الأهم لهما معا.


من الغفلة أن نتوقع اسقاط ملف التهجير وتحريض ترامب التلقائي رد الفعل، علي الادارة المصرية، لكن نوقن أن الرئيس السيسي بالحكمة وحسن إدارة الحوار مع ترامب والكيمياء الفاعلة بينهما منذ الولاية الأولي لترامب 2016، من شأنها إبطال مفعول السم الصهيوني، بطرح أفكار جديدة مشتركة وحلول واقعية، دون المساس بأمن مصر وأحلام الفلسطينيين في العيش بسلام داخل حدود دولة معترف بها..
وننتظر المكالمة التالية بعد لقاء التحريض..

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية