رئيس التحرير
عصام كامل

الخيامية فن الخيوط الذهبية.. لوحات فنية من القماش والزخارف.. محمود يكشف أسرار المهنة.. ويؤكد: الآلات الحديثة «أبرز التحديات» (فيديو)

لوحات الخيامية
لوحات الخيامية
18 حجم الخط

 في قلب القاهرة الفاطمية، حيث تختلط روائح التاريخ بعطر الفنون القديمة، يعيش محمود الحريري، فنان الخيامية الذي أفنى 48 عامًا من عمره في إحياء هذا الفن التراثي العريق. في زقاق ضيق تفوح منه رائحة القماش المصبوغ، يجلس محمود بين لوحاته، وكأنه ناسجٌ للأحلام والذكريات، يقصُّ علينا قصة عشقٍ تمتد لعقود، حيث تغدو أنامله آلة زمن تعيد تشكيل التراث بألوان زاهية وخيوط دقيقة.

البداية من القاهرة الفاطمية.. حينما تصبح البيئة مدرسة للفن

 نشأ محمود في أحد أزقة القاهرة الفاطمية، حيث كل زاوية تحكي حكاية، وكل باب ينفتح على ورشة يدوية تعكس التراث المصري العريق. لم يكن الفن مجرد موهبة بل كان جزءًا لا يتجزأ من نسيج الحياة اليومية، من الأرابيسك المزخرف إلى النحاسيات الدقيقة وحتى الخيامية التي وجد فيها محمود شغفه.

"الفن في حواري القاهرة الفاطمية لا يُدرس في المدارس، بل يُنقل بالعين والقلب،" يقول محمود مبتسمًا. "كنت طفلًا أركض بين الحرفيين، أراقبهم وأتعلم بلا وعي، حتى أصبحت الألوان والخيوط جزءًا مني. لم يكن والدي يعمل بالخيامية، ولكن البيئة وحدها كفيلة بأن تصنع فنانًا."

 

الخيامية بين الأصالة والتجديد

 لم تكن رحلة محمود في عالم الخيامية مجرد تقليد لما سبقه، بل كانت محاولة دائمة للتطوير دون التفريط في أصالة الفن، ويرى أن الخيامية ليست مجرد مهنة، بل نافذةٌ يطل منها العالم على تاريخ مصر، حيث تعكس كل قطعة روح الزمن، من الزخارف الإسلامية إلى التصاميم الفرعونية وحتى الخط العربي المتشابك.

"نحن لسنا مجرد صُنّاع، نحن مؤرخون بأيدينا،" يقول محمود. "كل غرزة خيط تحكي قصة، وكل لوحة تحمل روح مصر القديمة والجديدة. أحرص دائمًا على استلهام أفكاري من التاريخ، لكني أضيف لمساتي الخاصة لتناسب العصر الحديث."

 

اللوحات اليدوية في الخيامية بين الإبداع والتحديات

 بين يديه، تتحول قطع القماش إلى أعمال فنية نابضة بالحياة، لكن هذا الإبداع يتطلب صبرًا وجهدًا هائلين. يستغرق العمل على بعض اللوحات يومين فقط، في حين تستغرق القطع الأكثر تعقيدًا عدة أشهر. يروي محمود عن تلك اللحظات التي يقضيها منحنيًا فوق عمله، يحيك ببطء، كأنه يغزل ذاكرة جديدة.

"كل لوحة تمثل جزءًا مني،" يقول بحنين. "حين أنتهي منها، أشعر وكأنني أودع ابنًا لي، بين فرحة الإنجاز وحزن الفراق."

 

الخيامية بموسم السياحة والتسويق.. معركة من أجل البقاء

 تعتمد صناعة الخيامية بشكل كبير على السياحة، حيث يتوافد السياح من مختلف أنحاء العالم لاقتناء هذه القطع الفريدة كتذكارات. لكن مع تذبذب القطاع السياحي، يعاني الحرفيون مثل محمود من صعوبة الترويج لمنتجاتهم.

"نحن نحتاج إلى تسويق أقوى ودعم أكبر من الحكومة،" يقول محمود بأسى. "تراثنا غني، لكن دون تسويق جيد، سيظل محصورًا في الأزقة الضيقة بدلًا من أن يصل إلى العالم بأسره."

 

الحرف اليدوية مستمرة رغم التحديات

 ورغم كل الصعوبات، لا يزال محمود مؤمنًا بمستقبل الخيامية. فهو يرى أن الفن اليدوي يحمل روحًا لا يمكن أن تموت، طالما هناك أيدٍ ماهرة وقلوب تنبض بحبه.

"الحرفة تمرض لكنها لا تموت،" يقول بحزم. “ما دامت هناك يد مصرية تحب هذا الفن، ستظل الخيامية حية، تتحدى الزمن ببهائها”، مشيرا الى ان الالات الحديثة ابرز التحديات.

هكذا تظل رحلة محمود الحريري أكثر من مجرد قصة فنان، بل حكاية عشق لتراث مصر، يحمله في قلبه ويعيد تشكيله بيديه، لتظل الخيامية جزءًا حيًا من ذاكرة الوطن، حاضرة في كل غرزة وخيط وألوان نابضة بالحياة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية