رئيس التحرير
عصام كامل

سيف الله المسلول، أسرار أعظم عبقرية حربية عرفها التاريخ

سيف الله المسلول،
سيف الله المسلول، خالد بن الوليد، فيتو
18 حجم الخط

خالد بن الوليد، رضي الله عنه، هو أعظم عقلية عسكرية، وأعظم عبقرية حربية عرفها التاريخ.. اكتشف رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، مواهبه الفذة في الجندية، والقتال، وأطلق عليه "سيف الله المسلول"، رغم أنه كان عائدا من معركة انهزم فيها جيش المسلمين، وعير الناس الجنود العائدين، آنذاك، بأنهم "فرَّار"، فرد عليهم، صلى الله عليه وآله وسلم: قائلا: "بل الكُرّار إن شاء الله".

خاض خالد بعدها أكثر من 100 معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الروم والفرس وحلفائهم، ولم ينهزم قط.

وقال عنه الجنرال الألماني "فون درجولتيس"، أحد أبرز قادة الحرب العالمية الأولى، وصاحب كتاب "الأمة المسلحة": "إنه أستاذي في فن الحرب".

في الحلقات التالية نستعرض جوانب العبقرية الحربية، وأسرارها عند خالد بن الوليد.

 

خالد يدعو قبيلة يمنية إلى الإسلام

بعثت سرية خالد إلى قبيلة بني الحارث بن كعب بنجران، باليمن، في ربيع الآخر من عام 10 هـ. 
وقادها خالد بن الوليد، رضي الله عنه، في 400 من المسلمين. وكانت ضمن البعوث النبوية لنشر الإسلام وتثبيت أركانه بعد فتح مكة.

بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خالد بن الوليد، إلى بني عبد المدان (فرع من قبيلة بني الحارث)، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام ثلاث مرّات فإن أبوا قاتلهم.

وكان لأهل نجران كعبة يعظمونها، وقد عبد قسمٌ منهم يغوث (صنم)، واعتنق بعضهم اليهودية، وبعضهم كان على النصرانية.

فلمّا قدم إليهم ابن الوليد، بعث الركبان في كل مكان يدعون إلى الإسلام، ويقولون: "أسلموا تسلموا"، فأسلموا ودخلوا في دين الله أفواجا. وأقام خالد بينهم يعلمهم الإسلام والقرآن.
وكتب خالد بن الوليد إلى رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، رسالة يخبره فيها بما جرى، وبإسلام بني الحارث، وبأنه مقيم بينهم يعلمهم الدين.
وانتظر ابن الوليد حتى جاءته رسالة من رسول الله، يطلب منه القدوم إلى المدينة مع وفدهم، وكان نص الرسالة: "من محمد النبي رسول الله إلى خالد بن الوليد.. سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو.. أما بعد، فإن كتابك جاءني مع رسولك تخبر أن بني الحارث بن كعب قد أسلموا قبل أن تقاتلهم، وأجابوا إلى ما دعوتهم إليه من الإسلام، وشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبد الله ورسوله، وأن قد هداهم الله بهداه، فبشرهم وأنذرهم، وأقبل وليقبل معك وفدهم، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته".
توجه خالد إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأقبل معه وفد بني الحارث بن كعب.

وروى بعض المؤرخين أنه لما رأى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وفد بني الحارث، سأل: مَن هؤلاء القوم الذين كأنهم رجال الهند (كان السواد غالبا على لونهم)، قيل: يا رسول الله، هؤلاء رجال بني الحارث بن كعب.
فلما جاءوه قالوا: نشهد أنك رسول الله، وأنه لا إله إلا الله.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله.
وأمّر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عليهم قيس بن الحصين وهو أحد سادتهم. 
ثم أرسل إليهم أحد الصحابة، وهو عمرو بن حزم يفقههم فى الدين ويعلمهم قواعد الإسلام ويأخذ منهم الصدقات.
فرجع وفد بني الحارث إلى قومهم فلم يمكثوا بعد أن رجعوا إلى قومهم إلا أربعة أشهر، حتى انتقل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى جوار بارئه.
وهكذا نجح خالد في تحقيق الهدف من هذه المهمة، دون قتال.

الطائف وتبوك

بعدها شهد خالد مع الرسول، صلى الله عليه وسلم، وقعتين لم يجر فيهما لقاء واشتباك، وهما الطائف وتبوك.
وكانت وقعة الطائف استكمالا لمعركة حُنين، حيث هربت إليها القبائل بعد فرارها واحتمت خلف أسوارها، وجمعت من المؤن ما يكفيها سنة كاملة، فأحاط المسلمون بالأسوار فرماهم المشركون بالنبل بغزارة، وقتلوا وجرحوا وهم متمكنون فى أسوارهم، فبرز خالد لهم يدعوهم إلى النزال ولا يجيبه أحد، ثم صاح به عبد يا ليل، عظيم ثقيف: "لا ينزل منا أحد ولكن نقيم فى حصننا، فإن فيه من الطعام ما يكفينا سنين، فإن أقمت حتى يفنى هذا الطعام خرجنا إليك بأسيافنا جميعًا حتى نموت عن آخرنا".
فقذفهم المسلمون بالمنجنيق وحاول نفر من الصحابة فتح ثغرة فى الحصن، فلم يتمكنوا.

فاستطلع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، آراء أحد القريبين من تلك القبيلة، فنصحه قائلا: "يا رسول الله، ثعلب فى جحر إن أقمت أخذته وإن تركته لم يضرك".. فتركهم وغادر إلى المدينة.


وفى الطريق، قسم الرسول، صلى الله عليه وسلم، غنائم حُنيْن قسمة لم تُرضِ أناسًا، فغضب رجل من المنافقين، وصاح فى حضرته: هذه قسمةٌ ما أريد بها وجه الله، فاحمر وجهه، صلى الله عليه وسلم، غضبًا، وقال له: "ويحك، من يعدل إذا لم أعدل؟".
ووثب خالد وعمر يستأذناه فى ضرب عنقه فأبى، وقال: لا.. لعله أن يكون يصلى، فقال خالد: وكم من مصلٍّ يقول بلسانه ما ليس فى قلبه؟!
فعاد النبى يقول: إنى لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أن أشق عن بطونهم.


وشارك خالد في وقعة تبوك في سنة 9 هـ، بقيادة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فتحرك الجيش في منتصف شهر رجب في عام 9 هـ نحو تبوك، لمواجهة حشود الروم في سوريا والأردن، والتي بدأت تتقدم من قبل هيرقل إمبراطور بيزنطة الذي كان موجودًا في حمص، وكان تحت قيادة الرسول، صلى الله عليه وسلم، أكبر جيش عرفه المسلمون آنذاك، وضم نحو 30 ألفا.

"دومة الجندل"

بعدها أمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خالدًا أن يذهب إلى "دومة الجندل" ليأتيه بأميرها، وكان يدعى "الأكيدر"؛ لأنه كان فى وسط الطريق بين الحجاز والعراق والشام عينًا للروم وحربًا للقوافل يدين للقسطنطينية بالعقيدة وبالطاعة.
وتقع "دومة الجندل" على طريق الشام قريبا من تبوك، على مسافة 450 كم من المدينة.


كان أكيدر بن عبد الملك، ملكا من نصارى العرب، وهو من قبيلة كندة، وكان يحكم دومة الجندل القريبة من الشام، وأهلها كانوا مثله على النصرانية، وكان لا يترك فرصة إلا ناصر فيها الروم على المسلمين، وقد خرجت غزوة وسرية في عام خمسة وستة هجريا لدعوتهم إلا أنهم رفضوا قبول دعوة الإسلام، وآثروا معاداة المسلمين.
ومن خبرة سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، بالقبائل وأحوالها والأمراء وعاداتهم، قال لخالد: "ستجده يصيد البقر".. فكان كما قال.

ذهب خالد إلى "دومة الجندل" فى 420 فارسًا، في ليلة مقمرة صيفا، فوجد الملك أكيدر قد خرج مع أهل بيته، ومعه أخ له يقال له: حسان، يصطادون البقر، كما أخبرهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
ونجح المسلمون، بقيادة خالد، في خداعهم، حيث أخذوا ينقرون على الباب، وكأنها نقرات قرون البقر فاستقبلتهم خيل المسلمين وألقوا القبض عليهم، وقتلوا أخاه.
قدم خالد بـ "أكيدر" على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فعرض عليه الإسلام أو دفع الجزية، فوافق "أكيدر" على دفع الجزية، وتعهد بالامتناع عن أي عدوان على المسلمين، فحقن الرسول، صلى الله عليه وسلم، دمه وأطلق سراحه فعاد لقريته.
وجاء في بعض الروايات أن أكيدر لما أسره الصحابة كان معه ألفا بعير، وأربعمائة درع وأربعمائة رمح.

ولكن بعد انتقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، توقف الأكيدر وزعيم آخر هو جودي بن ربيعة الغساني عن دفع الجزية.
وحارب الأكيدر عياض بن غنم الفهري (أحد قادة المسلمين في الشام)، وعزم العرب الذين كان يحكمهم "أكيدر" على قتال المسلمين، ولكنه تراجع خوفا من خالد بن الوليد وتوجه إلى العراق.
ولما سمع "أكيدر بن عبد الملك" بتوجه خالد نحوه امتلأ قلبه رعبًا وانسحب قبل القتال، ولكنه وقع في الأسر في الطريق ثم قتل.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية