رئيس التحرير
عصام كامل

غرر به يهودي، قصة تهديد الزرقاوي لـ يوسف وهبى لمنعه من تجسيد شخصية النبي محمد

يوسف وهبى
يوسف وهبى

فى جريدة الأهرام 25 مايو 1926 نشرت خبرا عن تهديد الزرقاوي مدرس المعاهد الأزهرية لفنان المسرح يوسف وهبى وترجع القصة إلى قدوم مخرج تركى اسمه وداد عرفى ــ ثبت بعد  ذلك أنه يهودى ــ  إلى مصر حيث سلم خطابا إلى سعيد باشا ذو الفقار كبير أمناء القصر، عن رغبة شركته السينمائية تقديم أفلام تاريخية اسلامية تصور فى مصر.


وافاد عرفى فى خطابه انه سيبدأ بتصوير فيلم " حب الأمير " يحكى قصة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الشركة اختارت يوسف وهبى لتقديم شخصية الرسول فى الفيلم، وحضر ماركوس نفسه صاحب الشركة الأمريكية الى القاهرة.


ولقد علم يوسف وهبي أن ماركوس يريد صنع فيلم عن النبي محمد ورسالته الإلهية والإسلام الصحيح وتقديمه إلى “الأمريكان”، وأنه سيلعب هو دور البطل أن سيجسد شخصية النبي نفسه على الشاشة الكبيرة، واعتقد يوسف وهبي أن هذه مبادرة جيدة للغرب الذين لا يعرفون الإسلام على الإطلاق.

حملة شرسة ضد يوسف وهبى 


بدأ الفنان يوسف وهبي، استعداده لأداء هذا الدور، وتم نشر عدد من الصور الفوتوغرافية للشكل الذي سيظهر للنبي في الفيلم في عدد من المجلات ولم يكن رد فعل الجمهور جيدًا حيث ثار الجمهور وشنت حملة شرسة ضد يوسف وهبي وأرسل شيخ الأزهر خطابًا إلى وزارة الداخلية في اليوم التالي للتحقيق بالأمر، لمنع يوسف وهبى من القيام بالدور حتى إن اقتضى الأمر منعه من السفر، وطالب مخاطبة حكومة باريس بواسطة ممثل مصر هناك لمنع تمثيل هذه الرواية.


وبمجرد نشر الخبر الذى تناقلته الاوساط الثقافية وتناثرت الشائعات عن توقيع يوسف وهبى لعقد الفيلم حتى بدأت الجولات الصدامية بين الجهات الدينية من جهة ووداد عرفى ويوسف وهبى من جهة أخرى. 


فى اليوم التالى نشرت الأهرام ردا من الفنان يوسف وهبى تحت عنوان ( كيف يصورون النبى محمد ) مهاجما صناع الفيلم قائلا: اننى اذا كنت قد رضيت ان العب هذا الدور فى السينما فليس الا لرفعة شأن محمد عليه السلام وتصويره امام العالم بشكل محترم وبحقيقته النبيلة وان الغرض من هذا الفيلم هو الدعوة والارشاد للدين الاسلامى.


وبعد يومين نشر يوسف وهبى رسالة أخرى تحت عنوان ( من يوسف وهبى الممثل الى حضرات العلماء وجميع الشعب المصرى يعترف فيها بالاتفاق مستخدما أدق التفاصيل وينهى رسالته بقوله:أتقدم لكم بصفتى طالبا النصيحة والارشاد وان تدلونى على السبيل القويم الذى يجب على أن أسلكه.


ولقد شهد يوسف بك وهبي أول معركة رقابية في تاريخ السينما المصرية السينمائية، ووصل الامر الى تهديد الملك فؤاد له بسحب الجنسية المصرية منه إذا لم يتراجع عن الفيلم , وبذلك بدات الحرب ضد يوسف وهبى وكان أول هجوم عليه من إبراهيم جاب الله وكان احد علماء الازهر الذى نشر رسالة فى الاهرام يوم 26 مايو اشار فيها الى نذير الشر الذى تقصده شركة ماركوس من وراء هذا الفيلم مطالبا يوسف وهبى بالتنحى عن الفيلم.


وفى يوم 28 مايو نشرت الأهرام رسالة من الزرقاوي مدرس المعاهد الازهرية يهدد ويقول لـ يوسف وهبى: كفى كفى يا استاذ التمثيل عذرك اعظم من ذنبك، أنى لك ان تأتى بصورة تمثل الجمال والكمال المطلق والتوقير المطلق، لقد خدعتك نفسك فاستغفر الله.،

بديع خيرى يدافع عن شخصية محمد 


رد عليه وداد عرفى: كونوا على ثقة بان شركة ماركوس السينمائية لن يكون فيها اى عمل يمس دين الامة الاسلام.، ورد عليه بديع خيرى بقوله: ان شخصية نبى الاسلام محمد عليه السلام ارفع بكثير مما يستطيع ان يصوره مجرد شخص فى غير مقام النبى.

يوسف وهبى فنان المسرح 


ولقد تم استدعاء يوسف وهبي من قبل وزارة الداخلية للتحقيق معه في هذا الأمر وتم إرسال رد لمشيخة الأزهر تؤكد فيه أنه سيعتذر في الصحف عن قبوله الدور وعن تجسيد شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو بالفعل ما أقدم عليه يوسف وهبي حيث نشر أنه عدل عن أداء الدور بناء على قرار العلماء واحترامًا لرأيهم السديد.

يوسف وهبى يحاول اثبات حسن النية 


ودافع يوسف وهبي عن نفسه مؤكدًا أن قبوله لأداء الدور كان نابعًا من رغبة في رفعة شأن النبى محمد صلى الله عليه وسلم وتصويره أمام العالم الغربى بشكله اللائق به وحقيقته النبيلة، كما أنه كان يهدف من الفيلم الدعوة والإرشاد للدين الإسلامى

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
 

الجريدة الرسمية