رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون، حكاوي زمان.. أنيس منصور يتحسر على رمضان زمان

حكاوى زمان، فيتو
حكاوى زمان، فيتو

في عموده مواقف بجريدة الأهرام عام 1980 كتب أنيس منصور مقالا بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك قال فيه: أصبح شهر رمضان شهر الشراهة والطعام الكثير، والكثير جدا جدا والشراب والسهر، والذى ينتهى عادة بالكعك والبسكويت والغريبة، والملابس الجديدة وأيضًا الطعام، والذهاب إلى القرافة لقراءة الفاتحة على المرحوم، وتوزيع الفطائر والبلح والفلوس على أرواح الموتى.


أما رمضان الذى نقرأ عنه فى الكتب القديمة والذى نسميه رمضان زمان فلا وجود له، فليس هناك مواكب للرؤية، وقد ندر وجود المسحراتى الذى يوقظ النائمين لتناول السحور.. فلم يعد يتجول ليلا في الشوارع حاملا طبلته الشهيرة يقرع عليها دقاته مصطحبا طفلا يحمل المصباح لينير له الطريق أمامه ينادى ويقول: (اصحى يا نايم.. وحد الرزاق.. رمضان كريم، قوموا تسحروا فإن في السحور بركة)، واكتفى بالإعلان عن موعد السحور بالتليفزيون فقط وأحيانا مسحراتى التليفزيون.

Advertisements


أما مدفع الإفطار الذى نسمعه فى الراديو فقد أصبح مثل ساعة جامعة القاهرة، المعطلة دائمًا، والتى تدق في الإذاعة فقط لتوحيد الوقت.


وإذا كان الفانوس أشهر العلامات الرمضانية في مصر منذ عهد الفاطميين فقد اختفى هو الآخر، وظهرت بدلا منه تقليعات جديدة بعيدة كل البعد عن فانوس زمان، فاختفت الشمعة وظهر الفانوس البلاستيك، ودخل معه الفانوس العروسة والفانوس المستورد الذى يعمل بالزمبلك، حتى في الريف لم يعد أحد يعرف رمضان القديم لأن الفلاحين أصبحوا لا ينامون مبكرا كما كانوا وأصبحوا يجلسون وينامون أمام التليفزيون على موعد مع الفوازير والمسلسلات مثل أهل القاهرة تماما.


فكما تغير شكل الحياة في مصر تماما فإن الطقوس والمظاهر الرمضانية تطورت وتغيرت بالمثل، وأصبح الجميع يترحم ويسأل فين رمضان زمان، اللى كان وكان، وكان زمان.

 


وهناك أحياء بأكملها لا تعرف شيئا عن المسحراتى لأن سكانها لا يرونه ولا يسمعونه، فليس فى جاردن سيتى أو الزمالك أو مصر الجديدة مسحراتى واحد يخرج لإزعاج السادة الأثرياء، رحم الله المسحراتى المنقراتى اللى في البلد جوال الذى تلاشى إلا من بعض الأحياء القديمة والقرى النائية.

الجريدة الرسمية