رئيس التحرير
عصام كامل

هذه هي الجامعات التي تحتاجها مصر!

قرار مجلس الوزراء بالموافقة على إنشاء جامعات خاصة جديدة يطرح تساؤلات عديدة: هل نحن فعلًا في حاجة لمثل تلك الجامعات بتكوينها المنصوص عليه في القرار.. وما الذي ستضيفه لمنظومة التعليم والبحث العلمي.. وهل يتم تجهيزها لتلبي احتياجات مصر في المرحلة المقبلة أم تصبح مجرد مشروع "بيزنس" لجنى الأرباح دون أن تضيف جديدًا للاقتصاد والإنتاج ومواكبة سوق العمل؟!


وعلى أي أساس يتم تحديد احتياجاتنا من الجامعات الخاصة أو الأهلية؟ وماذا عن تطوير الكليات الحكومية التي تناسب أبناء البسطاء والكادحين الذين لا يستطيعون الإلتحاق بالجامعات الخاصة أو الأهلية؟!

Advertisements

 

ألسنا في ظل هذا الغلاء والصعوبات الاقتصادية الطاحنة نحتاج لكليات زراعة حيوية تعيد مصر لأمجادها الزراعية، حين كانت سلة غذاء للعالم أيام الإمبراطورية الرومانية، أو أعظم منتج للقطن طويل التيلة الذي لا ينافسها فيه أحد؟!

 

من المتسبب في زوال القطن المصري عن عرشه عالميًا؟ من أدخل ثقافة الكانتالوب وتشجير أراضى الدلتا؟ وهجرة محاصيل القمح والشعير والذرة إلى زراعة شتلات الأشجار التي تجهد التربة ولا تقدم غذاء للمصريين؟!

 

 ومن المسئول عن تحول القرية إلى عالة على الدولة؟ فلم تعد منتجة تكفى حتى نفسها من بيض المائدة والدجاج والخبز كما كانت في عصرها الذهبي؟ اليوم باتت تعتمد على أفران الخبز الحكومي الذي تدعمه الدولة بدقيق بعضه محلى وأكثره مستورد بمليارات الدولارات!

 

هل انتهى عصر الدورة الزراعية؟ متى نلتفت لأهمية التعليم الفني المنتج الذي يستطيع دون سواه أن يمد المصانع بالعمالة الفنية المدربة القادرة على صناعة الفارق وتعميق التصنيع المحلى؟ نحن نحتاج إلى السباك الماهر والكهربائي الشاطر والفنيين المهرة في كل التخصصات!


انظروا إلى بلد بحجم ألمانيا وكم يجنى سنويًا من التعليم الفني لتعرفوا أن عصر الكليات والتخصصات النظرية والتعليم بنظرية الكم وليس الكيف، لا تقدم ولا تؤخر بل تهدر موارد تشتد حاجتنا إليها في ظل ما تعيشه مصر من ظروف اقتصادية صعبة.. 

لن ينقذها منها إلا زيادة حقيقية في الإنتاج ورؤية جديدة للحكومة والشعب تقوم على تغيير النظرة للتعليم الفنى والتخلص من كابوس الثانوية العامة أفشل نظام تعليمى في العالم..

 

 

صدقونى حين يدرس الطالب ما يحب حينها فقط سوف نجد مبدعين ومبتكرين يمكنهم صناعة الفارق وصناعة نهضة حقيقية نجح في بنائها محمد على الكبير قبل قرنين من الزمان بطائفة من المبعوثين الذين أطلقوا شرارة التقدم وخرجت بهم مصر من عصور التخلف إلى عصر العلم والتمدين.. فمتى يكون العلم للعلم والإنتاج وليس مجرد شهادة للحصول على وظيفة؟!

الجريدة الرسمية