رئيس التحرير
عصام كامل

جهاز الشروق.. نموذج للأداء المتميز؟!

لا أدرى على أي أساس يجرى اختيار رؤساء أجهزة المدن الجديدة.. وكيف يجرى تقييم أدائهم.. هل على أساس نجاحهم في رفع منسوب الرضا الشعبي على الأداء الحكومي أم على أساس تحقيق المستهدف من الخطط الحكومية.. أم وفق تقارير مكتبية ترفع من تشاء وتخسف الأرض بمن تشاء.. وتستبقي من تشاء وتستبعد من تشاء؟!


رأيي أن العمل الميداني وسرعة الاستجابة لمطالب الجمهور والتفاعل مع مشكلاته وتطلعاته وطموحاته، والتخفيف من أعبائه، ينبغي أن يظل الفيصل في الترقية والتصعيد في أي منصب حكومي سواء في المحليات أو أجهزة المدن الجديدة أو حتى الوزارات الخدمية الأكثر اتصالًا بمصالح الناس وتعاملًا مع الجمهور.
المسئول الحق الذي يتعامل مع الوظيفة العامة بمنطق الموظف الذي عليه أن يحقق رضا المواطن بتقديم أفضل خدمة ممكنة ترضيه وتخفف عنه أعباءه لا أن يتعالى عليه استقواء بمن عينوه في الوظيفة، ويملكون وحدهم قرار استبقائه أو استبعاده منها.. وهنا يظهر الفارق بين من يحترم عمله ويتواضع لمن هو دونه ومن يستعلى على الناس ويراهم عبئًا عليه لا حاجة به إليهم..

Advertisements

 

جهاز مدينة الشروق.. والأداء المتميز

المسئول المبدع يمكنه أن يغزل ب"رِجْل حمار" كما يقولون، فإصلاح مطبات وحفر الشوارع وتنظيفها من القمامة وتحقيق النظافة والنظام فيها لا يحتاج ميزانيات ضخمة، ويمكنه إن أفلح تحقيقها أن يحقق رضا المواطن.


ومن واقع تعاملى مع جهاز مدينة الشروق الذي أسكن في نطاقه أستطيع القول باطمئنان إن هناك عددًا قليلًا من مسئوليه تتحقق فيهم شروط الكفاءة والهمّة الديناميكية الوظيفية وسرعة الاستجابة لمطالب الناس، وتحقيق مبتغاهم ومتابعة شكاواهم حتى النهاية، وتقديم كل عون ممكن حتى ولو خارج اختصاصاتهم وصلاحياتهم المحدودة بطبيعة الحال.. 

 

ومن هؤلاء المجدّين في عملهم نائب رئيس جهاز الشروق المهندس أحمد مكى، وهو من المشهود لهم بالكفاءة والتميز والتفانى في عمله والديناميكية العالية، والحرص على الوجود في الميدان بحس سياسي عالٍ، وينتظره مستقبل واعد تسنده سابقة أعمال متميزة.


ولا يفوتني الإشادة بالمحاسب إيهاب المراكبي مدير المركز التكنولوجي لخدمة العملاء بجهاز الشروق أيضًا، والمهندس نبيل جريدة مدير الزراعة بالجهاز، حيث لا يتواني الاثنان عن بذل كل جهد ممكن لإنجاز العمل على الوجه الأكمل..

 

وهو ما نتمنى أن نجده في كل موقع في كل جهاز أو مدينة أو محافظة على أرض مصر؛ فالمحليات أقرب الأجهزة لقلب الجمهور، فإذا صلحت صلح الدولاب الحكومي كله، وإذا خاب عملها انخفض منسوب الرضا الشعبى لأي حكومة؛ ومن ثم يجب التدقيق كل التدقيق في اختيار قيادات أجهزة المدن الجديدة ليكون على الشاكلة السابقة؛ فحسن اختيار الكوادر خطوة لازمة لأي إصلاح في الجهاز الحكومي..

 

تحية لكل مخلص في عمله، محب لوطنه، ساعٍ لخدمة أهل بلده الذي يستظل الجميع بخيره وأفضاله.. وليتذكر كل مسئول أن الحياة أيام معدودة وتلك الأيام يداولها الله بين الناس وقد قال الله تعالى: "قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ".. فانظر ماذا تريد أن يرى الله منك، ولا تكن قصير النظر أو محدود الرؤية؛ فالله يزن الأمور بمثقال الذرة. 

 


وإذا كان جهاز الشروق يقدم أداءً متميزًا في بعض القطاعات.. فإن هناك قطاعات تحتاج إلى أن تصحو من سباتها العميق لاستدراك تقصيرها وتصحيح مسارها.. ولهذا مقام آخر!

الجريدة الرسمية