رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: محمد صلاح ورفاقه.. جناة أم مجني عليهم؟!

المنتخب الوطني لكرة
المنتخب الوطني لكرة القدم،فيتو

أكاد أجزم أن هذا الجيل من نجوم المنتخب الوطني لكرة القدم هم أفضل المواهب التي ظهرت في تاريخ الكرة المصرية على مدار 100 عام.. ربما كانت هناك مواهب مميزة ولكنها كانت مجرد ظواهر فردية لم يكتب لها العالمية بدليل أن في هذا الجيل نجما كبيرا بحجم محمد صلاح ينافس في أقوى دوري في العالم وهو الدوري الإنجليزي وينافس على جائزة أفضل لاعب في العالم وبجواره مجموعة من النجوم يلعبون في أكبر الأندية الأوربية أو حتى المحلية ولكن رغم ذلك لم نحقق شيئا وهذا الجيل على أعتاب خط النهاية.
منطق المصلحة الشخصية
لا يمكن لكائن مهما كان أن يشكك في ولاء وانتماء هؤلاء النجوم لأني أعرف الكثير منهم وجميعهم على استعداد أن يقدم كل ما لديه من أجل فانلة المنتخب.. ولو حسبتها بمنطق المصلحة الشخصية ستجد أن هؤلاء لديهم من الدوافع الشخصية ما يجعلهم يبذلون كل نقطة العرق في سبيل الفوز وإسعاد الجماهير المصرية.
هذا محمد صلاح الذي أصبح أسطورة ليفربول يصنع ملحمة في الدوري الإنجليزي مع فريقه بعد أن استغنى عن بعض العناصر الأساسية ليصبح القائد الملهم وقد جاء إلى مصر تحدوه الآمال في أن يصنع شيئا لصالح بلده وأن يسعد جماهير بلده بالفوز ببطولة الأمم الإفريقية بكوت ديفوار.. محمد صلاح ليس متقاعسا ولا مدعيا للإصابة كما حاول البعض أن يروج ولكنه يتعرض لضغوط هو وزملاؤه تفوق الوصف.. ضغوط جعلت الجماهير العاشقة لمو في أن تنقلب وتروج أن وجوده ليس مجديا وهو مجاف تماما للحقيقة.
السبب الحقيقي
ولست هنا في مجال المدافع عن محمد صلاح لأنه ليس في حاجة إلى من يدافع عن ولائه وانتمائه لهذا البلد لأنه مصري أصيل ولكن أبحث عن أسباب الحالة التي وصلنا إليها ولم يلاحظها السادة المسئولون عن الكرة في مصر.
كانت اللقطة هي السمة الغالبة على جميعهم وهم يبحثون عن ود صلاح.. عن التصوير مع صلاح.. عن ذكر محمد صلاح في كل مناسبة سواء كانت تستحق أو لا تستحق ولم يكلف أحد نفسه عناء توفير المناخ المناسب لصلاح وللفريق.
عندنا في مصر الأجهزة الفنية في مرمى النيران الأول ثم اللاعبين الهدف الثاني ولم يسأل أحد عن الإدارة سواء مجالس إدارات أندية أو اتحادات.. هم أنبياء لا يخطئون رغم أن الخطأ راكبهم من رأسهم حتى أخمص قدميهم.. هل رأيتم مرة إقالة مجلس إدارة لأنه أخفق ولكنهم يحمون أنفسهم وراء تحميل المسئولية للاعبين أو الأجهزة الفنية.
هل رأيتم أحدهم يخرج يعتذر عن قراراته التي كانت السبب في الدمار الذي حدث بفريقه.. لم يحدث ولن يحدث لأن الهيئات الرياضية تحولت إلى عزب ووسايا لأصحاب الحظ والنصيب!!
هل فكر اتحاد الكرة وهو الذي أصبح على دراية كاملة أن الجماهير أصبحت تقاطع مباريات المنتخبات الوطنية بكافة طوائفها بعد أن سيطرت العشوائية على اختيارات الأجهزة الفنية والمجاملة في اختيارات اللاعبين؟!
هل استمع أحد لنداء محمد صلاح والنني وهما نجما المنتخب الوطني وهما يبديان دهشتهما من عدم التفاف الجمهور وراء المنتخب؟!
نعم لم يلاحظ أحد لا السيد جمال علام ولا نائبه الأستاذ الدرندلي واكتفي بالتلويح باللائحة المالية أما حازم إمام الأقرب للاعبين بحكم انه لاعب سابق... اختفاؤه أكثر من ظهوره وطالما أن مركب المنتخب بدأت في الغرق فلا بد أن يختفي!! والباقي لا حول لهم ولا قوة.
لو تم التدقيق في الصورة المرفقة في المقال سيعرف حجم المصيبة التي ألمت بالكرة المصرية عندما ترى أصحاب الترنج الأسود ستجدهم 25 فردا بالتمام والكمال ولله في خلقه شئون!!
لقد عاصرت عن قرب فوز المنتخب بأربع بطولات أمم أفريقية وكيف كان دعم الاتحاد للفريق واللاعبين لأن الكابتن سمير زاهر ورفاقه كانت لهم رؤية وأن وظيفتهم الأساسية هي تقديم الدعم المعنوي أولا ورأينا كيف التف الشعب المصري بكامل طوائفه حول المنتخب الذي كان مصدر السعادة للشعب.
الدولة كانت تقدم الدعم للمنتخب الوطني ليس من أجل اللاعبين ومنحهم الفلوس بقدر دعم الفريق لأنه يعدل مزاج الشعب المصري الذي كان يخرج عن بكرة أبيه بعد كل فوز وانتصار.
وكان هناك إعلام هدفه الجماهير في المقام الأول وكيفية التفافها حول المنتخب وليس إعلام خارج نطاق الخدمة كل هدفه إلقاء اللوم على الجماهير التي تهاجم محمد صلاح ورفاقه وإظهارهم على أنهم خط الدفاع عن محمد صلاح أملا في كلمة منه أو نظرة.
إعلام رياضي اعتبر أنه وصي على كرة القدم المصرية فهو فقط من له الحق في بث المباريات وليس أحد غيره والله يرحم أيام كان هناك أكثر من استديو وأكثر من برنامج تختلف فيهم وجهات النظر..  إعلام رياضي قاطعته الجماهير قبل أن تقاطع الملاعب لأنها ترى أنه لا يعبر عنها ولا عن الكرة المصرية.
لقد بات الأمر في منتهى الصعوبة لأن المشكلة صعبة بالفعل لأن الجماهير لم تعد واثقة في أطراف كثيرة في المنظومة سواء اتحاد اعترف الجميع بأنه جاء في ظروف غامضة وليس أهلا لما أوكل إليه.. وإعلام رياضي أحادي يخاطب جماهير منتخب آخر غير مصر.. ولاعبين فقدوا الثقة في الجميع.. اتحاد وإعلام وجماهير.
ربنا يلطف بينا 
 

Advertisements

الجريدة الرسمية